وجه المندوب الدائم لبلادنا لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي اليوم الثلاثاء رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الامن الدولي استعرض فيها الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها الميليشيا الحوثية بحق المدنيين وبالتحديد في مديرية العبدية بمحافظة مأرب.
وأشار السعدي في رسالته إلى جرائم الميليشيا الحوثية بحق ابناء العبدية والمتمثلة بحصارها المشدد على المديرية 21 سبتمبر 2021 والذي أدى إلى تفاقم الوضع الانساني.. منوهاً بإن هذا الحصار يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنساني.. وفقا لوكالة الأنباء الرسمية “سبأ”.
وأضاف بأن المليشيا الحوثية تحرم 5300 عائلة (بإجمالي 35000 مدني) في العبدية من الحصول على الغذاء والماء والأدوية وحليب الأطفال منذ قرابة ثلاثة أسابيع حتى الآن، مما أدى إلى موت 3 مدنيين على الأقل حتى الآن، وأن نقص الغذاء والماء أجبر المدنيين على شرب مياه ملوثة، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية في بلد لم يتعافى تمامًا من تفشي الكوليرا.
ونوه إلى أن ما لا يقل عن 9827 طفلاً في العبدية يعانون من سوء التغذية، منهم 2465 يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما تحتاج 3451 امرأة إلى الرعاية الصحية، في الوقت الذي يحرم هذا الحصار 34 مريضًا من الوصول إلى الرعاية الصحية العاجلة، 23 منهم يعانون من الفشل الكلوي، و 11 يعانون من السرطان.
ولفت مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة إلى أن منع المليشيا الحوثية الطواقم الطبية من الوصول إلى قرى المديرية تسبب بكارثة طبية وصحية بين المدنيين وأن عرقلة وصول المواد الغذائية والدوائية والسماح للمنظمات الدولية والمحلية ما هو إلا استخدام من الحوثيين للمجاعة كسلاح، وهو يرقى إلى مستوى جريمة حرب.
وأضاف بأن المديرية تعرضت لهجمات حوثية عنيفة بلغت حتى الآن 2523 هجوم بالمدفعية والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات، أسفرت عن سقوط 135 ضحية على الأقل، بينهم 31 امرأة و 17 طفل.
وأشار إلى أن الميليشيات تواصل في الوقت نفسه زرع الألغام الأرضية في المنطقة وحولها، بما في ذلك 4289 لغماً مضاداً للأفراد محرم دوليًا والذي أدى إلى مقتل أو تشويه أو جرح ما مجموعه 262 مدنياً منهم ما لا يقل عن 32 امرأة و 26 طفل.
كما لفت السعدي إلى الآثار المترتبة عن الحصار الحوثي على حرية وحركة المدنيين وحق التعليم للأطفال، منها اختطاف واعتقال 3278 مدنياً من العبدية حتى الآن، في انتهاك صارخ لحرية التنقل، والتسبب باغلاق 18 مدرسة امام الطلاب نتيجة الحصار الحوثي واستهدافها المستمر بالصواريخ الباليستية ومختلف انواع الاسلحة الثقيلة بما في ذلك احتلال الحوثيين لمدرسة واستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما أدى إلى حرمان 8392 طالبًا من حقهم في التعليم.
وناشد مندوب اليمن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ادانة جرائم المليشيا الحوثية واتخاذ اجراءات حاسمة وعاجلة لرفع الحصار عن العبدية وإنقاذ أرواح آلاف المدنيين معظمهم من النساء والأطفال والمرضى والسماح بتدفق المواد الغذائية والإمدادات الطبية ووقف القتل الممنهج للمدنيين بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وأنواع أخرى من الأسلحة، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.