قصفت إسرائيل مواقع في غزة، أمس (السبت)، بعد اشتباكات بين قواتها ومتظاهرين فلسطينيين على حدود القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى بينهم شرطي إسرائيلي وفتى فلسطيني يبلغ 13 عاماً أُصيبا بجروح خطيرة.
وتأتي هذه الاشتباكات بين شبان فلسطينيين ألقوا عبوات حارقة وحاولوا تسلّق السياج، والقوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق النار، بعد ثلاثة أشهر تماماً من التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» التي تحكم القطاع بعد أعنف مواجهات بين الجانبين منذ سنوات، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الصحّة التابعة لـ«حماس» في غزة في بيان إنّ «41 مدنياً أُصيبوا بجروح»، بينهم فتى (13 عاماً) حالته حرجة بسبب إصابته في الرأس. وقالت «حماس» إن آلاف المحتجين شاركوا في التجمع.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن «مئات من مثيري الشغب» حاولوا تسلق السياج الحدودي في شمال قطاع غزة وألقوا «عبوات ناسفة» بينما حاول بعضهم انتزاع بندقية من جندي. وأوضح أن القوات الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين أشعلوا النيران في الإطارات.
وتابع الجيش أنه «رد بوسائل تفريق أعمال الشغب، بما في ذلك الذخيرة الحية عند الضرورة». وأضاف أن «جندياً من حرس الحدود أُصيب بجروح خطيرة بنيران حية انطلقت من غزة ويتلقى العلاج الطبي في أحد المستشفيات».
وقال وزير الدفاع بيني غانتس لقناة «تشانيل 13» الإسرائيلية إن «هذه بالتأكيد حوادث خطيرة جداً وسنرد عليها».
وبُعيد تصريحاته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائراته الحربية قصفت «أربعة مواقع لتصنيع أسلحة ومخازن تابعة لمنظمة (حماس) الإرهابية»، مؤكداً أنه عزّز فرقة غزة بقوات إضافية.
ولم تَرِد معلومات فورية عن إصابات في الضربات الجوية.
كانت «حماس» قد دعت إلى مظاهرة (السبت) في الذكرى السنويّة الثانية والخمسين لحريق المسجد الأقصى.
وحيّت «حماس» وفصائل أخرى في قطاع غزة في بيان مشترك، ليل السبت – الأحد، «الشباب الأبطال» الذين اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية.
وتعد هذه المواجهات أسوأ أعمال عنف بين الجانبين منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 21 مايو (أيار)، فخلال 11 يوماً في مايو شنت إسرائيل غارات جوية على غزة رداً على إطلاق صواريخ من القطاع. وقالت «حماس» إن إطلاق الصواريخ كان رداً على اقتحام قوّات الأمن الإسرائيليّة للأقصى.