يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي في قصفه قطاع غزة في حين ترد المقاومة الفلسطينية بمزيد من رشقات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية.
وفي أحدث التطورات الميدانية من غزة شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات كثيفة على مواقع في قطاع غزة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوهافي إن الضربات الجوية الإسرائيلية اليوم ألحقت ضررا كبيرا بمنظومة تصنيع الأسلحة التابعة لحماس والجهاد.
وقال مراسل الجزيرة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مجمع “أنصار” الذي يضم مقرات أمنية.
وأشار إلى أن غارات اليوم أسفرت عن تدمير 7 منازل في مواقع مختلفة من غزة، وأدت إلى استشهاد شخصين، ودمار واسع في أرجاء القطاع.
وفي تطور آخر، قال قائد بالغرفة المشتركة للمقاومة إن الأخيرة أفشلت الليلة الماضية مناورة خداعية لجيش الاحتلال، حاول عبرها الإيهام ببدء حملة برية.
وأضاف أن مناورة الاحتلال كانت تستهدف قتل المئات من عناصر المقاومة وشل قدراتها، وأكد أنه لم يتم النيل من عناصر المقاومة وقدراتها بهذه العملية الخداعية.
وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن طائرات الاحتلال قصفت مقر بنك الإنتاج غربي غزة، الذي يقع على بعد عشرات الأمتار فقط من مجمع الشفاء الطبي أكبر المستشفيات بقطاع غزة، وإن بعض المباني المجاورة للمستشفى تضررت.
وأشار إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية سبق أن دمرت عدة فروع لهذا البنك في أنحاء غزة، واليوم دمرت المقر الرئيسي وهو ما يمثل استمرارا للحرب الاقتصادية على القطاع بحجة أن هذه البنوك تدعم حماس وتسهم في صمودها.
وبالإضافة إلى قصف بنك الإنتاج، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم استهداف خلية لمطلقي صواريخ من غزة نحو إسرائيل خلال الساعات الأخيرة.
وذكر أيضا أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت نفقا تابعا لحماس قرب روضة أطفال ومسجد جنوبي قطاع غزة حسب قوله.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس قصفت إسرائيل بأكثر من 2000 صاروخ.
كما نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو قال إنه يوثق قصف مجموعة مما وصفها بالأهداف البحرية التابعة لحركة حماس.
على الجانب الفلسطيني، وفي أحدث ردود الفعل من طرف المقاومة في غزة على القصف الإسرائيلي المستمر أطلقت المقاومة الفلسطينية اليوم عدة رشقات من الصواريخ تجاه العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت بئر السبع بالصواريخ وأطلقت دفعة صواريخ جديدة على مدينتي عسقلان وأسدود، كما أعلنت أيضا أنها قصفت مستوطنة “نتيفوت” جنوبي إسرائيل برشقة صاروخية.
وأفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بانقطاع الكهرباء عن بعض البلدات الإسرائيلية في ضواحي بئر السبع إثر تعرض أعمدة كهرباء لقصف صاروخي.
وكانت كتائب القسام أعلنت أنها استهدفت مصنع كيميائيات في بلدة نير عوز بطائرة شهاب المسيرة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيرة انطلقت من قطاع غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة أن صواريخ من القطاع استهدفت بلدات غلاف غزة.
من جهتها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت مدينة تل أبيب بعدد من الصواريخ، وإنها استهدفت موقع كرم أبو سالم العسكري بعدد من قذائف الهاون.
وأضافت أنها قصفت أيضا موقع كيسوفيم العسكري بعدد من قذائف الهاون، كما أعلنت أنها أنها أطلقت صواريخ على عسقلان ونتيفوت وياد مردخاي ونحال العوز وإيرز وكرميا.
وذكرت ألوية الناصر صلاح الدين من جهتها، أنها قصفت مستوطنة نير إسحاق شرق رفح بـ3 صواريخ من طراز 107.
وقد أفاد مراسل الجزيرة بإصابة 5 إسرائيليين في مدينة بتاح تكفا شرق تل أبيب إثر تعرضها لقصف صاروخي من غزة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تبين إصابات مباشرة لمنزل وسيارة، إضافة إلى سماع دوي صافرات الإنذار في المنطقة.
وقالت رويترز إن مالكو ناقلات نفط خام يطلبون التحول بعيدا عن عسقلان إلى ميناء حيفا بسبب التصعيد.
كما طالب جيش الاحتلال -فجر اليوم الجمعة- سكانَ بلدات غلاف قطاع غزة بـ “البقاء في المناطق الآمنة حتى إشعار آخر”.
وأفاد بيان الجيش، أنه “بناء على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، يُطلب من سكان البلدات الإسرائيلية -التي تبعد حتى 4 كيلومترات عن قطاع غزة- البقاءُ في المناطق الآمنة (الملاجئ) حتى إشعار آخر”.
وعلى المستوى الإنساني، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة أنها تقوم وبشكل عاجل بتحويل المدارس المجهزة لديها لتكون ملاجئ للفلسطينيين الذين لجأوا اليها بحثا عن مأوى وملاذ آمن، جراء القصف الإسرائيلي العنيف الذي طال منازلهم.
وأشارت الأونروا إلى أنها لم تتمكن بعد من تفعيل إجراءاتها بشكل كامل، بسبب القيود المفروضة على حركة الموظفين نظرا للقصف العنيف على قطاع غزة.
وقالت المنظمة إنها تبذل كل ما في وسعها للتأكد أن هذه المدارس آمنة بما يكفي ليتمكن النازحون من البقاء فيها، والحصول على المساعدة في ظل تفشي حائجة كورونا.
وأدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير وتخريب عدد كبير من المحال التجارية إضافة إلى تضرر شبكات الكهرباء، مما أدى لانقطاعها عن حي الرمال غرب مدينة غزة.
ووفق آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة بقطاع غزة أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ يوم الاثنين الماضي عن استشهاد 119 فلسطينيا بينهم 27 طفلا و11 سيدة، وإصابة 621 بجروح.
وقالت دائرة الإعلام الحكومي في غزة إن “جيش الاحتلال قصف 60 مقرا حكوميا ودمر أكثر من 500 وحدة سكنية بالكامل”.
وأضافت -في بيان لها- أن التقديرات الأولية للخسائر نتيجة العدوان على غزة بلغت 73 مليون دولار.
وأعلنت بلدية جباليا في قطاع غزة -اليوم الجمعة- انقطاع خدمات المياه والصرف الصحي عن نحو 10 آلاف منزل، جرّاء العدوان الذي شنّته مقاتلات إسرائيلية أمس الخميس ليلا، شمالي القطاع.
وقالت البلدية -في بيان- إن العدوان الأخير تسبب بانفجار الخطوط الأساسية للمياه، وهو ما اضطرها لقطع المياه عن 10 آلاف منزل في مختلف مناطق النفوذ.
وتابعت أن العدوان الإسرائيلي استهدف أيضا الخط الناقل الرئيسي لمياه الصرف الصحي في مناطق الشمال.
ولفتت إلى أنها باشرت في عملية إصلاح طارئة للخط الناقل الرئيسي بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأشارت إلى أن آلة التدمير الإسرائيلية استهدفت بشكل متعمد الشوارع والمفترقات الرئيسية.
وناشدت البلدية الجهات المانحة لتقديم الدعم الطارئ لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية (المياه، والصرف الصحي) إلى منازل المواطنين.
وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن شركة الكهرباء حذرت من الاستهدافات المتكررة ومن عدم وجود كمية من الوقود لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في القطاع.
وأشار إلى أن القطاع يحصل على الكهرباء من مصدرين أحدهما محطة التوليد التي توفر للقطاع غزة نحو 100 ميغاوات، والثاني هو خطوط ناقلة للكهرباء من إسرائيل توفر ما يقرب من 120 ميغاوات، في حين أن القطاع يحتاج نحو 400 ميغاوات، وهو ما يعني أنه حتى عندما تشتغل الشبكة بكامل طاقتها يكون هناك عجز كبير.
وأمس الخميس ليلا، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية -بمشاركة آليات مدفعية- سلسلة من الغارات شمالي قطاع غزة، هي الأعنف منذ بداية التصعيد.
وبحسب وزارة الصحة، ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة منذ مساء الاثنين الماضي إلى 119 شهيدا من بينهم 31 طفلا، و19 سيدة، و869 إصابة بجراح مختلفة.
كما ارتقى 6 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
المصدر: المصدر أونلاين.