الصيف.. العدو الأكبر للمجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن

Editor6 أبريل 2021
الصيف.. العدو الأكبر للمجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن

يعيش اليمنيون في المناطق الحارة عموماً وعلى وجه الخصوص العاصمة المؤقتة عدن أصعب أيامهم وأكثرها عذاباً مع قدوم كل موسم صيف جديد في البلاد التي أنهكتها الحرب والفقر والمرض.

وكان الصيف بالنسبة للمواطنين في عدن فيما مضى موسماً للحياة والتمتع بالمتنزهات والشاليهات المنتشرة على سواحل المدينة، خاصة وأنه يتزامن مع العطلة الصيفية للمدارس والجامعات، حيث تصبح الشواطئ مزاراً لجميع أبناء المدينة أو الزائرين إليها من بقية مناطق اليمن، للاستجمام فيها والتمتع بالسباحة في بحرها أو السمر حتى الفجر على شواطئها الساحرة.

واليوم أصبح الصيف أكثر الفصول مرارة وبات ميعاد قدومه نذير شؤم لأبناء عدن، حيث تنهار فيه المنظومة الكهربائية بشكل كامل، وتعود المدينة الزاهية في أقصى جنوب اليمن مئات السنوات إلى الوراء.

ومع سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن في 2019م، بات على المواطنين أن يتجرعوا مرارة العيش دون كهرباء لساعات طويلة وربما أيام، في ظل درجات حرارة مرتفعة تناهز الخمسين درجة مئوية.

وفي هذا الصدد يقول الناشط السياسي على المشرع: “لا يفضح الانتقالي وعصابات الفساد شيء كما يفضحهم الصيف كل عام.. تكرار عقيم لسياسات الفشل طوال أشهر عديدة، تتراكم بعضها فوق بعض، حتى يأتي الصيف فتخرج تلك المشاكل إلى العلن وتنكشف عورة هذه العصابة التي دخلت عدن فأصبحت ظلاماً دامساً”.

وتؤكد الإنهيارات المتواصلة لمنظومة الكهرباء في عدن، والتي تبلغ ذروتها في أشد المواسم التي يحتاج فيها العدنيون إليها، على مدى الاختلال المريع في عمل مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة، والتي أصابها الشلل التام منذ 3 أعوام، وفق ما تؤكده شهادات مواطنين في عدن.

ولقيت صورة التقطتها الأقمار الصناعية لعدن قبل أيام تداولاً واسعاً، حيث تظهر الصورة التي التقطت في المساء المدينة وهي غارقة في ظلام كبير، وكأنها مدينة تعيش في القرون الوسطى.

واقع مرير وحلول ترقيعية

وبحسب مراقبين فإن العصابات التي أصبحت مسيطرة على عدن دمرت خلال 3 سنوات فقط من حكمها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة الخدمية وعلى رأسها قطاع الكهرباء الحساس، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس ومعايشهم.

ويقول مواطنو عدن أنهم باتوا يعيشون واقعاً مريراً يزداد سوءاً كل يوم، دون أية بوادر من العصابة المتحكمة في عدن لتصحيح الأوضاع وتخفيف الأعباء عن كاهل الناس.

وأشاروا إلى ان قيادة مليشيات الانتقالي ظلت تراوغ مع كل أزمة للكهرباء في عدن، عبر حلول ترقيعية ومؤقتة لا تدخل حيز التنفيذ حتى تنتهي فعاليتها بعد أيام قليلة، فيعود الوضع إلى ما كان عليه.

من جهته كشف الصحفي فتحي بن لزرق عن صفقة فساد كبرى وراءها رجال أعمال وتجار بالشراكة مع قيادات ثقيلة في المجلس الانتقالي، تقف خلف الأزمة المتفاقمة للكهرباء في عدن.

وبحسب بن لزرق فإن أحد التجار ويدعى (البسيري) يبيع النفط لشركة النفط في عدن بأسعار مرتفعة للغاية، وتفوق سعر السوق بأكثر من 200 دولار.

وأشار إلى أن قيادات انفصالية ثقيلة قامت بتمرير هذه العملية المشبوهة لأنها تحصل مقابل ذلك على عمولات مالية ضخمة، تصل على ملايين الدولارات.

انتظار الدعم من المموّل

وفيما تستمر أزمة الكهرباء في عدن دون جديد، وانفجار الغليان الشعبي إزاء الوضع المتردي، أجرت قيادات الانفصال اتصالات عديدة بمموليها في أبوظبي، طالبة منهم دعمها بكميات من النفط للخروج بماء الوجه أمام المواطنين وللترويج بأن الإمارات لن تترك أهالي عدن، وذلك أسوة بالدعم السعودي الذي تحصلت عليه الحكومة الشرعية قبل أيام.

وكتب نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك تغريدة قال فيها إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قد وعد بحل أزمة الكهرباء في عدن، قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وانهالت التعليقات الساخرة على بن بريك، فقال أحد الناشطين معلقاً: هانت يا بن بريك.. باقي أسبوع بس لرمضان وان شاء الله سيدك يحل لك مشاكلك في عدن.

وقال آخر: وانتوا أيش فايدتكم طيب وعلى أي أساس أخرجتم الدولة منها؟ قلتم الوضع با يتحسن ونعيش في نعيم بعد خروج الحكومة منها، والآن تشحت لنا نفط من عند سيدك. هذا تأكيد بأنكم عصابة فاشلة ما تنفع لإدارة حارة، فما بالك بإدارة جنوب اليمن.

ويرى آخر أن وعود بن زايد وقيادة الانفصال ما هي إلا “سراب” وأن على أبناء عدن أن يدفعوا فاتورة باهظة لبقاء خروج الدولة من عدن وسقوطها بيد المليشيات.

آخر العلاج

لجأ الأهالي للتغلب على هذه المعاناة إلى شراء مولدات الطاقة المنزلية، ولكنهم واجهوا مشكلة أخرى بعدم توفر المشتقات النفطية لتشغيلها والتي تشهد هي الأخرى أزمة خانقة.

ودفع ذلك الأهالي إلى اللجوء لاستخدام الطاقة البديلة (ألواح الطاقة الشمسية) كآخر حل أمامهم على الرغم من أنها لا تفي بكافة متطلبات الأسر في المنزل ويقتصر جهدها على الإنارة وتشغيل مراوح الهواء، ولكن من باب “آخر العلاج الكي” كما يقول المثل الشعبي.

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق