الشرطة الروسية تعتقل أكثر من 4 آلاف شخص تظاهروا دعما لنافالني

محرر 331 يناير 2021
الشرطة الروسية تعتقل أكثر من 4 آلاف شخص تظاهروا دعما لنافالني

اعتقلت الشرطة الروسية اليوم الأحد، 4027 شخصا على الأقل في مختلف أنحاء روسيا خلال تظاهرات طالبت بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني، وفق ما أفادت منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية.

وأوضحت المنظمة المتخصصة في رصد التظاهرات في روسيا، أن هذه الاعتقالات حصلت خصوصا في موسكو (1167 شخصا) وسان بطرسبورغ (862) ثاني مدن البلاد، إضافة الى كراسنويارسك (194) وسيبيريا ومدن أخرى كبيرة.

وبدا وسط موسكو التي غطتها طبقة رقيقة من الثلج مثل قلعة محصنة في بعض الأماكن مع انتشار العشرات من شرطة مكافحة الشغب بالدروع والهراوات.

وفي حدث نادر، أُغلقت عدة شوارع ومحطات مترو في العاصمة تماما، ما دفع المتظاهرين لتغيير مكان التجمع في اللحظة الأخيرة، كما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما كانوا يخططون للتجمع أمام مقر الاستخبارات قال مراسل لوكالة فرانس برس أن بضعة آلاف من الأشخاص كانوا يتجهون في بداية فترة ما بعد الظهر نحو حديقة سوكولنيكي فيما أطلق سائقون أصوات أبواق سياراتهم تأييدا لهم.

وهتف المتظاهرون “بوتين لص” و”حرية”، وفق مراسلي فرانس برس.

آلاف الروس في مظاهرة احتجاجية ضد سياسات بوتين:

وأوقفت الشرطة يوليا نافالنايا، زوجة أليكسي نافالني، لدى وصولها للمشاركة في المسيرة، بحسب فريق  المعارض.

وقال اتحاد الصحفيين الروس أن 35 صحفيا على الأقل أوقفوا.

وتأتي هذه المسيرات في أعقاب يوم التعبئة الذي نظم السبت الماضي قبل نحو أسبوع وشارك فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين وأسفر عن توقيف أكثر من 4000 شخص، فضلا عن فتح نحو عشرين قضية جنائية.

“بوتين يمثل الشر”:

على الرغم من التهديدات، لم تتردد إيكاترينا بريتشكينا البالغة من العمر 39 عاما عن النزول إلى الشارع في موسكو. وقالت لوكالة فرانس برس إنها “تخشى أكثر مما سيحدث في البلاد إذا لم نخرج إلى الشوارع”.

وقالت داريا وهي طبيبة بيطرية تبلغ من العمر 34 عاما: “هذا قمع. يلقى بالأبرياء في السجن”.

الشرطة الروسية تعتقل أكثر من أربعة آلاف خلال التظاهرات:

في سان بطرسبرغ، وهي معقل آخر للمعارضة، تجمع ما يقرب من 2000 شخص في ميدان بوسط المدينة قبل أن تفرقهم قوات مكافحة الشغب.

وقال أندريه (30 عاما) لفرانس برس “بوتين يمثل الشر. لا مستقبل معه. من المستحيل العيش بمثل هذه الرواتب مع قلة فرص العمل”.

على تويتر، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، إن الولايات المتحدة “تدين استخدام روسيا المستمر للتكتيكات الوحشية ضد متظاهرين سلميين وصحافيين للأسبوع الثاني على التوالي وتجدّد دعوتها إلى الإفراج عن الموقوفين من بينهم أليكسي نافالني”.

وعلى الفور نددت روسيا بهذه التصريحات عبر وزارة الخارجية الروسية.

وقال مبعوث فلاديمير بوتين لحقوق الإنسان فاليري فاديف “ما نراه اليوم لا علاقة له بحماية الحقوق أو النضال من أجل حياة أفضل. ما نراه اليوم هو عمل استفزازي”.

تأتي هذه التظاهرات الجديدة فيما ينتظر أن يمثل أليكسي نافالني أمام القضاة الأسبوع المقبل فيما يخضع منذ عودته إلى روسيا للملاحقة في عدة قضايا يعتبرها ذات دوافع سياسية.

الشرطة أغلقت عدة شوارع ومحطات مترو في العاصمة الروسية موسكو “غضب”:

في الجانب الآخر من البلاد، في فلاديفوستوك، هتف عشرات المتظاهرين بحسب لقطات نشرها الفرع المحلي لتنظيم المعارض الروسي “بلدي روسيا في السجن!”.

وصرح المتظاهر أندريه (25 عاما) لوكالة فرانس برس بأن “هناك عدد قليل من الأشخاص هذه المرة، لأن شرطة مكافحة الشغب أغلقت وسط المدينة مسبقا”.. وأضاف “لكن كما ترى لا أحد يشعر بالخوف”.

وفي نوفوسيبيرسك، ثالث كبرى مدن روسيا، قدرت منظمة نافالني عدد المتظاهرين بنحو أكثر من خمسة آلاف، وهو من بين أكبر التجمعات المعارضة خلال السنوات الماضية.

وقالت خيلغا بيروغوفا المنتخبة في المجلس المحلي عن ائتلاف موال لنافالني لوكالة فرانس برس “الناس غاضبون بسبب ما يحدث، ولأن نوابا ونشطاء معارضين أوقفوا هذا الأسبوع”.

والجمعة، وُضِع العديد من المقربين من نافالني بمن فيهم المحامية ليوبوف سوبول وشقيقه أوليغ نافالني في الإقامة الجبرية حتى أواخر مارس، في انتظار محاكمتهم بتهم انتهاكهم القيود الخاصة بالحد من انتشار وباء كوفيد-19 عبر دعوتهم إلى التظاهرات الاحتجاجية.

وجاء ذلك بعد يومين من المداهمات التي استهدفت منزل زوجته يوليا ومقار منظمته صندوق مكافحة الفساد.

في الأيام السابقة، حذرت السلطات مرارا أنصار نافالني. وقالت الشرطة إنه يمكن محاكمة المتظاهرين بتهمة تنظيم “أعمال شغب جماعية” إذا تحولت المسيرات إلى أعمال عنف.

وتأججت الاحتجاجات بعد نشر تحقيق مصور أجراه المعارض يتهم فيه بوتين بأنه يملك “قصرا” فخما على شاطئ البحر الأسود، وهو تحقيق شوهد أكثر من 100 مليون مرة على موقع يوتيوب.

ونفى الكرملين امتلاك الرئيس الروسي المجمّع الفخم.

وقال بوتين إن الاتهامات تهدف إلى “غسل دماغ” الروس، فيما نشر التلفزيون الحكومي الجمعة صورا للقصر الذي ما يزال في طور البناء فيما أكد الملياردير أركادي روتنبرغ الشريك السابق لبوتين في الجودو واسمه مدرج على لائحة عقوبات غربية، السبت إنه مالك العقار وإنّه يبني فندقا هناك.

عاد نافالني الناشط في مكافحة الفساد إلى روسيا في 17 يناير بعد شهور من النقاهة في ألمانيا للاشتباه في تسميمه الذي اتهم فلاديمير بوتين وأجهزة الأمن الروسية بالمسؤولية عن ذلك. لكن موسكو نفت ذلك تماما.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق