أعلنت عدد من الدول تدابير استثنائية لمحاولة منع وصول نسخ متحورة جديدة من فيروس كورونا كوفيد-19.
وتدرس منظمة الصحة العالمية السلالات الجديدة البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية.
وتغلق المملكة المتحدة حدودها اعتبارا من الجمعة الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش أمام جميع الوافدين من دول أميركا الجنوبية والبرتغال على خلفية النسخة المتحورة الجديدة المرصودة في البرازيل.
وبرر وزير النقل البريطاني غرانت تشابس الإجراء على “تويتر” بوجود “أدلة حول نسخة جديدة في البرازيل”.
من جهتها اشترطت فرنسا على جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي إظهار فحص كوفيد-19 سلبي، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس.
وأضاف كاستيكس في مؤتمر صحافي أن على هؤلاء أيضا “التزام العزل لسبعة أيام فور وصولهم إلى فرنسا، ثم إجراء فحص بي سي آر ثان”.
ووصل خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتحقيق في منشأ وباء كوفيد-19 فيما تعقد لجنة طوارئ من المنظمة اجتماعا لبحث السلالات المتحورة من فيروس كورونا المستجد.
كما في كل أنحاء العالم، تجدد انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين التي ظهر فيها الوباء لأول مرة في نهاية 2019 في ووهان بوسط البلاد.
وتمكنت الصين من السيطرة على الوباء إلى حد كبير لكنها أحصت الخميس أول وفاة ناجمة عن الفيروس منذ مايو الماضي في مقاطعة هوبي حيث تم إغلاق عدة مدن في الآونة الأخيرة بعد ظهور بؤر إصابات جديدة بالفيروس.
وأعلنت السلطات الصحية الصينية عن 138 إصابة جديدة، الحصيلة اليومية الأكثر ارتفاعا منذ مارس.
وسجلت هذه الوفاة الجديدة فيما وصل فريق مؤلف من 13 خبيرا من منظمة الصحة العالمية من مختلف الجنسيات، الخميس إلى ووهان حيث كان في استقباله مسؤولون صينيون يرتدون الملابس الواقية أخذوا عينات لأعضاء الفريق من الحلق لدى الوصول، قبل نقلهم بسرعة إلى فندق حيث يتعين عليهم تمضية أسبوعين في الحجر قبل مباشرة العمل.
هناك عضوان من الفريق لا يزالان في سنغافورة لإعادة فحص الكشف عن كوفيد-19 بعدما جاءت نتيجتهما إيجابية.
وهذه الزيارة حساسة جدا بالنسبة للسلطة الصينية التي تسعى لإبعاد عنها أي مسؤولية في الوباء الذي تسبب بحوالي 2 مليون وفاة في العالم بحسب تعداد وكالة “فرانس برس”.
واجتمعت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مساء الخميس قبل أسبوعين من موعد انعقادها الاعتيادي كل ثلاثة أشهر، وذلك لمناقشة “موضوعين عاجلين”، وفق مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي أوضح أن “الموضوع الأول هو ظهور نسخ متحورة من فيروس سارس-كوف-2 مؤخرا، والاستعمال المحتمل لشهادات التطعيم والفحوص في التنقلات الدولية”.
وسيكشف عن توصيات للمنظمة والدول الأعضاء مع انتهاء الاجتماع الجمعة على الأرجح.
والنسخ المتحورة من فيروس كورونا المستجد شديدة العدوى لا سيما البريطانية والجنوب إفريقية منها وتنتشر بسرعة في العالم.
وبلغ عدد الدول التي تنتشر فيها النسخة البريطانية المتحورة 50 بلدا فيما ظهرت النسخة الجنوب إفريقية في 20 بلدا بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن العدد قد يكون أعلى.
ويجرى راهنا تحليل نسخة ثالثة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية وأعلن اليابان رصدها الأحد وقد تؤثر على الرد المناعي على ما أوضحت المنظمة التي تحدثت عن “نسخة مقلقة”.
موجة جديدة في العالم
كما في الصين يشهد العالم موجة جديدة من انتشار الفيروس.
في آسيا أيضا وسعت اليابان نطاق حالة الطوارئ لتشمل إلى جانب طوكيو وضواحيها، سبع مقاطعات أخرى مع إغلاق الحانات والمطاعم مساء.
وسجلت بريطانيا التي تشهد أكبر ارتفاع في الإصابات وأعلى حصيلة ضحايا في أوروبا مع نحو 85 ألف حالة وفاة، الأربعاء 1564 وفاة جديدة في أسوأ حصيلة يومية منذ بدء الجائحة.
وتجاوزت السويد الخميس عتبة 10 آلاف وفاة منذ ظهور الفيروس، وفق السلطات الصحية، إثر تسجيلها عددا قياسيا من الوفيات اليومية بلغ 351 وفاة.
وفرض في فرنسا حظر للتجول اعتبارا من السادسة مساء، يدخل حيز التنفيذ السبت لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات (أكثر من 23 ألف الأربعاء)، وفق ما أعلن رئيس الوزراء.
وأوضح جان كاستيكس أنه “بخلاف الاستثناءات المرتبطة بمهام القطاع العام، ستغلق كل الفضاءات التجارية والخدماتية المفتوحة للعموم الساعة السادسة مساء”.
وفرضت البرتغال إغلاقا عاما جديدا يبدأ اعتبارا من الجمعة على وقع تسارع انتشار الفيروس في البلاد (أكثر من 10,500 إصابة جديدة الأربعاء على 10 ملايين نسمة).
ومددت الحكومة الإيطالية حال الطوارئ حتى 30 أبريل، في حين أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس (84 عاما) والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر (93 عاما) تلقيا اللقاح.
في تركيا بدأت حملة تلقيح الخميس مع اللقاح الصيني كورونافاك في مختلف المناطق، وأبرز من تلقى اللقاح الرئيس رجب طيب أردوغان لطمأنة مواطنيه إلى فاعليته.
وبدأ لبنان فجر الخميس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها تتضمن منع تجول على مدار الساعة لنحو أسبوعين في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفيروس كورونا المستجد ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك.
من جانبها، تعيد تونس فرض الإغلاق مدة 4 أيام من الخميس إلى الأحد لإبطاء انتشار كوفيد-19 الذي وصل إلى مستويات قياسية ما أدى إلى وضع “خطر جدا” بحسب السلطات الصحية.
وفي إفريقيا، أعلنت موزمبيق تعزيز القيود بسبب ارتفاع عدد الإصابات.
وأعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الخميس أنه ضخ مبلغا قياسيا بقيمة 11 مليار يورو عام 2020 لمساعدة الاقتصادات الناشئة على مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19.