يبدو إن تجاهل إقليم تهامة، في التشكيل الحكومي الجديد الذي أُعلن عنه بعد تعثر لأكثر من 4 أشهر، أثار حفيظة وغضب سكان الإقليم الواقع غربي وشمال اليمن، ويشكو باستمرار من إهمال الحكومات المتعاقبة له.
والخميس، اعترض 13 نائباً عن إقليم تهامة في مجلس النواب اليمني الموالي للحكومة المعترف بها دولياً، على عدم تضمين أي وزير من الإقليم في الحكومة الجديدة.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أصدر قراراً، مساء الجمعة الماضية، بتشكيل الحكومة الجديدة من 24 وزيراً مناصفة بين الشمال والجنوب وفقاً لاتفاق الرياض.
وقال نواب إقليم تهامة في رسالة رفعوها إلى الرئيس هادي، ورئيس البرلمان سلطان البركاني، إنهم فوجئوا عند قرار تشكيل الحكومة بعدم وجود أحد من إقليم تهامة فيها.
ويتكون إقليم تهامة، وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، من أربع محافظات هي الحديدة وحجة غربي البلاد، وريمة والمحويت شمالاً، ويمثل سكانه نحو 23 بالمئة من سكان اليمن.
وبيّن رسالة نواب تهامة إنه ” لا يوجد كذلك من يمثل الإقليم في رئاسة مجلس النواب أو رئاسة مجلس الشورى، أو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، إَضافة إلى عدم تمثيله في الجانب الدبلوماسي بالبلاد”.
وأضافت:” إذا لم نحظ بحقنا في تحقيق العدل والمساواة مثل غيرنا في الحقوق والواجبات، فسوف نضطر لاستخدام حقنا في الامتناع عن حضور جلسة منح الثقة للحكومة”.
وأكدت الرسالة عدم قبول نواب تهامة، لهذا” التهميش والإهمال الذي يتعرض له الإقليم الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين”.
وفي موقف مماثل لما أعلنه النواب عن إقليم تهامة، أعرب الحراك التهامي السلمي، الأربعاء، عن رفضه الاعتراف بالتشكيلة الحكومية اليمنية الجديدة المنبثقة عن اتفاق الرياض.
وأعتبر المكتب السياسي للحراك التهامي في بيان رسمي له، إن تشكيل الحكومة الجديدة وتسمية أعضائها بهذه الطريقة يمثل خروجا واضحا ومخالفة صريحة لمفاهيم وقواعد الإجماع الوطني ومخرجات الحوار الوطني واهداف الثورة اليمنية.
وأوضح البيان أن اعتماد مثل تلك الطريقة في إنتاج الحكومة الجديدة وتجاهل كثير من المكونات الوطنية يعد مخرجا هزيلا لمشاكل البلد وسيكون له تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى مزيد من تمزيق الوطن وتدمير نسيجه الاجتماعي.
ودعا، ممثلو إقليم تهامة في البرلمان اليمني لمقاطعة الحكومة وعدم منحها الثقة، وكذا إعلان تضامنهم الصريح مع الوطن الجامع لكل أبنائه بفئاتهم المختلف وفي كامل الأقاليم اليمنية دون استثناء.
وبالرغم من الترحيب العربي والدولي الواسع لإعلان الحكومة الجديدة، إلا أنها قوبلت باستهجان عدد من المراقبين والناشطين في اليمن، بسبب خلوها من النساء وكذا ممثلين عن اقليم تهامة.
واللافت، وفقاً لمراقبين، تزايد الأصوات التهامية الرافضة لسياسة الحكومة الشرعية، والتحالف العربي الداعم لها، وتطالب منح “إقليم تهامة” قدراً كافياً من الاهتمام الذي يليق به، كما إنها لا تخفي تذمرها من استمرار الحرب في اليمن منذ نحو ست سنوات دون تحقيق
وعلى الرغم من تنوع مصادر الثروة في إقليم تهامة، سمكية وزراعية، وامتلاكه لعدد من الموانئ الهامة أبرزها ميناء الحديدة، إلا أن الفقر هو السمة الغالبة على أغلب ناس الإقليم الذي يعاني من إهمال السلطات المتعاقبة على حكم البلاد، بالإضافة إلى وقوعه في قبضة الأوبئة الفتاكة التي لا تغادره أبداً.