يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً حول كوريا الشمالية، بعد ظهر الثلاثاء، في نيويورك، بناء على طلب “طوكيو” و” واشنطن”، بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً حلق فوق اليابان.
وتأتي الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع بعد اتفاق رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على “تصعيد الضغوط على كوريا الشمالية”، وفق ما قال آبي.
وقالت كوريا الجنوبية واليابان صباح اليوم إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً مر فوق اليابان وسقط في مياه المحيط الهادي قبالة جزيرة هوكايدو اليابانية.
وذكر الجيش الكوري الجنوبي أن أحدث صاروخ أطلق من منطقة سونان قرب العاصمة بيونغ يانغ الساعة 6.06 صباحاً بالتوقيت المحلي (2106 بتوقيت غرينتش)، مشيراً إلى أنه حلق لمسافة 2700 كيومتر وبلغ ارتفاعاً قارب 550 كيلومتراً.
وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا أن الصاروخ الكوري الشمالي سقط في البحر على مسافة 1180 كيلومتراً إلى الشرق من كيب إريمو في هوكايدو.
وأضاف سوجا في إفادة “أنه تهديد لم يسبق له مثيل وخطير وجسيم لأمتنا”، وأن الحكومة احتجت بأشد العبارات على الخطوة التي أقدمت عليها كوريا الشمالية.
وأكد أن الإطلاق انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة، وإن بلاده ستعمل عن كثب مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول معنية أخرى بشأن الرد على ذلك التحرك.
وأفادت قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) بأن الصاروخ تحطم إلى ثلاثة أجزاء وسقط في المياه قبالة هوكايدو.
يشار إلى ان آخر مرة تطلق فيها كوريا الشمالية صاروخاً يحلق فوق اليابان في كان في عام 2009، حيث اعتبرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان حينها أن عملية الإطلاق اختبار لصاروخ باليستي، في حين قالت كوريا الشمالية إنه صاروخ يحمل قمراً صناعياً للاتصالات.
وكانت جزيرة “غوام” الأميريكة، الواقعة في غرب المحيط الهادئ، قد تصدرت عناوين الأخبار هذا منذ بداية هذا الشهر في أعقاب إصدار كوريا الشمالية تهديدا باستهدافها بالصواريخ.
وتكتسب الجزيرة، التابعة للولايات المتحدة والبعيدة عن أراضيها الرئيسية جغرافيا، أهمية عسكرية كبيرة رغم أن مساحتها تزيد ثلاث مرات فقط عن مساحة العاصمة واشنطن.
وتخضع هذه المستعمرة الإسبانية السابقة لسيطرة الولايات المتحدة منذ عام 1898 بعد تنازل إسبانيا عنها عقب انتهاء الحرب الأميركية- الإسبانية.
أهميتها العسكرية
اكتسبت غوام أهمية كبيرة في المحيط الهادئ خلال حرب فيتنام، إذ كانت قاعدة للمقاتلات من طراز B-52 التي نفذت مهمات في جنوب شرق آسيا، فضلا عن استخدامها كنقطة عبور لإجلاء اللاجئين الفيتناميين.
وتحتضن غوام قاعدة أندرسن الجوية التي بنيت عام 1944 عندما كانت الولايات المتحدة تستعد لإرسال قاذفات إلى اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وتضم القاعدة سربا لمروحيات تابعة للبحرية وقاذفات للقوات الجوية، فضلا عن مدرجين ومخزن كبير للوقود والذخائر، كما تحتضن الجزيرة أيضا قاعدة غوام البحرية التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1898.
وتضم القاعدة ميناء لأربع غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية وسفينتين لدعم الغواصات وتزويدها بالإمدادات، بالإضافة إلى درعا متطورة مضادة للصواريخ، هي منظومة “ثاد” القادرة على تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ في مرحلة تحليقها النهائية.
وينتشر في الجزيرة سبعة آلاف عسكري معظمهم من البحارة والطيارين، فيما يعتزم الجيش الأميركي نقل الآلاف من عناصره المنتشرين في أوكيناوا جنوبي اليابان إلى غوام.
أهميتها السياحية
وتعتمد الجزيرة اقتصاديا بشكل رئيسي على حضور الجيش والإنفاق العسكري الأميركي، لكن للسياحة دورا مهما أيضا في اقتصادها إذ تؤمن ثلث فرص العمل فيها.
واجتذبت شواطئها ومجمعاتها الفندقية ومتاجرها أكثر من 1.5 مليون زائر في 2016 معظمهم من اليابانيين والكوريين الجنوبيين.