خبير عسكري “إسرائيلي” يشرح أسباب تأخر إيران في الرد على اغتيال عالمها النووي “محسن فخري زاده”

1 ديسمبر 2020
خبير عسكري “إسرائيلي” يشرح أسباب تأخر إيران في الرد على اغتيال عالمها النووي “محسن فخري زاده”

قدم خبير عسكري “إسرائيلي”، الاثنين، شرحا لأسباب تأخر إيران في الرد على اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده.

وقال رون بن يشاي، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن “تخلص إسرائيل من العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ربما يضر بفرصها في فتح صفحة جديدة مع الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن، وربما تنتظر الإجراء الانتقامي الإيراني، فقد تستخدم إيران بنيتها التحتية حول العالم للثأر، وقد تستخدم ترسانتها الجديدة، مثل صواريخ كروز وطائرات دون طيار وطائرات شراعية، وقد يكون الحوثيون في اليمن مقاول التنفيذ للإيرانيين”.

وأضاف أن “إيران تبدو مصممة الآن على إيذاء إسرائيل بطريقة مؤلمة للغاية، وكان بالإمكان الاستماع يوم الجمعة إلى نص ونبرة تصريحات كبار مسؤولي النظام حول الاغتيال، لفهم أنهم ليسوا فقط غاضبين ويبحثون عن الانتقام، بل يخشون أيضا التأثير النفسي داخل إيران لهذا الاغتيال وأفعال سابقة ينسبونها للمؤسسة الإسرائيلية”.

وأشار بن يشاي، الذي غطى الحروب العربية “الإسرائيلية”، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أن “هذه العمليات الإسرائيلية المتكررة والمؤلمة، قد تقوض هيبة إيران لدرجة تهدد بقاءها، كما أن نقاط الضعف الإسرائيلية في البرنامج النووي الإيراني، وفي محاولة تشكيل جبهتين فعالتين ضد إسرائيل في لبنان وسوريا تقوض الردع الاستراتيجي الإيراني، وسعيها للهيمنة الإقليمية، ولهذه الأسباب، ترى طهران نفسها مطالبة باتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل”.

وأوضح أن “إيران قصفت بداية العام قاعدتين أمريكيتين في العراق بعد اغتيال قاسم سليماني، لكن أيديها مقيدة في هذه الساعة، لأن وضعهم الاستراتيجي يتطلب منهم حساب خطواتهم بعناية، ويقدرون أن إسرائيل تخلصت من فخري زاده ليس فقط لتصفية الحسابات معه، وتعطيل البرنامج النووي الإيراني لفترة من الوقت، ولكن أيضا لإلحاق الضرر بفرص الإيرانيين في فتح صفحة جديدة مع بايدن عندما يجلس في البيت الأبيض”.

وأكد أن “الرد الإيراني القاسي الانتقامي على الاغتيال سيؤذي إسرائيل، وربما يسقط خسائر فيها، لكنه أيضا سيؤخر حوار بايدن مع طهران، ولن يكون في عجلة من أمره لرفع العقوبات عنها، ولذلك تشتبه إيران في أن الاغتيال هو استفزاز إسرائيلي متعمد لإثارة رد إيراني ضدها، وبالتالي إعطاء ترامب ذريعة لإنهاء دوره بهدير الهبوط كمكافأة على الانتقام الإيراني، وتسديد ضربة قاسية لمنشآت برنامج الأسلحة النووية الإيراني”.

وأضاف أن “سببا آخر يجعل الحرس الثوري والنظام الإيراني يؤخران تنفيذ العمل الانتقامي ضد إسرائيل، أن مثل هذا الهجوم يتطلب استعدادا دقيقا، ويجب ألا يفشل، فإيران تريد ردع إسرائيل، وإعادة هيبة النظام، وإشباع الرغبة في الانتقام، وهجوم يحقق كل هذه الأمور لا يمكن الاستعداد له وتنفيذه في غضون أيام أو أسابيع قليلة، بل سينتظرون بعض الوقت”.

بن يشاي أعاد للأذهان ما حصل في 1979، حينها كان مراسلا في واشنطن، “عندما أطاح الخميني بالشاه، واستولى رجاله على السفارة الأمريكية، واحتجزوا 52 دبلوماسيا كرهائن، وعلى مدى عامين، حاول الرئيس جيمي كارتر تحريرهم بالدبلوماسية والعملية العسكرية، لكن جهوده كانت عبثا، وقد قرر الثوار الإيرانيون الانتقام منه، وإذلاله، لأنه دعم الشاه حتى اللحظة الأخيرة، لذلك لم يطلقوا سراح الرهائن”.

وأضاف أنه “نتيجة هذه العملية، لم ينتخب كارتر الديمقراطي لرئاسة ثانية عام 1980، بل تولى الجمهوري رونالد ريغان مكانه بالبيت الأبيض، واليوم ذاته عند تنصيبه، أطلق الإيرانيون سراح جميع الدبلوماسيين الرهائن، لإهانة كارتر، وفتح صفحة جديدة مع ريغان، الذي لم يساعدهم، بل ظل عدوا لهم خلال فترتي ولايته في البيت الأبيض”.

وأوضح أن “هذا المسلسل يتكرر هذه المرة، حيث حاولت تقييم متى ينفذ الإيرانيون انتقامهم من الاغتيال، فمن المحتمل جدا أن يؤجلوه على الأقل حتى يوم أداء بايدن اليمين كرئيس، ولن يضطروا بعد الآن للقلق بشأن رد ترامب غير المتوقع، ومن المحتمل أنه طالما كانت هناك فرصة أن يرفع بايدن العقوبات عنهم، فإنهم سيحرصون ألا يؤدي ردهم الانتقامي لدخولهم في حرب أو تصعيد كبير مع إسرائيل والولايات المتحدة”.

وأكد أن “فرص تكليف إيران لحزب الله بخوض حرب في لبنان ضئيلة، لأن الجيش الإسرائيلي سيرد بسرعة، وبشكل غير متناسب، وهذا آخر ما يمكن للبنان أن يستوعبه الآن، والأهداف على الحدود السورية صغيرة للغاية، لكن الإيرانيين لديهم بنية تحتية واسعة النطاق في أجزاء مختلفة من العالم، وقد يستخدمونها ضد المؤسسات الإسرائيلية واليهودية، كما حصل بتفجير مقر الجالية اليهودية في بيونيس آيرس بالأرجنتين”.

وأشار إلى أن “هناك مسار عمل آخر للإيرانيين بالاستفادة من ترسانتهم الجديدة من صواريخ كروز، والمركبات الجوية غير المأهولة، والطائرات الشراعية التي صنعوها بأنفسهم، وقد يحاولون إعادة تنفيذ الهجوم على منشآت إنتاج النفط السعودية في سبتمبر 2019، فقد كانت ضربة دقيقة ومميتة بضربة صواريخ كروز وطائرات دون طيار مسلحة بتوقيت جيد، وهي ضربة أوقفت نصف إنتاج النفط السعودي لأسابيع ، دون وقوع إصابات”.

وأضاف أن “هذا هو أسلوب الرد الذي يفضله الإيرانيون ضد إسرائيل، وهذا النوع من التصرف قد يتعين عليهم اتخاذه من دول أقرب لإسرائيل من إيران نفسها، بسبب المدى الطويل، كما يريدون طمس بصماتهم، ويمكنهم استخدام مبعوثيهم من أجل ذلك، حيث يعلم الإيرانيون أنهم مخترقون من المخابرات في إيران والعراق وسوريا، لذلك هناك احتمال معقول بأنهم سيحاولون مفاجأة إسرائيل من الجنوب، من خلال الحوثيين في اليمن”.

وأكد أن “إيران تعرف كيفية إلحاق الضرر بالسفن التجارية الإسرائيلية التي تبحر في البحر الأحمر، وربما يطلقون صواريخ كروز وطائرات دون طيار على إيلات، وقد يعتقدون أن مثل هذه العملية لديها فرصة جيدة لمفاجأة إسرائيل، وتحقيق الهدف”.

وختم بالقول إن “الإيرانيين أثبتوا صبرهم، ويعرفون كيفية إدارة المخاطر، وبالتالي لن يتسرعوا على الأرجح في تنفيذ الانتقام، وقد خصصت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية موارد للإنذار المبكر، والجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية يستعدان لإحباط أي عمل انتقامي إيراني عندما يأتي، إذا كان ذلك ممكنا، قبل أن يأتي”.

عربي21

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق