سفير يمني يؤكد تحدي إيران لإرادة اليمنيين بتعيين سفير لدى مليشيا الحوثي

محرر 318 أكتوبر 2020
سفير يمني يؤكد تحدي إيران لإرادة اليمنيين بتعيين سفير لدى مليشيا الحوثي

أكد سفير يمني اليوم الأحد إن إيران قررت تحدي إرادة اليمنيين وذلك بتعيين أحد عناصرها سفيرا لها لدى مليشيا الحوثي في صنعاء.

وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في بريطانيا في مقال نشره على صفحته بالفيسبوك رصده محرر “عدن نيوز” بعنوان ” ما وراء تعيين سفير للنظام الإيراني لدى جماعة الحوثي” قال أن انكسارات مليشيا الحوثي العسكرية في مأرب والضالع قلبت الطاولة على إيران ودفعت نظامها “إلى استخدام آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته الى صنعاء.. مهمته هي إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر الصراعات أجنحته المتعددة”.

وأوضح نعمان أن ما قامت به إيران هو “تحدٍ ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة”.. مؤكداً ضرورة عدم التوقف عن مواجهة هذا التحدي “عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة”.

واعتبر أن التجميد الإعلامي لذلك الانتهاك ودراسة إيران لردود فعل المجتمع الدولي شجعها للرمي بكل ثقلها ضد إرادة اليمنيين.

وأشار إلى قرار الحوثيين تعيين سفيراً لهم لدى طهران مثل بداية كشف الأوراق على نطاق أوسع.

نص المقال:

ما وراء تعيين “سفير” للنظام الايراني لدى جماعة الحوثي:

ظل البعض يجادل ويشكك ، بحماقة ، حينما كان يجري الحديث عن تدخل إيران لزعزعة الامن والاستقرار في اليمن وعن أن الحوثيين مجرد أدوات على هذا الطريق ضمن أدوات منتشرة في المنطقة ، سخرت نفسها لصالح مشروع طائفي تفكيكي هدفه إرباك الشعوب العربية وضرب تماسكها وعمقها الوطني.

عملت إيران طوال السنوات الماضية على إنكار أي دور لها في اليمن ، مستهلكة كل ما يقدمه هؤلاء من أدلة تشكيك يجري تسويقها في الدوائر الدبلوماسية الاجنبية على صعيد واسع ، حتى أن البعض كان يسأل عن دليل ملموس على ” الإدعاء” بتدخلها إلى جانب الحوثيين.

وكان تعيين “سفير” لجماعة الحوثي لدى طهران بداية كشف الأوراق على نطاق أوسع ، غير أنه سرعان ما جمد الموضوع إعلامياً لامتصاص أي رد فعل ، بالرغم من استمرار التعيين.

حينذاك كانت إيران تدرس ردود فعل المجتمع الدولي تجاه خرقها لقرارات الأمم المتحدة وتحديها لإرادة اليمنيين بتدخلها الفج في شئونهم الداخلية.

بتجميد الموضوع إعلامياً تضاءلت ردود الفعل ، لكن التعيين تم ، وشكل خرقاً لقرارات المجتمع الدولي ، رافقه صمت عجيب.

كان إتفاق استوكهولم قد استلزم تهدئة على الصعيدين العسكري والسياسي بعد أن تعرض الحوثيون في جبهة الحديدة لضغوط عسكرية كبيرة ، فضلت معه إيران أن تختفي من المسرح السياسي وأن تلعب على المسرح العسكري بتغيير معادلات هامة على الارض.

وكان خرق الحوثيين لاتفاق استوكهولم القاضي بتوفير الشروط الضرورية لمواصلة وقف الحرب في كل الجبهات وصولاً إلى ترتيبات ملائمة لعملية السلام بمثابة استجابة لحاجة إيران المتعلقة بدوافع خاصة بترتيب أوضاعها الدولية بعد وقف العمل باتفاقية مشروعها النووي من قبل أمريكا ، والتشكيك في نواياها بوقف انتاج القنبلة الذرية مستفيدة من الثغرات التي شملها الاتفاق.

وكان مقتل سليماني قد حرك لدى الايرانيين نزعة توسيع الاضطرابات في المنطقة باعتقاد أن ذلك سيدفع قوى عديدة ، مراعاة لمصالحها في هذه المنطقة ، أن تظغط باتجاه تسويات تكون قاعدتها حماية المصالح الايرانية.

وشهدتا حينذاك العمليات العسكرية المغامرة التي اتجهت شرقاً باتجاه نهم والجوف وانكسرت في مارب ، مثلما سبق وانكسرت في الضالع.

إنكسار الحوثيين في مأرب والضالع قلب الطاولة على ايران ، وخاصة حينما أخذت جماعة الحوثي تتخبط ، ويشتد الضغط عليها على أكثر من صعيد ، وهو ما حدا بالنظام الايراني إلى استخدام آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته الى صنعاء لتسميه “سفيراً” ، بينما مهمته هي إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر الصراعات أجنحته المتعددة.

لا تكمن المسألة هنا في انتهاك النظام الايراني للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ، فهذا مما لا توليه إيران إهتماما منذ أن بدأت بتوريد السلاح والاعداد لإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب ، المسألة هي أن إيران قررت أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين في إحلال السلام والإستقرار وبناء دولتهم.

ما قامت به إيران هو تحدٍ ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة ، هذا التحدي الذي لا يجب أن تتوقف مواجهته عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة.

لا بد أن ندرك أن هذه الخطوة ستفتح ثغرة في جدار المواجهة ، ستتسلل منها تحديات كثيرة ، ما لم تكن المواجهة معها بنفس التحدي الذي تريد به إيران أن تقهر الشعب اليمني لتفرض هيمنتها على أرضه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق