ضاق اليمينون ذرعا بالتضييقات التي فرضتها ميليشيا الحوثي عليهم في العاصمة صنعاء. وانتشر في موقع تويتر على نطاق واسع هاشتاغ #صنعاء_ليست_قندهار.
وبات اسم ميليشيا الحوثي التي تنتهك الحريات الدينية والشخصية لليمنيين موازياً لحركة طالبان بأفغانستان. ويقول يمنيون إن الميليشيا تحاول تحويل صنعاء إلى قندهار ثانية على غرار ما فعلته طالبان.
وهذا الأسبوع، أجبرت ميليشيا الحوثي ملّاك الكافيهات بصنعاء على رفع لوحات تنبيهية بقرار منع دخول الرجال إلى الكافيهات في العاصمة بحجة منع الاختلاط.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة لبوابة “بافاروتي كافيه” جاء فيها “يسمح فقط بدخول النساء والعائلات”، وكان المقهى رضخ لضغط السلطات في صنعاء قبل أشهر وغير تصريحه من مقهى إلى مطعم ليُسمح له بالاستمرار في العمل!
وقالت الكاتبة اليمنية حنان الوادعي:
يا جماعة الحوثي كل محاولاتكم المستميتة لفرض النموذج القندهاري في اليمن سيفشل مهما خلتم أن الأمر استتب لكم..
أما الساكتون اليوم على تحويل مدينتنا إلى ولاية من ولايات طالبان، ستندمون قريبا عندما يمسكم السوء فأنتم لستم في منأى عنه إن كان هذا ما تظنون!#صنعاء_ليست_قندهار— Hanan Alwadee حنان الوادعي (@Hananalwadee) August 16, 2020
وسخر مغرد:
OQBAH33@
قريبا سيكون دخول الأماكن العامة مثل دخول حمامات البخار، يوم للرجال ويوم للنساء. #صنعاء_ليست_قندهار
ويضاف القرار إلى سلسلة تضييقات على الحياة العامة والخاصة لليمينين.
يٌشار إلى أن ميليشيات الحوثي بدأت منذُ ديسمبر من العام الماضي بتنفيذ حملة واسعة على ملّاك الكافيهات بصنعاء وأغلقت العديد منها.
وتفرض الميليشيات الحوثية في صنعاء قيوداً كبيرة على حركة النساء أيضا؛ إذ كلفت أمنها النسائي المعروف باسم “الزينبيات” بمنع المرتادات من الدخول إلى بعض الحدائق والمتنزهات والاستراحات المخصصة لهن، بحجة أن ذلك “يعمل على تأخير النصر”؛ بحسب مزاعمها.
ووثقت مقاطع فيديو محاولة خروج اليمنيات في مظاهرات قمعتها الزينيبات بشدة. وجاء في حساب يمانيات خلف القضبان:
اليوم في صنعاء خرجت النساء في مظاهره سلميه وكالعادة الحوثي وزينبياته بالانتظار تم ضرب المتظاهرات واعتقال الشباب الحوثي يصادر الحريات الحوثي يكمم الافواه لا صوت يعلو فوق صوت بنادق وهروات الحوثي وزينبياته pic.twitter.com/Nzpw1Vm12b
— سميره عبدالله الحوري (@sameerahawri) July 21, 2020
وفي العامين الماضيين، لجأت الجماعة إلى تغييرات واسعة في ملامح مدينة صنعاء. وعمدت ميليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية إلى قمع الحريات والتضييق على اليمنيين بمناطق سيطرتها تحت مسميات عدة والتي من أبرزها محاربة الاختلاط.
وقام الحوثيون بطمس ملامح صور نسائية من لافتات إعلانية، بحجة أنّ تلك الصورة تقوم بـ”تأخير النصر”. كما تم الفصل بين الجنسين في قاعات الدراسة بالجامعات ومعاهد اللغات.
وكان إقدام عناصر ميليشيا الحوثي في اليمن على إحراق عباءات نسائية بحجة مخالفتها لـ”اللباس الشرعي” وبالتالي “إثارتها للفتنة”، فجّر سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشنت عناصر ميليشيا الحوثي، حملة استهدفت محلات بيع وخياطة “البالطوهات” (رداء صوفي يرتدى فوق الملابس) والعباءات النسائية في أحد شوارع العاصمة صنعاء.
ووثقت مقاطع فيديو اقتحام عناصر ميليشيا الحوثي لعدد من محلات بيع البالطوهات والعباءات النسائية، بحثا عن “ربطة الخصر” التي تعد ضمن محتوى البالطوهات. وأضافوا أن عناصر الميليشيا قاموا بتجميع “ربطة الخصر” من كل المحلات وأقدموا على إحراقها، مرددين صرخة الموت المستوردة من إيران.
كما منع الحوثيون الأغاني في حفلات الزفاف داخل صنعاء وفرضوا “قصات شعر إسلامية”، وحذروا أصحاب محلات الحلاقة مما أسموه “قص الشعر بصورة غير أخلاقية ومخالفة للدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد”.
ووثقت عدة مقاطع نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تشويه مسلحي الحوثي لقصات شعر شباب وأطفال. كما قَتل مسلح حوثي شابا عشرينيا بسبب قصة شعره في منطقة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة غرب اليمن.
ويقدم الحوثيون أنفسهم إلى المجتمع بصفتهم الدينية الطائفية، من خلال تسمية انقلابهم على الحكومة الشرعية في سبتمبر من العام 2014، بـ”المسيرة القرآنية” ويتحدثون عن هويتهم الثقافية التي تستند إلى مرجعيات طائفية، تحاول إجبار الناس على تقاليد وسلوكيات واحدة. واعتبر حقوقيون وصحافيون على وسائل التواصل الاجتماعي أن حملة الحوثيين تندرج ضمن سلوكيات الجماعة المنغلقة على ذاتها، والتي لا ترى كمية الأوجاع التي خلفتها حروبهم، والموت الذي حملوه معهم واختطف أرواح الآلاف من الأبرياء، وحالات الفقر والمجاعة التي تعيشها البلاد.
واستطاعت مواقع التواصل الاجتماعي فك الحظر الذي تمارسه الجماعة بتوثيق أفعالهم في مقاطع فيديو ونشرها. وتمارس الميليشيا حرباً فكرية ضد كل المعارضين لتوجهاتها، وفرضت قيوداً كبيرة على المساجد ومدارس تحفيظ القرآن، ونصَّبت خطباء وأئمة للمساجد من أتباعها، وأزاحت من يعارضها. كما أطلقت الجماعة جيشا إلكترونيا على مواقع التواصل للرد على منتقديها.
وتظهر الآلة الإعلامية للجماعة بصمات “حزب الله” ودعم طهران.
ويستهدف الجيش الإلكتروني المنتقدين نساء ورجالا ويعمل على تشويههم. وكتبت الوادعي في تغريدة ردا على أحد منتقديها:
إلا انتي اساس الفتنة
وبعدا ما تدخلي تفعلي الجامع الكبير او اتدخلي تقيمية
وماتفعلي في السايلة او تتصعلكي
وشكلش تشتي ثقافة نزع الحجاب لأجل تفتهنوا
والتضييق علئ حريات الناس شكلش وكيل ادم في عيالة
شكلش اخر الوعد تشتي تسوقي متر— ابوا محمدالوادعي (@715kian444) August 16, 2020