تلبّس نائب رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، جلباب شيخ الدين مرة أخرى، وأصدر في مفاجأة أحدثت دوياً واسعاً على الصعيدين المحلي والعربي، فتوى تكفيرية بحق المنتمين للجيش اليمني الموالي للحكومة اليمنية الشرعية.
وقال بن بريك وهو شيخ سلفي وجهت له اتهامات بالوقوف وراء اغتيال العشرات من أئمة مساجد عدن خلال السنوات الماضية، إن دماء المنتمين للجيش الوطني حلال، وأن من قتل منهم مصيره جهنم، ومن قتل من مليشيات الإنفصال مصيره الجنة.
وفي تغريدات له على حسابه بتويتر قال بن بريك: ” أفتيت كل جنوبي في جبهات القتال بأن له الفطر يشرب ويأكل وله الأجر وعليه القضاء بعدها، وأفتيت أن كل إخونجي وذيله من قاعدي وداعشي وغيرهم من المرتزقة المشاركين في العدوان على الجنوب دمهم دم حنش إلا المستسلم. والمقتول منهم إلى جهنم، والمقتول منا مدافع عن وطنه وعرضه وبيته وماله فهو شهيد”.
وأضاف: أفتيت وأنا عالم بالفتيا وضوابطها بفضل الله 30 سنة طالب علم على كبار علماء الأمة وعندي الإجازات العلمية والإذن بالفتيا من كبار العلماء ولا أتفاخر ولكن أقول هذا إرغاما للإخونج كلاب أهل النار مفرخين داعش والقاعدة. وسأفتي ترامب وبوتين والعالم كله إنكم ضد البشرية ولاتمثلون الإسلام أبداً.
وجاءت هذا الفتاوى بالتزامن مع معارك ضارة يخوضها الجيش الوطني منذ نحو أسبوع ضد قوات الإنفصال التابعة للمجلس الإنتقالي في تخوم مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين وضواحيها، بعد خرق الإنفصاليين لهدنة سابقة وقصفهم لمواقع الجيش في شقرة بعدد من القذائف.
كما تأتي عقب أشهر من إعلان بن بريك تخليه عن لقب شيخ دين بعد ما أسماه “تحمله للمسئولية وموقعه كسياسي وقيادي في المجلس الإنتقالي”.
وقال حينها مشدداً “لا أمثل السلفيين ولا أي تيار محسوب على الطوائف الدينية، ولا احب أن ينعتني أحد بالسلفي”.
لكن عودته الحالية لبزة الشيخ الديني الذي يوزع الفتاوى يمينا وشمالاً وإقدامه على توزيع صكوك الغفران لمن شاء أثارت عاصفة من السخط ضده، سواءاً على المستوى الشعبي أو على مستوى النخب السياسية والثقافية، وكذا على المستوى الإقليمي.
علاقة قائمة على المصلحة
ويرى الكاتب اليمني وممثل بلادنا في منظمة اليونسكو، الدكتور محمد جميح أن علاقة هاني بن بريك بالقضية الجنوبية مبنية على المصلحة، والمصلحة فقط.
وقال جميح في تغريدة له إنه كما تنكر بن بريك لسلفيته بعد أن انقضت مصلحته منها سيتنكر لمشروع الإنفصال وعن لعب دور مفتي الإنفصاليين إذا تعرضت مصالحه للتهديد
سيكتشف الإخوة في المجلس الانتقالي أن علاقة هاني بن بريك بالقضية الجنوبية تشبه علاقته بالسلفية.
القضية الجنوبية والتدثر بالسلفية كلها تكتيكات يستخدمها لغرض السلطة والثروة.
وكما تنكر لفتواه "الوحدة أصل من أصول الدين"، وتنكر لسلفيته، سيتنكر للقضية إذا لم تف بطموحه الذي لا حدود له. pic.twitter.com/T7sIGkzB77— د. محمد جميح (@MJumeh) May 18, 2020
* علاقة قديمة بمشروع الإرهاب
من جهته يرى المفكر السياسي الدكتور تركي القبلان إن فتاوى بن بريك الأخيرة تعيد التذكير بماضيه وعلاقاته السابقة مع التنظيمات الإرهابية.
يتحدث بن بريك في تغريداته عن التكفير والإرهاب ويبدو أنه نسي ماضيه https://t.co/7S5YYDCh1O
— د تركي القبلان (@TurkiGoblan) May 18, 2020
ووصف القبلان بن بريك بأنه “قزم” وبأنه وبأنه مريض يحتضر وقد صار عمره السياسي أقصر من عمر بالون بيد طفل.
وتساءل في تغريدة أخرى: هل الزبيدي استخدم المدعو هاني بن بريك كتكتيك مرحلة استأجر منه الكتف واليد ، وبعدها يتم ركنه عند أول”بنشري ” على طريق الضالع ، أم أن العكس صحيح والزبيدي ليس إلا لوحة إعلان يكتب حروفها بن بريك ؟
هل الزبيدي استخدم المدعو هاني بن بريك كتكتيك مرحلة استأجر منه الكتف واليد ، وبعدها يتم ركنه عند أول"بنشري " على طريق الضالع ، أم أن العكس صحيح والزبيدي ليس إلا لوحة إعلان يكتب حروفها بن بريك ؟
— د تركي القبلان (@TurkiGoblan) May 19, 2020
* الإمارات.. الراعي الرسمي للإرهاب
وقال الكاتب الصحفي سعيد ثابت إن “النظام الحاكم في دولة الإمارات السبع هو الراعي الرسمي لفتاوى استحلال دماء المخالفين والمظلة للمحرضين على القتل والحاضن لكل الأصوات التي تنشر الكراهية والممول لمليشيا تمزيق الأقطار في الدول العربية”.
وأضاف: “من عاصمة بلد التسامح المزعوم صدرت فتوى هاني بن بريك باستحلال دماء المخالفين”.
من جهته قال الإعلامي إبراهيم عبدالقادر: ملف الإمارات مليء بالفضائح والأدلة الدامغة التي سيجعل من محاكمتها أمرا سهلا لا مفر منه، ليس آخرها فضيحة فتوى الإبادة الجماعية باسم الدين التي أعلنها الإنغماسي هاني بن بريك من عاصمة التسامح العالمي والابتسامة الهوليودية أبو_ظبي، وهذا دليل آخر لمعرفة من يحرك الإنتقالي في اليمن
ملف #الإمارات مليء بالفضائح والأدلة الدامغة التي سيجعل من محاكمتها أمرا سهلا لا مفر منه، ليس آخرها فضيحة فتوى الإبادة الجماعية باسم الدين التي أعلنها الإنغماسي هاني بن بريك من عاصمة التسامح العالمي والابتسامة الهوليودية #أبو_ظبي، وهذا دليل آخر لمعرفة من يحرك الإنتقالي في #اليمن!
— إبراهيم عبد القادر (@Ebrahe2m) May 18, 2020
سلاح الفتاوى.. دلالة على الهزيمة
واعتبر الكاتب والناشط السياسي محمد دبوان المياحي الفتوى أخر سلاح المنهزمين، وقال مخاطبا بن بريك إن “اضطرارك للاستعانة بالدين في قتال خصومك، دليل شعورك بالخطر وربما غضبك من تقهقر أنصارك”.
وتابع: “أنت لا تدفن نفسك سياسيا فحسب، إنك تتهاوى على كل المستويات، هذا الانحطاط هو آخر تجلياتك المريضة، وستظل الفتوى لعنة تلاحقك للأبد وإن كانت صادرة من معتوه لا يعتد بقوله”.
من جهته قال الإعلامي ياسر الحسني “ما دام ذكرت أنك تفتي منذ 30 سنة، أضع هذا السؤال ولا أخالك تستطيع الرد: ماذا عن فتواك الشهيرة الموثقة بصوتك التي وصفت فيها الوحدة بأنها أصل من أصول الدين، وأنه في السنة عدن وحضرموت يمنية وأن تسمية الجنوب العربي جاءت بها بريطانيا؟”.
وأردف الحسني ساخرا: “وهل الفتوى تتغير بناء على مزاج الممول؟”.
https://twitter.com/YaserAlhasani/status/126239904922909901