لماذا قال الأتراك «نعم» لأردوغان؟

19 أبريل 2017
لماذا قال الأتراك «نعم» لأردوغان؟

«أردوغان ليس ديكتاتوراً، إنه رئيس ديموقراطي»..هكذا قالت ميرفي أرسلان، معلمة تركية تبلغ من العمر 28 عاماً، وواحدة من الأغلبية الذين صوتوا يوم الأحد بـ «نعم» لتقديم دعم ضمني لنمط الحكم الذي يريده الرئيس رجب طيب أردوغان، والموافقة الصريحة على نظام سياسي جديد، من شأنه أن يمنحه سلطات واسعة بداية من عام 2019.
تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير أعده باتريك كينجسلي، إن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا يطالب بإعادة فرز الأصوات، بعد مزاعم وجود مخالفات في التصويت، في استفتاء يوم الأحد، الذي فاز به أروغان بنسبة 51.3 %، مشيرة إلى أنه في يوم الاثنين، تلقى أردوغان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهنئه على «فوزه الأخير في الاستفتاء»، دون أن يتطرق إلى وجود مخاوف بشأن التصويت، أو حول مستقبل الديمقراطية في تركيا.
لتوضيح سبب تصويت نصف الناخبين الأتراك «بسعادة» لصالح توسيع صلاحيات أردوغان، تقول المعلمة ميرفي أرسلان لـ»نيويورك تايمز» إن الرئيس نجح في توسيع بعض الحريات الديمقراطية في تركيا، ولا سيما حرية الدين؛ لافتة إلى أنها لم تتمكن قبل 10 سنوات من دخول إحدى الجامعات التركية التي تمنع الحجاب، نتيجة للقواعد التي وضعها أسلاف أردوغان، والتي اعتبرت تطبيقاً للعلمانية بشكل قمعي.
وتشير إلى أن أردوغان أنهى هذه القيود تدريجياً، وسمح للنساء المحجبات بدخول الحرم الجامعي منذ عام 2008، والعمل في الخدمة المدنية منذ عام 2013، والخدمة في الجيش في وقت قريب من فبراير، لذلك يمثل أردوغان لقسم كبير من الأتراك التحرر من القمع والقيود التي كانت سمة تركيا طوال معظم القرن العشرين.
وتضيف أرسلان إن سبب تصويتها لتأييد أردوغان يوم الأحد هو أنها لا تريد العودة إلى تلك الحقبة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي حقق أيضاً مكاسب مادية كبيرة في معظم أنحاء تركيا؛فخلال السنوات الأولى من ولايته قام بتعزيز البنية التحتية في البلاد، وبناء الطرق والجسور وتحسين المستشفيات التي أضافت إلى شعبيته الكثير.
ونقلت عن سيكين أوزدمير، وهو وكيل عقاري يبلغ من العمر 45 عاماً، وأحد الذين صوتوا لصالح الرئيس يوم الأحد، قوله: «لقد زادت القوة الشرائية للناس، وتطورت الرعاية الصحية بشكل كبير، بعد أن كان وضعها سيئاً للغاية، وتراجعت نسبة التضخم إلى 9 % بعد أن كانت تتراوح بين 70 و 80 %».
وأضاف أوزدمير أن الأزمة الراهنة في الاقتصاد التركي تستوجب منح المزيد من السلطة لأردوغان، مشيراً إلى أن الرئيس كان قادراً على منع هذه الأزمة لكنه كان مقيداً بأفعال المعارضة السياسية.
وقالت «نيويورك تايمز» إن قومية أردوغان ومعاركه مع الأكراد والأوربيين ساهمت أيضاً في زيادة شعبيته، فقد شعر المراقبون الغربيون بالرعب بسبب مشاحنات الرئيس التركي الأخيرة مع أوروبا، حيث اتهم السياسيين الهولنديين والألمان بالنازية لرفضهم السماح بحملة سعى مؤيدوه لتنظيمها هناك، من أجل الاستفتاء التركي.
وفي داخل تركيا، لاقت تكتيكات أردوغان قبولاً لدى السكان الوطنيين، الذين يؤيدون وجود رئيس قوي يقف مع تركيا المحاصرة ضد المعتدين الخارجيين. ونقلت الصحيفة عن يوسف بارلايان، وهو عامل متقاعد يبلغ من العمر 60 عاماً، قوله: «نحن نصوت بـ»نعم» لأن الاتحاد الأوروبي يقول «لا».

المصدر العرب القطرية
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق