أمضى ثنائي ما يقرب من عام في التخطيط لليوم الكبير، يوم زفافهما، ورود وبطاقات تحمل أسماء المدعوين موزعة على 190 مقعداً، وها هو فستان العروس جاهز، لكن ما لم يتوقعه دانييل كامينو وألبا دياز هو أنَّ زفافهما سيواجه عقبة دخول إسبانيا فيما يشبه عزلاً تاماً؛ لذا قررا خطة بديلة لإتمام الزواج، حيث وقف الاثنان يصيحان “أقبل الزواج منك” من شرفة منزلهما، بينما يهتف الجيران لهما.
كان الزفاف المُرتجَل لحظة مضيئة في أسبوع قاتم مرت به إسبانيا والعالم بأكمله، إذ تمكن فيروس كورونا المستجد من إسبانيا، حاصداً أرواح أكثر من 1000 شخص، بعدما ارتفعت حالات الإصابة المؤكدة ارتفاعاً حاداً إلى ما يقرب من 20 ألف شخص، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
بينما شاهد الزوجان معدل الإصابة في إسبانيا يرتفع الأسبوع الماضي، فأصبح دانييل وألبا أمام صراع إلغاء حفل الزفاف الذي كان مقرراً اليوم السبت، 21 مارس/آذار، أم لا، إذ قالت ألبا: “بذلنا الكثير من الجهد للتخطيط للزفاف، واستثمرنا فيه الكثير من المال والوقت”، لذا قررا ألا يضيعا كل شيء هباء.
تغيير قاعة الزفاف إلى شرفة المنزل:
خططت دياز، التي تعمل منسقة حفلات زفاف، لكل تفصيلة من حفل زفافها بدقة، وحوَّلت مستودعاً في قرية شمالي إسبانيا إلى قاعة الزفاف التي تحلم بها.. وسافر الضيوف من جميع أنحاء إسبانيا وحتى من أيسلندا لحضور الحفل.
لكن مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة في إسبانيا أدرك الزوجان أنهما لا يمكنهما إقامة الزفاف مثلما خططا له.. وقالت العروس إن “هذا معناه تجمع عدد كبير من الأشخاص في مساحة صغيرة”.
وفي حالة من اليأس تركا القاعة كما هي وعادا إلى منزلهما في مدينة لا كورونيا.. وبعد ساعات دخلت الدولة في حالة شبه تامة من العزل، وحظرت الحكومة جميع التجمعات الاجتماعية، وأمرت السكان بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة، مثل الحصول على الدواء أو الغذاء.
وقتها بادر دانييل باقتراح المضي قدماً في خططهما وإقامة الزفاف، لكن مع إدخال بعض التعديلات بما يناسب الظروف الحالية، فمع إرسال الضيوف صوراً لهم قد ارتدوا فيها ملابسهم وصففوا شعورهم دون أن يكون أمامهم أي مكان للذهاب إليه، تفتق ذهن الزوجين عن الفكرة.. وقال دياز “حينها جاءتنا الفكرة: سنتزوج أمام نافذة المنزل”.
مراسم الزفاف من الشرفة:
هنا سارع الزوجان للاستعانة بجارهما لإدارة مراسم الزواج من نافذة منزله، واستعانا كذلك بآخر ليكون الشاهد على الزواج. واستغل الزوجان ما أمكن العثور عليه؛ إذ ارتدت ألبا الفستان الذي حاكته قبل تغيير خططهما، في حين ارتدى دانييل بدلة استخدمها في حفل زفاف حديث.. وجُمِعَت باقة زهور من عدد قليل من صناديق الزهور التي لم تُستخدَم في قاعة الزفاف.
استهل الجار المراسم صائحاً من نافذة منزله: “في هذا اليوم المميز اثنان من أصدقائنا يتزوجان”، ليتردد صوته عالياً في الشوارع الخالية؛ ما دفع أشخاصاً آخرين يمكثون في منازلهم بسبب العزل إلى النظر من نوافذهم.
وسرعان ما بدأ العشرات يهتفون لهما، ودعوا الزوجين إلى تقبيل بعضهما، بينما ألقت ألبا باقة زهورها على منزل صديقة لها تعيش مقابلها.. وقالت ألبا: “في النهاية، شعرنا أنه زفافنا”.. وأضاف كامينو: “كان فريداً ومميزاً وخاصاً للغاية”.
انتقل الزوجان إلى ارتجال آخر في زمن “كوفيد-19″، الذي يتعلق بشهر العسل، إذ قالت ألبا: “سنمضي شهر عسلنا في المنزل”، بعدما أفسد تفشي الفيروس خططهما بالسفر إلى إيطاليا أولاً ثم البرتغال.. وأضافت ضاحكة: “لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم القول إنهم قضوا 15 يوماً من شهر العسل في منازلهم مع أزواجهم”.