الإمارات.. الحليف العدو.. والصديق اللدود! (تقرير خاص)

15 يناير 2019
الإمارات.. الحليف العدو.. والصديق اللدود! (تقرير خاص)

في واحدة من أكثر العمليات العسكرية تأثيراً، شكل الهجوم الجوي الحوثي على قاعدة العند الجوية أثناء تواجد نخبة من قيادات الجيش الوطني، نقطة فارقة في مسار الصراع الطويل بين الشرعية والانقلاب الحوثي.

 

ومنتصف ظهيرة يوم الخميس 10 يناير، وأثناء أجواء احتفالية وعروض عسكرية أقيمت في القاعدة الجوية استهدفت طائرة حوثية مسيرة المنصة الرئيسية في المعسكر، ما أدى الى إصابة عدد من القيادات العسكرية البارزة والجنود، واستشهاد رئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء الركن محمد طماح.

 

وعلى مدى أربعة أعوام من الصراع بين الحوثيين والجيش الوطني، تمكنت المليشيات من تنفيذ إصابات “موجعة” في الجيش ، وقتلت أو أصابت أو اعتقلت عدد من أبرز وأهم القيادات العسكرية الموالية للشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي.

 

  • العند.. تنفيذ حوثي وتنسيق انفصالي ودعم إماراتي

تعد قاعدة العند الجوية أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن، وتقع في العند بمحافظة لحج، على بعد 60 كيلومتر (37 ميل) شمال عدن. شهدت أهم المعارك والاشتباكات خلال حرب 1994 الأهلية، وبعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت مركز رئيسي لقيادة الحرب على القاعدة في اليمن، وفي 2015 كانت القاعدة من أهم الجبهات المستعرة خلال الحرب الراهنة، وأستطاع الجيش الوطني استعادة السيطرة على القاعدة في 3 أغسطس 2015.

 

وشهدت القاعدة أجواءاً مستقرة منذ تحريرها، قبل أن تتمكن طائرتان حوثيتان من الوصول اليها قبل أيام وقصف المنصة خلال عرض عسكري.

 

وتسبب الحادث بجدل كبير تركز حول أسباب الاختراق الحوثي الأخير، خاصة وأن الحوثيين كانوا قد شنوا مئات الهجمات الفاشلة باستخدام الطيران المسير، حيث نجحت وحدات الجيش في مختلف المواقع والجبهات بإسقاطها.

 

ونالت دولة الإمارات العربية المتحدة (ثاني أكبر دولة في التحالف العربي)، النصيب الأكبر من الاتهامات، بضلوعها الرئيسي في تدبير العملية، بهدف تقويض السلطة الشرعية من خلال ذراعها العسكري.

 

كما تحدث صحفيون ومراقبون عن تحركات مريبة لقيادات مقربة من الإمارات وتنتمي الى المجلس الانتقالي الجنوبي قبل وبعد الحادث، وأبرزهم القيادي العسكري مختار النوبي، ونائب رئيس المجلس هاني بن بريك.

 

وكان بن بريك قد غادر – في زيارة مفاجئة وغامضة – قبل أسابيع الى العاصمة العمانية مسقط. كما تحدثت تقارير صحفية عن عقده لقاءات هامة مع الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام، وبحث القياديان أوجه التنسيق المشترك بغرض محاربة الشرعية.

 

وزادت الشكوك حول تورط مجلس الانفصال بالحادث نتيجة عاملين اثنين: الأول هو خلو المنصة من قيادات عسكرية موالية للمجلس، والثاني هو التغريدة التي نشرها بن بريك بعد دقائق من الحادثة، حيث أظهر شماتة وهاجم الشرعية، ولم يظهر منه أي غضب تجاه العملية، بل ظهر وكأنه كان سعيداً للغاية بما جرى في العند.

 

  • الإمارات.. الحليف العدو.. والصديق اللدود!

يرى غالبية الشعب اليمني أن أسوأ كارثة منذ انقلاب الحوثي وسيطرته على صنعاء هو انضمام دولة الإمارات الى التحالف العربي المساند للشرعية.

 

وتوجهت أصابع الاتهام مجدداً الى أبو ظبي بضلوعها في الهجوم على قاعدة العند الجوية، ورعاية التفاهمات التي حدثت مؤخراً بين الحوثيين والانفصاليين.

 

كما يرى صحفيون أن الملام الأكبر في الحادثة هي الإمارات بعد أن عرقلت – ولسنوات – عملية تحرير مدينة تعز، بما يمثله موقعها الاستراتيجي الهام.

 

وفي هذا الصدد يقول الصحفي  محمد الأحمدي إن “من يتحمل مسؤولية هجوم العند هم من أوقفوا تحرير تعز، تاركين للمليشيا الحوثية مواقعها المطلة على قواعد الجيش الوطني في الجنوب، واستغلوا ثقة الشعب اليمني ورغبته في الانعتاق من الانقلاب، وبسطوا أيديهم على منافذ البلاد وموانئها ومطاراتها وحقولها”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق