لا يضاهي النجاح الباهر الذي حققه معين في ملف الفساد وقدرته الفائقة على امتصاص مقدرات الدولة بعد تعيينه رئيساً للوزراء إلا فشله الذريع في كل مهمة أوكلت إليه وفي كل ملف تولى الإشراف عليه، قبل هذا التعيين وبعده، ابتداءاً من عمله كنائب لوزير الأشغال العامة والطرق، قبل أن يصبح وزيراً للوزارة نفسها في ابريل 2017م، ونائباً لرئيس لجنة التنسيق والمتابعة والمشاريع والتنموية.
لقد كان بحق كارثة على الوزارة وعلى الأشغال وعلى المشاريع التي لم تعرف طريقها إلى النور منذ قيادته لوزارة الأشغال. وقد يكون طريق العبر الوديعة هو أبرز وأقوى الشواهد عن مدى الفشل المريع الذي طبع مسيرة هذا الشخص، حيث تحول بفعل الإهمال والفساد إلى طريق للموت، يلتهم المسافرين، حتى بات التفكير بعبور هذا الطريق فكرة “انتحارية”.
والحق يقال، فالأداء الكارثي لمعين ووزارته لم يقتصر على العبر فقط بل بكل الطرق في المحافظات المحررة، والتي لم تعرف في عهده إلا الدمار والتهشم.
أما خط الضالع عدن (84 كم)، والذي تكفلت وزارة معين آنذاك بترميمه بعد منحة سعودية بلغت خمسة ملايين دولار، فلم يختلف الوضع فيه، فالاستهتار هو ذاته وقلة الأمانة والضمير هي ذاتها. استنفد معين كل الدعم السعودي واكتفى بترقيع الطريق الذي كان سابقاً طريقاً دولياً وصار في حالة يرثى لها.
سفلتة الطريق التي أشرف عليها معين لم تكن بحسب المواصفات وبعد أشهر تآكل الإسفلت وانتشرت الحفر على طول الطريق، لتكشف معها عورة هذا الفاسد الذي أدمن الإثراء على حساب المواطن المغلوب على أمره.
ويصف الصحفي صالح علي أداء معين خلال قيادته وزارة الأشغال بالقول: كان معين كارثة حلّت على الطرق في اليمن. لقد اتسم عهده بالفشل والاستهتار.
وبعد صعوده لرئاسة الحكومة أعلن معين أنه سيركز على الملف الاقتصادي وعلى الأداء الخدماتي للحكومة وعلى انتظام تسليم المرتبات لموظفي الدولة في السلك المدني والعسكري، إلا أن كل هذه الوعود التي زعم أنه سيحققها تبخرت على أرض الواقع ولم يتحقق منها شيء.
وفي لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية تفاخر معين بأن حكومته “وسعت رقعة دفع الرواتب” وسلمت معاشات 81 ألف موظف ومعاشات ما يزيد على 123 ألف متقاعد، لكنه نسي أن يقول أن قوات الجيش الوطني في عهده أكلت أوراق الشجر وتوقف دفع مرتباتها لفترات طويلة.
وعلى سبيل المثال فإن المنطقة العسكرية الأولى بسيئون وعلى الرغم من الأهمية البالغة التي تشكلها في الصراع بين الشرعية والانفصاليين، إلا أن معين حرم جنودها من المعاشات، ليضع أهم موقع عسكري بيد الشرعية تحت ضغط غير مسبوق وظرف لا يحتمل.
التقى “عدن نيوز” بأحد جنود المنطقة العسكرية الأولى، ويدعى صادق عمر، وسألناه عن عدد المرتبات التي استملها جنود المنطقة الأولى منذ بداية هذا العام فقال إنهم استلموا مرتبات خمسة أشهر فقط. خمسة من أصل 11 شهر حتى الآن.
وقال: كلما رفعنا صوتنا وطالبنا بمرتباتنا يجيء الرد من مكتب رئيس الوزراء (احمدوا الله فحالكم أفضل من حال الحوثيين الذين قطعوا المرتبات في مناطقهم لأعوام أما نحن فلا نقطعها إلا لأشهر).
إذن، فالرجل ليس فاسداً فحسب، بل فاشل بامتياز ومع مرتبة الشرف، بحسب ما يصفه مراقبون.