عاد رئيس المجلس الإنتقالي الإنفصالي، عيدروس الزبيدي، الشهير بلقب “الفانوس”، الخميس، إلى العاصمة المؤقتة عدن قادماً من العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتأتي عودة الزبيدي إلى عدن عقب أقل من شهر على توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية ومجلس الإنفصال. إلا أن عودة الرجل الذي يعد في نظر قطاع واسع من اليمنيين “أضحوكة”، تأتي وسط أجواء ملبدة بالغيوم في عدن، في ظل التعثر الواضح في تنفيذ المراحل الأولية للاتفاق الذي وضعت فيه السعودية كامل ثقلها.
ومرّت حتى اليوم خمسة وعشرون يوماً منذ وقع كل من سالم الخنبشي (ممثلاً عن الحكومة) وناصر الخبجي (ممثلاً عن الإنفصاليين) الاتفاق على الورق، فيما يظل التنفيذ على الأرض متعثراً، مع استمرار تعنت الممولين من أبوظبي ورفضهم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في السعودية.
وفور عودته اجتمع الزبيدي بقيادات مجلس الانفصال في عدن، بالإضافة إلى القيادات العسكرية والأمنية الموالية له.
طريق مسدود
لم ينفك الإنفصاليون في تقويض الهدنة التي ترعاها السعودية في عدن ومدن الجنوب اليمني عموماً، حيث يصرون على إفراغ اتفاق الرياض من مضامينه الحقيقية، والتملص من أي واجبات تفرضها الاتفاقية عليهم، وأولها الانسحاب من كافة المقار والمؤسسات الحكومية بالإضافة إلى تسليم كل أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وخروج كافة وحداتهم المسلحة من عدن إلى ضواحيها.
وفي الأيام الأولى من سريان الاتفاقية حاول الإنفصاليون تزييف إخلاء المقار الحكومية من مسلحيهم وقاموا بإعادة ذات المسلحين ولكن بزي مختلف.
ثم تواصل تعنتهم مع كل خطوة نص اتفاق الرياض على تطبيقها، فشنوا حملة تشويه إعلامية بحق رئيس وفد الحكومة باللجنة العسكرية المشتركة، قائد لواء النقل العميد أمجد خالد، بالرغم من كون الاتفاق شدد على وقف كافة الحملات الإعلامية العدائية بين الطرفين.
وقبل أيام دفع الانتقالي بأنصاره للتظاهر رفضا لبعض إجراءات تنفيذ “اتفاق الرياض”، واحتجوا على إنزال أعلام الانفصال من مقار حكومية ونقاط أمنية.
ولا تزال عدن حتى اليوم خاضعة للسيطرة العسكرية لعملاء الإمارات، ويستمر الانفصالي في تعزيز حضوره فيها، كما بدأ مؤخراً بإرسال تعزيزات عسكرية “ضخمة” إلى زنجبار أبين، وسط تحذيرات من مخطط تقوده الإمارات لتفجير الوضع عسكرياً ضد الشرعية في أبين وشبوة وحضرموت.
وبالنظر إلى ما يجري على الأرض، يعتقد مراقبون أن اتفاق الرياض وصل إلى طريق مسدود.
وفي هذا الصدد يقول الصحفي كمال السلامي: “نحن أمام نسخة أخرى من الكهنوت ولكن بنَـفـَـس مناطقي وعميل. يعتسفون الاتفاقية وينفذون ما يحلو لهم منها ويرفضون ما يحلو لهم”.
يضيف: ” هكذا كان الحوثيون في كل اتفاقاتهم مع الحكومة كاتفاق ستوكهولم واتفاق السلم والشراكة.. والإنفصاليون اليوم يسيرون على ذات النهج”.
الفانوس.. أضحوكة في منصات التواصل
وضجت منصات التواصل الاجتماعي بردود الفعل إزاء الأنباء التي أشارت بعودة قائد فريق العمالة والارتزاق إلى عدن قادماً من أبوظبي.
وقال أحد الناشطين متهكماً: “قائد المرتزقة يعود إلى عدن قادماً من عاصمة العمالة والمؤامرات ضد العرب. يعود وسط مراسيم استقبال مثيرة للشفقة والسخرية. وكأن الذباب أقامت حفلة لاستقبال زعيمها”.
أما الصحفي أنيس منصور فقد وصف عيدروس بـ “القزم الذي يحاول تنفيذ أجندات أسياده” ويرى أن هؤلاء الأقزام غير جديرين حتى بالتغطية الإعلامية.
ويرى الإعلامي عبدالله دوبله أن “الزبيدي” يعد نموذجاً لـ “السياسي التافه” الذي تبعث تحركاته على الضحك والبكاء في آن معاً.
وأشار رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالحديدة، الدكتور عصام شريم إلى حالة العبودية والإنقيادية المتأصلة في شخصية الزبيدي لمموليه الإماراتيين.
وقال في تغريدة له تعليقا على اجتماع الزبيدي بقياداته: ” يجتمع الزبيدي بقياداته وأنصاره في عدن وعلى يساره علم الإمارات.. ارحبوا على الحاصل”.
دولة عيدروس الافتراضية
كتب الصحفي عبدالناصر المودع تعليقات لاذعة وساخرة من الزبيدي وقيادات الإنفصال في عدن، مؤكدا أنهم يعيشون حالة وهم بائسة.
وقال المودع: يعيش الانفصاليون عالم افتراضي حقيقي: لديهم رئيس دولة افتراضي يسميه هاني بن بريك بسيدي الرئيس، ويعمل لهذا الرئيس موكب واستقبال بفرقة حسب الله.
وتابع: كل هذا مصنوع بأموال إماراتية وحين تتوقف هذه الأموال يتبخر الرئيس ودولته ولا يصيروا حتى فريق كشافة.
يعيش الانفصاليون عالم افتراضي حقيقي؛ فلديهم دولة ورئيس افتراضي يسميه هاني بن بريك بسيدي الرئيس، ويعمل لهذا الرئيس موكب واستقبال بفرقة حسب الله في المطار، وكل هذا عمل مصنوع بأموال الإمارات الفائضة، وحين تتوقف هذه الأموال، يتبخر الرئيس ودولته، ولا يصيروا حتى فرقة كشافة #اليمن
— عبدالناصر المودع (@Almuwadea) November 29, 2019
المودع قال أنه لولا المال الإماراتي لما استطاع عيدروس وجوقته تشغيل الكهرباء في عدن ليومين متتاليين، مؤكداً أن المال يستطيع إخراج موكب فخم حتى لخريج سجون.
الدولة الافتراضية للزبيدي واصحابه بدون الدعم الإماراتي لا تقدر تشغل الكهرباء لمدينة عدن ليومين، ولا تستطيع توفير قيمة البدلات والنظارات للزبيدي وشلته، وأما الموكب والجماهير المحتشدة فيمكن توفيرها بشوية زلط، والناس مستعدة تخرج وتصفق حتى لخريج سجون مدان باقبح التهم #اليمن
— عبدالناصر المودع (@Almuwadea) November 29, 2019