تقرير يرصد موجة الاغتيالات التي هزت عدن.. 156 جريمة في عقد من الزمن

عدنان أحمد6 أكتوبر 2025
تقرير يرصد موجة الاغتيالات التي هزت عدن.. 156 جريمة في عقد من الزمن

في ظل أجواء من التوتر والقلق، تواصل مدينة عدن تسجيل حلقات متتالية من الاغتيالات التي تستهدف شخصيات بارزة، حيث رصدت شبكة “برّان برس” 156 عملية قتل طالت علماءً ودعاةً وقيادات عسكرية وأمنية وجنودًا وناشطين، خلال الفترة بين أغسطس 2015 وسبتمبر 2025.

وتصاعدت وتيرة العنف مؤخراً مع اغتيال الشيخ مهدي العقربي، أحد أبرز شيوخ قبيلة العقارب في منطقة بير أحمد، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في 26 سبتمبر 2025، حيث أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى وفاته متأثرًا بجراحه. ورفضت عشيرته دفن الجثمان حتى يتم التحقيق في الجريمة.

وردًا على الحادث، شهدت المنطقة يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، تجمعًا قبليًا لوضع خطط للمطالبة بالعدالة، وسط غياب أي تطورات أمنية تكشف هوية القتلة.

10 سنوات من الدم.. موجات متتالية بلا مساءلة

تعود جذور هذه الموجات الدموية إلى يوليو 2015، بعد تحرير عدن من سيطرة الحوثيين، حيث شهدت المدينة سلسلة اغتيالات بدأت بقتل اللواء جعفر محمد سعد، محافظ عدن وقائد معركة تحريرها.

وعلى الرغم من تبني “داعش” المسؤولية، إلا أن الشكوك لا تزال تحوم حول الجهات الفاعلة الحقيقية.

وتصاعدت حدة العنف في الأشهر الستة التالية، مستهدفة قيادات المقاومة الشعبية والعسكريين، مثل العقيد عبدالحكيم السنيدي، مدير غرفة العمليات في أمن عدن، وعضو اللجنة العليا لمكافحة الفساد إبراهيم علي هيثم. كما طالت موجة القتل علماء ودعاة بارزين، أبرزهم الشيخ عبدالرحمن العدني والشيخ سمحان الراوي.

إحصاءات مرعبة.. عدن تتصدر قائمة التصفيات

كشفت “منسقية مناصرة ضحايا الاغتيالات” عن وقوع 200 جريمة قتل منذ 2015 وحتى 2020، جميعها قيدت ضد مجهول. بينما أظهر رصد “برّان برس” أن عام 2016 كان الأكثر دمويةً بتسجيل 42 عملية اغتيال، تليها 23 جريمة في 2018، و21 في 2020.

وبحسب منظمة “رايتس رادار”، تصدرت عدن قائمة المحافظات الأكثر تعرضًا للتصفيات الجسدية بواقع 165 حالة من أصل 953 وثقتها المنظمة بين 2014 و2024.

كما كشفت إحصائية لمؤسسة “خليج عدن للإعلام” أن 55 عملية اغتيال وقعت بين 2020 ومنتصف 2022، استهدفت بشكل رئيسي العسكريين والمسؤولين المحليين.

محاكمات محدودة في ظل غياب العدالة

على الرغم من الضغوط الشعبية، لم تشهد التحقيقات تقدمًا ملموسًا إلا في حالات قليلة، حيث أصدرت المحاكم أحكامًا بإعدام متورطين في جرائم بارزة، مثل قضية اغتيال الشيخ سمحان الراوي عام 2022، والشيخ عبدالرحمن العدني عام 2024.

كما أدينت عصابة مسلحة بتورطها في سلسلة اغتيالات بين 2015 و2020.

ورغم تراجع الاغتيالات في السنوات الأخيرة، إلا أن جريمة العقربي أعادت إشعال المخاوف من عودة العنف المنظم، في ظل فشل السلطات في كشف الغموض الذي يلف عشرات الجرائم السابقة، مما يهدد استقرار المدينة ويضعف ثقة المواطنين في المؤسسات الأمنية والقضائية.

قائمة جرائم الاغتيال منذ يوليو 2015 حتى سبتمبر 2025م

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق