“أدوات ابن زايد”.. هكذا جنّدت “الإمارات” رجال الدين لصالحها!

محرر 224 أكتوبر 2019
“أدوات ابن زايد”.. هكذا جنّدت “الإمارات” رجال الدين لصالحها!

شكلت الإمارات شبكة كبيرة من رجال الدين ينتمون للصوفية لهم مهام خاصة في رحاب ابوظبي التي استقطبتهم وعملت على تجنيدهم “للعمل لحسابها” مستغلة مساحة التأثير التي حصلوا عليها في خلق وعي عام يتصالح وينسجم مع أجندتها ومشاريعها في المنطقة “فكيف فعلت ذلك”.

“أدوات بن زايد”.. إسلام إماراتي

أخذ بن زايد على عاتقه مواجهة الاسلام السني وتقليص نفوذه، والسماح للتيارات الإسلامية الأخرى بالظهور، مثل: الصوفية وجماعة التبليغ والدعوة، والسلفية العلمية، واستقطب الدعاة والعلماء المهووسين ببيارق السلطة والمتاجرين بالدين من اجل دعم توجهه وتوجيه العامة نحو الهدف الذي رسمه بن زايد، فشرعوا يمدحون سياسته ويبررون افعاله.

وسيم يوسف:

بوق الإمارات الديني، اعلامي يسيس الدين ويطرح اطروحات متضاربة ويعبث بعقول العامة.

ولد وسيم يوسف في الأردن ودرس الشريعة والفقه آراؤه المؤيدة للحكام جذبت انتباه بن زايد فاستقدمه إلى الإمارات وعينه اماماً وخطيباً لمسجد الشيخ زايد، بل ومنحه الجنسية الإماراتية، ومنذ ذلك الوقت ووسيم يوسف يعمل في تبرير كل ما يفعله حاكم ابوظبي، يقول وسيم يوسف عن تنظيم الاخوان المسلمين “أنهم الخوارج”.

 

ومع مرور الوقت عملت ابوظبي على الترويج لنسخة اسلامية وتقديمها بديلا عن الاسلام السني الحركي في المنطقة فدعمت شخصيات اسلامية تقوم بدورها في “محاربة الثورات العربية”، فهم ينطقون باسم الدين ويساندون السلاطين “يؤيدون الانقلابات ويدعمون الحكام ويساعدون الطغاة ويمدون الدكتاتور بالقوة” ويبدلون المرجعية الاسلامية الى دين الانسانية.

عبدالله بن بية

يعد أحد كبار العلماء المسلمين ويدير عدد من المؤسسات الدينية الدولية والتي تتخذ من ابوظبي مقراً لها وتحسب على النظام الاماراتي.

كان نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقت انطلاق الثورات العربية لم يعارض بيانات الاتحاد المؤيدة للثورات والتي شبهت سقوط الانظمة بتهاوي الأصنام ولكن فجأة انسحب منه مقدماً استقالته في 13 سبتمبر/ ايلول 2013، لينظم من ذلك الحين الى جانب “الامارات”.

بن بية أسس بدعم من الامارات “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الاسلامية” وضم إليه عدد كبيراً من رموز الصوفية وهاجم المؤسسات السنية التقليدية، ودعا إلى إعادة تثبيت سلطة المرجعية في الأمة، ما يعني تأسيس مرجعية جديدة للامة، بديلة عن الاسلام السني.

إلى ذلك دعمت الامارات مؤسسة “مؤمنون بلا حدود”، التي يعود انشاؤها الى شهر مايو/ايار 2013 وتتخذ من العاصمة المغربية الرباط مقراً رئيسياً لها، وتنشط في أغلب الدول العربية.

تحقيقات جهاز الامن الوقائي الاردني كشفت عن فضيحة كبري لـ”مؤسسة مؤمنون بلا حدود” في فبراير/ شباط 2019 وعن علاقة رئيسها يونس قنديل بالمخابرات الإماراتية وكشفت معلومات عن تقاضيه مبلغ 80 ألف درهم إماراتي شهرياً وهو ما يعادل (22 ألف دولار) من السلطات الاماراتية.

الحبيب علي الجفري

ولد لعائلة سياسية ودرس صحيحي البخاري ومسلم على يد كبار علماء السعودية ودرس بعدها الصوفية وانتمى إلها، ودعا للتسامح ونبذ العنف والولاء للحكام، وباركت نهجه الفكري العديد من الانظمة العربية والغربية.

استقطبته أبوظبي  ودعمت مؤسسة “طابا” التي اسسها علي الجفري كمؤسسة غير ربحية، وطابا تتخذ من ابوظبي مقراً لها وتهدف إلى تقديم الاستشارات إلى قادة الرأي، ويتماهى خطابها مع أفكار الامارات تماما.

“ادوات بن زايد”… اليمن

أردت الإمارات الاستحواذ على الموانئ والجزر اليمنية والتي باتت تشكل تهديديا استراتيجيا لموانئها، لكن الفرصة لم تكن مواتية حتى انقلب الحوثي على الشرعية وجاءت عاصفة فانضمت الامارات الى التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية إلا أن الإمارات كان لها أهدافها الخاصة وأطماعها الاستعمارية في جنوب اليمن، ووجدت من يساعدها ويحقق لها مآربها، فأعدت العدة للتخلص من المعارضين وبسط نفوذها على الموانئ والجزر اليمنية.

هاني بن بريك

رجل بن زايد الأول في جنوب اليمن وهو شخصية مثيرة للجدل تلقى دراسته علي ايادي شيوخ المدخلية، وارتبط بعدها بحسب نشطاء بالمخابرات السعودية.

ومع اندلاع الازمة اليمنية وانطلاق معركة تحرير عدن عام 2015 تواصل بن بريك مع التحالف، وارتبط ارتباً وثيقاً بالمخابرات الإمارتية، وعينه بعدها الرئيس عبدربه منصور هادي وزيراً للدولة، وعضو مجلس الوزراء 2016، ولكنه لم يستمر طويلاً في هذا المنصب، حيث أُقيل في 2017 بسبب مخالفات عدة.

يقول بن بريك وهو يخاطب ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد “اليوم أصبح اسم الامارات اصبح في قلب كل عدني على وجه الخصوص واليمن كلها، قبل ان تعلق الأعلام في الجدران عُلقت في القلوب يا سمو الشيخ”.

عملت الإمارات على استقطاب هاني بن بريك “وجندته للعمل لحسابها”، ولم يخفِ بن بريك هذا الفعل لصالح ابو طبي في جنوب اليمن، حتى انه بات يصرح بولائه الكامل والمطلق للإمارات ومحمد بن زايد، وغدى يناديه بـ”سيدي ومولاي” ويضع صورته رمزاً لحسابه على موقع “توتير”.

يقول هاني بن بريك في مقابلة تلفزيونية أنه “يحب ويعشق السعودية والإمارات حد الثمالة” وأنه ” سعودي وأماراتي وجنوبي“.

لعب بن بريك دوراً واضحاً في التحريض والتنكيل بالعناصر المحسوبة على الثورة، من قوى حزب الاصلاح، والعناصر الرافضة للأجندة الإماراتية في الجنوب، وخاصة من رجال الدين، الذين ينتمون للتيارين السلفي والإخواني، فقد اثبتت محاضر التحقيق في اغتيال الدعاة ورجال الدين تورط بن بريك و”مسؤوليته عن 23 حالة اغتيال” لأئمة وخطباء من مدينة عدن، وكان أولهم الشيخ الراوي، وهو الأمر الذي لم ينفه بن بريك.

وإلى جانب ذلك أسس مع عيدروس الزبيدي ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يدعو للانفصال بدعم من دولة الامارات، وتولى منصب نائب رئيس المجلس.

“ادوات بن زايد”.. مصر

لم تترك الإمارات مصر يوما واحداً دون العبث فيها، عن طريق تمويل الإعلام وشراء رجال الدين، فكان أوائل مؤيدي الانقلاب من رجال الدين شيوخاً محسوبين على المذهب الصوفي، الذي تدعمه الإمارات.

علي جمعة

مفتي مصر السابق وأحد اعلامها، اشتهر بفتاويه المثيرة للجدل، وبوقوفه إلى جانب مبارك ومن بعده السيسي، حيث دعاه الى ضرب معارضيه بكل قوة، واعتبر الاخوان المسلمين هم “خوارج العصر”.

يقول علي جمعة في احدى خطبه “يجب ان نطهر مجتمعنا ومصرنا من هذه الاوباش، انهم لا يستحقون مصريتنا، إننا نصاب بالعار منهم” في إشارة إلى تنظيم جماعة الخوان المسلمين.

عمل جمعة وغيره على تنفيذ الأجندة الإماراتية في تغييب وعي الشعوب من جانب، ومن جانب آخر اعطاء الشرعية الدينية للحاكم لتصفية خصومه المعارضين.

“ادوات بن زايد” في ليبيا

محمود الورفلي

يلقب بضابط الإعدامات ومطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، كان يعمل ضمن الكتائب الأمنية في نظام القذافي، وشارك في مهام قتالية ضمن كتائب القذافي ضد الثوار، إبان ثورة الـ17 من فبراير.

 

على غرار البقية في بلدان الثورات جندت أبوظبي محمود الورفلي في بنغازي شرق ليبيا، ليتحول من رجل دين سلفي الى قائد عسكري في وحدة عسكرية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر رجل الإمارات الأول في ليبيا.

رجل الدين السلفي الذي ينتمي للتيار المدخلي عُرف بمناداته “بالطاعة المطلقة لوي الأمر” مهما كان وكيفما كان، فالحاكم بالنسبة للورفلي ليس الحكومة الشرعية المعترف بها، وإنما دين الإمارات الجديد، الذي نفذ بموجه عمليات إعدامات ميدانية، وتصفية لمعارضين، بتهمة انهم “خوارج وكلاب أهل النار”.

ولأن الورفلي مسؤولاً عن عمليات اعدامات فقد أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحقه في يوليو/تموز 2018 وهي الثانية بحق الورفلي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا.

“أدوات بن زايد”.. وماذا بعد؟

منذ الوهلة الاولى لانطلاق ثورات الربيع العربي، سعت الإمارات لؤدها في مهدها ولاتزال تدعم الشر في كل منطقة مر بها الربيع العربي، فإلى متى ستستمر الامارات في هذه السياسة؟ ومن سيتمكن من ايقافها؟!

المصدر *بتصرف من صحيفة الاستقلال
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق