حينما قتل صعقت المدينة وأبناؤها.. بكى الأطفال والكبار الشيوخ والعقال.. حزن لأجله الجميع، غطت الدموع والأحزان وجوه ساكني عدن ومنطقة البريقة بشكل خاص..
الشيخ/ سمحان عبد العزيز عبد الملك- الشهير بالراوي- اغتالته أيادي آثمة غادرة لا تعرف الحق من الباطل، أطلقت عليه رصاصة واحدة فقتلته بينما كان في طريقه لنصح أحد الضالين..!!
كانت ليلة حزينة كئيبة سوداوية حين تطايرت دماء الشيخ الراوي على قارعة الطريق والقتلة المجرمون يرمون بجثته على الأسفلت مضرجاً بدمه..!!
كيف قتل الشيخ راوي..؟ سؤال تبعه أسئلة عديدة حول من قتله، من الذي يريد إثارة الفتن بالمدينة..؟ والكثير من الأسئلة.. ورغم حالة الحزن والسواد الذي غطى المدينة بيد أن المحزن أن الأيام مرت ولم يتم الكشف عن خيوط ومؤامرة الاغتيال للمشائخ والأئمة.. مرت الأيام الشهور والسنوات ودماء المشائخ والخطباء معلقة على جدران الصمت والخذلان والتواطؤ الرسمي الأمني..!!
القتلة الثلاثة
القتلة الثلاثة هم حلمي جلال محمد محسن وسمير مهيوب ناجي علي وعبد الله عبد الرحمن الضباعي اغتالوا الشيخ راوي وقتلوه ظلماً وعدواناً في يوم 30_ 1_ 2016م الساعة التاسعة مساءً بعد أن خرجوا من صلاة العشاء وتناولوا وجبة العشاء الأخيرة.. وذلك بأن قام القاتل حلمي جلال بإطلاق رصاصة الغدر والخيانة من مسدسه إلى مؤخرة رأس الشيخ راوي في سيارة القتلة لتقتله في الحال ويتطاير دمه في السيارة.. لم يكتف القاتل وشريكاه بذلك بل رموا بجثة الشيخ على قارعة الطريق وعادوا لبيوتهم ليناموا باطمئنان وراحة بال.!!
تفاصيل عملية الاغتيال للشيخ راوي مرعبة.. قاسية.. خيالية.. تكشفها اعترافات القتلة الثلاثة في تحقيقات البحث والنيابة الجزائية..
أكثر من 120 وثيقة متعلقة بحادثة اغتيال الشيخ راوي فيها تحقيقات كاملة واعترافات تفصيلية عن العملية ومن دعمهم وماذا حدث وهذه الوثائق الخطيرة والمهمة عن حادثة الاغتيال ستقوم الصحيفة بنشرها وكشفها للرأي العام وعبر حلقات يومية كي يعرف القراء حقيقة اغتيال الشيخ راوي وعناوين كثيرة تتعلق بحادثة الاغتيال.
و فيما يلي تنشر “أخبار اليوم” الحلقة الرابعة:
اغتيال وقتل
تكشف تحقيقات النيابة الجزائية المتخصصة بعدن مع المتهمين الثلاثة حلمي جلال وسمير مهيوب وعبد الله عبد الرحمن الضباعي عن معلومات وأسرار خطيرة لها علاقة مباشرة بالتخطيط لاغتيال وقتل العلماء والمشائخ وأئمة المساجد في العاصمة المؤقتة وشخصيات اخرى والكثير من التفاصيل والأسرار ومن واقع التحقيقات والوثائق فقد اعترف المتهمون بأن هناك أكثر من ثلاثين شخصية في قائمة لاغتيالهم وقتلهم..
اعترافات سمير
يعترف المتهم/ سمير مهيوب، في تحقيقات النيابة بقضية قتل الشيخ راوي أن المتهم حلمي جلال حضر إليه وقال له إن الشيخ هاني بن بريك يريد تشكيل فرقة طوارئ هنا في البداية ويريد من حلمي جلال جمع 30 شخصاً لهذه المهمة لكي يتم استهداف أعضاء تنظيم القاعدة وأن بن بريك كلّفه بتصفية أمير القاعدة وبعدها بفترة قال إن بن بريك غيّر المهمة إلى قتل الشيخ راوي..
ويواصل المتهم سمير مهيوب، اعترافاته:
- استلم حلمي جلال من شقيق هاني بن بريك صلاح عدد أربع قطع آلي كلاشنكوف روسي عطفه قطعتين مع حلمي وقطعة معي والقطعة الرابعة مع عبد الله الضباعي ثم عاد حلمي بعد فترة وأخذ الآلي الذي بحوزتي باعتباره عهدة عليه والمسدس المستخدم في قتل الشيخ راوي نوع تاتا وهو ملك حلمي جلال ومصروف له من هاني بن بريك وبعد فترة قام حلمي بإعطاء المسدس لعبد الله الضباعي ليبيعه وفعلا باعه..
وقد أخبرني حلمي بعد فترة أن هاني بن بريك أعطاه مكافأة لكن لا أعلم مقدار المبلغ والسيارة..
الكورولا اشتراها لي حلمي استلم فلوسها كاش من هاني بن بريك داخل معسكر التحالف بالبريقة..
ويواصل المتهم سمير مهيوب في اعترافاته أمام النيابة: حضر إلى عندي حلمي جلال وعبد الله الضباعي وقال لي حلمي من الذي هدد هاني بن بريك؟ فقلت له أنا لا أعرف هاني بن بريك ولا رقمه.. بعدها قال لي حلمي سوف اشوف هاني وذهب مع عبد الله وفي العصر اتصل بي عبد الله يقول لي يا سمير حلمي تواصل مع هاني بن بريك وانه عفا عنا هذه المرة..
وعندما سأل المحقق المتهم سمير مهيوب، أنت متهم بالاشتراك في عصابة مسلحة فما قولك؟ أجاب المتهم: نحن كنا نعمل مع الدولة والشخص الذي كنا نلتقى منه التعليمات هو حسب كلام حلمي جلال وزير الدولة ونحن نخدم أهداف الدولة بالتخلص من أفراد القاعدة وأنا كنت موجوداً أثناء الحادثة ولكن لم أنفذ القتل وكانت مهمتي هي قيادة السيارة فقط لتنفيذ العملية..!!
اعترافات عبد الله
يقول المتهم عبد الله الضباعي في تحقيقات النيابة:
حضر إلى عندي حلمي جلال وسمير مهيوب على أساس أن هاني بن بريك سوف يدعمهم لتصفية جماعات القاعدة الإرهابية وأول شخص هو الشيخ سمحان الراوي..
ويواصل عبد الله في اعترافاته: ذهبت إلى حلمي وقام بإعطائي مبلغ مليون ريال وأن هذه مكافأة من هاني بن بريك وأنه يشكر أفعالنا وحمد الله أنه قد تم تصفية رجل إرهابي ويريد مقابلتنا نحن الثلاثة.. وفي اليوم التالي ذهبنا أنا وحلمي وسمير على متن السيارة الحمراء التوسان إلى منطقة إنماء ودخلنا إلى إحدى الشقق والتقينا بهاني بن بريك وأبو سلامه الضابط الإماراتي وقاموا بشكرنا على العمل الذي قمنا به وتصفية الشيخ الراوي وجلسنا معهم لمدة عشر دقائق وخرجنا وبعدها بفترة أعطانا هاني بن بريك طقماً عسكرياً لحماية إمام مسجد أعتقد اسمه ابو عمار في منطقة جولة السفينة لمدة خمسة أيام وبعدها قام حلمي ببيع الطقم عشان الصرفة وبعدها رجعنا كل واحد إلى معسكره.
سأله المحقق: ماهي المهام الأخرى الموكلة لكم؟ فأجاب: عرض عليّ حلمي جلال ورقة فيها حوالي 25 اسما مطلوب تصفيتهم وأذكر منهم أيمن عسكر وفادي وآخرين وبعد تنفيذ عمليتنا وقتل الشيخ راوي سألت حلمي عن الورق التي فيها الأسماء فقال لي إنساهم..!!
ويواصل عبد الله الضباعي اعترافاته: أنا استلمت مبلغ مليون ريال يمني مكافأة واستلمتها من حلمي جلال وأنا كنت موجودا وقت الجريمة، لكن لم أقم بمشاركتهم بعملية التنفيذ ولم أطلق النار على الشيخ راوي..
وسأل المحقق المتهم ما الذي فعلته لمنع تنفيذ الجريمة؟ فأجاب: أنا بلغت الجهات المختصة بإدارة أمن عدن قبل الواقعة وكنت أتواصل معهم بالرسائل..!!
وساله المحقق مع من كنت تتواصل بإدارة امن عدن؟ فأجاب: أنا كنت أتواصل مع الوالد والوالد يتواصل مع عبد الدائم- مدير مكتب مدير أمن عدن- وحينما سأله المحقق عن السيارة التي استخدمت في تنفيذ عملية اغتيال الشيخ راوي ومن اين تم شرائها؟ إجاب المتهم استلمتها من حلمي جلال من معرض الصابر وذلك بعد أن قام هاني بن بريك بالاتصال بأصحاب المعرض..!!
اعترافات حلمي
المتهم الأول حلمي جلال بجريمة قتل الشيخ راوي ومن أطلق رصاصة الموت باتجاه راس الشيخ والذي كان في السجن المركزي إذ أن المتهم محبوس في ذمة قضية لواط..
بدأ اعترافاته أمام النيابة بالقول: الذي أشعر فيه أن هذا الشخص يقصد الشيخ راوي قد بلانا الله به وهو أساس القاعدة ومسجده بكله مليء بالقاعدة والجزاء من جنس العمل وكانت أيام حرب ومثل ما صفانا صفيناه وهذا ما حصل..!!
وحينما سأله المحقق من أين لك مبلغ..” مليون ومائتا ألف التي اشتريت بها السيارة؟ فأجاب المتهم: راتبي كان خمسة آلاف ريال سعودي..!! وسأله المحقق لماذا أعطيت المتهمين سمير مهيوب ثلاثين ألف ريال سعودي وعبد الله الضباعي مليون ريال يمني ؟ أجاب المتهم: أنا كريم مع الناس كلها والناس تشهد بهذا..!!
وحينما سأله المحقق عن السيارة والطقم؟ أجاب أولا السيارة الريو ملكي وأنا من قام بشرائها أما الطقم قام بصرفه لي الشيخ هاني بن بريك للعمل فيه..!! ويضيف المتهم حلمي جلال في اعترافاته أمام النيابة نحن الثلاثة من قمنا بقتل الشيخ راوي ولست وحدي كان بيننا اتفاق أنا وسمير وعبد الله الضباعي أنه قاعدة ومفسد وأفعال الراوي كانت بينة في الأرض وكانوا موافقين على هذا الشيء..!!
شكوى أولياء الدم
كان أولياء دم الشيخ الراوي قد تقدموا بشكوى خطية إلى النائب العام وذلك عبر وكيلهم توفيق عبد العزيز عبد الملك.
و جاء في رسالة الشكوى إن النيابة الجزائية المتخصصة لم تحرك إجراءات محاكمة المتهمين في القضية حيث ومضى القبض عليهم سبعة أشهر وطالب أولياء الدم من النائب العام للتوجية بسرعة اتخاذ الإجراءات للبت في القضية.. ووجه النائب العام في الشكوى النيابة بسرعة استكمال الإجراءات وفقا للقانون.
وكيل أولياء الدم
طالب وكيل أولياء الدم/ توفيق عبد العزيز عبد الملك- امام النيابة- بالقصاص ممن قتل الشيخ راوي بحسب شرع الله وحينما سأله المحقق عن أقوال المتهمين بأن المجني عليه من قيادات القاعدة؟.. رد وكيل أولياء الدم بأن المجني عليه من قيادات المقاومة وشارك في الدفاع عن مدينة عدن ولا علاقة له بالتنظيمات المسلحة والإرهابية والعصابات وآخر خطبة له تشهد بذلك، حيث انتقد سلك العصابات وأعمال الاغتيالات التي تتم..!!
وعندما سأله المحقق عن تبعية المتهمين لهاني بن بريك وهو من قام بتكليفهم لتصفية المجني عليه؟ أجاب: نحن لا نعلم بشيء من هذا والقانون يأخذ مجراه ضد من باشر أو تسبب أو حرض على قتل المجني عليه وأنا أطالب بأن تأخذ العدالة مجراها.
وأكد وكيل أولياء الدم أن ظروف البلاد في تلك الفترة لم تسمح بعرض جثة المجني عليه على طبيب شرعي وقد تم دفنه على استعجال..