وجه الرئيس عبدربه منصور هادي الخميس بإيقاف مدير التوجيه المعنوي اللواء “محسن خصروف” وإحالته للتحقيق، عقب تصريحات تلفزيونية انتقد فيها التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
وكان اللواء خصروف كشف – في مداخلة تلفزيونية بقناة اليمن الرسمية – على أن التحالف العربي يمنع الجيش الوطني من تحرير كثير من المناطق اليمنية ولا يدعم الجيش بالسلاح الثقيل والمتطور، مشيرا “ان افراد الجيش يقاتلون بالسلاح الخفيف والمتوسط ولا يسمح لهم بامتلاك أي سلاح آخر”.
وجاء حديث “خصروف” رداً على سؤول المذيع: حول تطور قدرات الحوثيين الصاروخية في المقابل ما الذي فعل الجيش؟ وتسائل اللواء خصروف بدورة قائلاً: نحن الجيش الوطني نقاتل ماذا عمل لنا التحالف؟ ولفت “الإيرانيون أرسلوا صواريخ إلى الحوثيين والتحالف لم يأتمنا على مدفع ثقيل ولا على دبابة ولا على قاعدة صاروخية ولا على طائرة”.
وأضاف “جنود الجيش الوطني يقاتلون بالأسلحة الخفيفة والعيارات المتوسطة ليس أكثر من هذا، وإيران تقدم صواريخ” وتساءل: هل قدم لنا التحالف صواريخ؟ وقال “التحالف يقاتل بصواريخه ومدافعة معنا ولا يعطيها لنا”.
نحن مرتهنون وبلا إمكانيات
أشار اللواء خصروف – مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني – “التحالف يدعمنا من خلال تنفيذ غارات جوية لكنه لا يعطي الجيش الوطني طائرات ولدينا مواني ومطارات وأرض” مضيفا “الإيرانيون يقاتلون مع الحوثيون في الأرض جنب إلى جنب ويعطونهم كل ما يريدون”.
وأوضح “نحن مرتهنون وليس لدينا إمكانيات نقاتل بها بما يساوي معنوياتنا وقدراتنا في كل الجبهات مع الأسف الشديد”.
وتابع خصروف “انا أريد من التحالف ان يعطيني إمكانية أن أنتصر وأكمل الانتصار، لا نريد الجيش السعودي أو الإماراتي أن يقاتل معنا نريد إمكانيات نقاتل فيها حتى ننتصر حتى النهاية”
وتعيد مكاشفة اللواء “خصروف” طرح كثير من الأسئلة على الرئاسة والحكومة ومعهم التحالف العربي، في كشف ما يجري من إطالة لأمد الحرب بلا أفق واضح يمكن أن ينهي مأساة اليمنين مع الانقلابيين في تحرير البلاد من سطوتهم، بالإضافة إلى الأجندات المختلفة التي طغت على أهداف التحالف العربي.
لم يسمحوا لنا بالانتصار
وتساءل في المداخلة التلفزيونية: ما الذي منعا ان نكمل الانتصار في نهم (شرق صنعاء) والحديدة؟ وأجاب قائلاً: “منعتا بالأمر من التحالف ومن الولايات المتحدة الأمريكية ومن أوروبا، التحالف ايضاً عليه خطوط عريضة ومنع ن يساعدنا في الانتصار حتى النهاية”.
وقال خصروف “نحن نعيش محنة حقيقة لم يُسمح لنا ان نقاتل حتى الانتصار”.
وأردف “حررنا محيط مأرب (شرق اليمن) في أقل من شهرين، وحررت عدن (جنوب اليمن) في بضعة أيام، ووصلنا إلى الحديدة (غرب اليمن) وإلى فرضة نهم (شرق صنعاء) في بضعة أيام أيضاً”.
وأشار اللواء خصروف “نعيش مشكلة حقيقة والعالم لا يريد لنا أن ننتصر بحجة ان انتصار الجيش الوطني سيعني انتصار لحزب الإصلاح، وهذه أكذوبة كبرى وليس هو موجود لوحده في الميدان ولن ينتصر بمفرده ولن يحكم اليمن، والحسابات والمصالح الإقليمية هي من تحكم الحرب في اليمن”.
وعندما سُئل “خصروف” من المذيع: هل هذا الكلام يمثلك أنت أم الحكومة الشرعية؟ ورد قائلاً “انا أتكلم الآن عن نفسي كمواطن يمني، وأعتبر هذه استقالة من دائرة التوجيه المعنوي”.
وأختتم حديثه قائلا “لسنا وحدنا مسؤولين عما هو قائم حتى هذه اللحظة، لأننا لم نمتلك أدوات النصر الكامل، والدولة مسؤولة عن تطهير الجيش من الفاسدين”.
إقالة خصروف
والخميس وجه الرئيس عبدربه منصور هادي، بإيقاف اللواء محسن خصروف، من عمله كمديراً لدائرة التوجيه المعنوي، وإحالته للتحقيق، نتيجة مخالفاته لضوابط المهنة وللوائح والقوانين العسكرية المنظمة. بحسب ما نقلت وكالة “سبأ” عن مصدر بوزارة الدفاع.
وشدد المصدر “على ضرورة تحلي القيادات العسكرية بالمسؤولية الذاتية في هذا الظرف الحرج الذي تعيشه اليمن، وأن يكونوا أكثر تقيداً باللوائح وأكثر انضباطاً ونزاهة وتميزاً وتركيزاً على القيام باختصاصاتهم”.
وجاء القرار الإيقاف بعد أيام من إعلان حديث اللواء “خصروف” التلفزيوني وكشفة لكثير من الملفات التي تعيق تقدم قوات الجيش الوطني، وكان صدر قرار تعيينه في دائرة التوجيه المعنوي للجيش، في مطلع يناير من العام 2016م، بعد ان كان متقاعد عن الجيش، ويعمل في التحليل العسكري والتعليق للقنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة.
*يمن شباب