وجهت دولة الإمارات أكبر طعنة غدر إلى صدور اليمنيين الذي استقبلوا مشاركة أبو ظبي في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية منذ أربعة أعوام كمنقذ مفترض ليكتشفوا مع الأيام أنها خصم ومشكلة.
وأثبتت الوقائع ومجريات تدخل الإمارات إنها تهاجم البلاد بأطماع عدوانية وإجرامية خصوصاً مع تصاعد العنف وإيعاز أبو ظبي لمؤيديها بالمواجهة المباشرة مع القوات الحكومية للسيطرة على الموانئ والمؤسسات.
وهذه التطورات تأتي بعد تراكم من سلوكيات الامارات خلال العامين الماضيين وسعيها لتقويض دور الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومنعها من العودة إلى عدن، مما جعل ناشطين يمنيين يطلقون حملة إلكترونية تطالب برحيل الإمارات.
ولم يقتصر الأمر عند تفاعل الناشطين والصحفيين، بل شمل تصريحات جريئة لمسؤولين يمنيين انتقدوا اداء الإمارات واتهموها باستخدام التحالف غطاء لتمرير أجندتها الخاصة باليمن.
ومن أبرز هذه الانتقادات، تصريحات أطلقها رئيس الحكومة اليمنية السابق أحمد عبيد بن دغر عندما قال إن أهداف التحالف تغيرت ولم يعد الحوثيون سوى ذريعة يستخدمها التحالف لخلط الأوراق وتمرير مشروع تقسيم البلاد.
وأضاف بن دغر في مقال على فيسبوك أن أسلحة التحالف أصبحت تفتك بالوطن والشعب اليمني، ودعا الجميع إلى ترك الصمت ومنع الآخرين من تقرير مصير البلاد، وقطع الطريق على موجات العنف التي قد تمتد إلى بقية المدن اليمنية.
ويبدو أن غالبية أبناء اليمن يشعرون بغضب شديد إزاء سياسات التقسيم، حيث خاطب رئيس الوزراء اليمني السابق التحالف قائلا “لن يتوقف مخطط التقسيم عند اليمن، مثل هذا التفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة والتسطيح، أنتم خطوة لاحقة في مخطط التقسيم العام، وقضية الجنوب التي تستخدمونها حصان طروادة على عدالتها وحق أهلها في الإنصاف هي قضيتنا، وهي بدرجة أولى شأن يمني”.
وتابع بن دغر “هناك خطيئة كبرى ومؤامرة تعصف باليمن بدأها الحوثيون بجريمة لا تغتفر، ويكمل مخططها بعض منا (في إشارة إلى الإمارات)، مؤامرة أولى نتائجها دولة إيرانية الولاء والنهج والهدف في شمال اليمن، ودولة أو دويلات هزيلة ضعيفة مسلوبة الإرادة والكرامة في الجنوب”.
وأكد بن دغر ضرورة توحيد الجهود اليمنية الوطنية والتمرد على النتائج التي وصلت إليها البلاد بعد فقدان أهداف عاصفة الحزم في استعادة الدولة اليمنية، حسب قوله.
ويقول مسؤول عسكري يمني بارز عن التفسير الحقيقي لتحول الإمارات من داعم للحكومة اليمنية إلى خصم، إن “انكشف القناع وأصبح اليمنيون العاديون يدركون النوايا الحقيقة للإمارات، أربع سنوات وأكثر من الخذلان وعدم الرغبة في حسم المعركة عسكريا تكفي لأن نقول وبملء الفم أن الإمارات لم يعد يهمهما أمر الحكومة الشرعية ولا مساندة الجيش الوطني”.
وأضاف المسؤول العسكري الذي طلب التحفظ عن اسمه أن ما تفعله الإمارات اليوم في عدن وتحكمها بالميناء والمطار، وكذلك وجودها في سقطرى ودعمها لمليشيا ونخب وأحزمة أمنية في حضرموت وشبوة وأبين، هي تصرفات تؤكد الرغبات الاحتلالية.
وأكد مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني أن دولة الإمارات تستخدم الحكومة الشرعية غطاء لتنفيذ أجندة خاصة بها، كالسيطرة على الممرات المائية والمناطق الاستراتيجية مثل جزيرتي سقطرى وميون وميناء عدن، وتدعم تشكيلات ومليشيات تنفذ توجيهاتها للضغط على الحكومة وتسليمها ما تريد من مناطق إستراتيجية.
ووفقا للرحبي فإن ما حدث في سقطرى من محاولة للسيطرة على الميناء يأتي في الإطار نفسه، وكذلك أحداث شبوة التي تهدف لإغراق المناطق المحررة بالفوضى وإضعاف الشرعية.
وفي الاتجاه ذاته، دعا عضو مجلس النواب وعضو الوفد الحكومي في مشاورات السلام علي عشال قادة الشرعية والأحزاب إلى كسر الصمت واتخاذ موقف حيال ما يحدث وعدم السماح للتحالف بالانحراف عن الأهداف التي تدخل عسكريا لأجلها.
كما حمل عضو مجلس النواب شوقي القاضي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية خطر تمزق اليمن، وطالب السعودية بتصحيح انحراف التحالف، في حين طالب سفير اليمن لدى الأردن علي العمراني الإمارات بمراجعة موقفها من وحدة اليمن وسيادته والتوقف عن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي.
والإمارات شريك رئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب على مليشيا الحوثي الانقلابية منذ أكثر من أربعة أعوام.