ينظر العالم بدهشة إلى الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي الذي قادته الصدفة إلى رئاسة أوكرانيا.
ويشير كثيرون إلى غياب أي خبرة لـ زيلينسكي بالعمل السياسي. وأنه لم يقترب من مؤسسة الرئاسة إلا عن طريق المسلسل الكوميدي “خادم الشعب”، الذي قدم فيه شخصية مدرس قادته الصدفة ليصبح رئيسا.
لكن حالة زيلينسكي ليست هي الأولى من نوعها، فبعض الدول الأخرى يقودها حاليا رجال وصلوا إلى الحكم بدون خبرة سياسية حقيقة.
المهرج الذي أصبح رئيسا:
في عام 2016، أدى جيمي موراليس القسم رئيسا لـ غواتيمالا، بعد فوزه في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2015 بنسبة 67 في المئة.
وتندر كثيرون بالممثل الكوميدي والمهرج الذي أصبح رئيساً بلا خبرة سياسية تُذكر، ولا أي صلات داخل مؤسسات الدولة. فهو – مثل زيلينسكي – لا يعرف عن الرئاسة سوى دور راعي بقر أصبح رئيساً في أحد حلقات المسلسل الكوميدي “الأخلاق”.
وعلّق البعض آمالا على الرئيس الشباب الذي لا يربطه شيء بمؤسسة الرئاسة الفاسدة، بعد الإطاحة بسلفه أوتو بيريز مولينا ومحاكمته بتهم فساد.
وقضى موراليس الأشهر القليلة بين فوزه وتنصيبه يطوف أرجاء غواتيمالا، يلتقي الناس، ويسمع منهم تداعيات الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
لكن خلال عامين أصبح موراليس رئيسا بلا شعبية يحاول بسط سيطرته على مؤسسات الدولة ويعلن إجراءات من شأنها قمع المعارضة والقضاء على جميع أشكال المسائلة.
ولعل أبرز محاولة كانت في يناير/كانون الثاني عام 2017 عندما أعلن في مؤتمر صحفي الانسحاب من بعثة تدعمها الأمم المتحدة للتحقيق في قضايا فساد في البلاد ومنح أعضاء البعثة مهلة 24 ساعة للمغادرة.
ويحظى موراليس بدعم الجيش والأحزاب اليمينية والنخبة المحافظة وكذلك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي المقابل تكرر المعارضة من الأحزاب اليسارية والديمقراطية اتهاماتها له بالتأسيس لدولة عسكرية وخرق القوانين والأعراف الدولية والمحلية.. كذلك منع أي تحقيقات في قضايا فساد تطاله أو أسرته أو النخبة الحاكمة.
وعاش موراليس البالغ من العمر 49 عاما طفولة قاسية إذ توفي والده وهو بعمر ثلاث سنوات في حادث سيارة فانتقل مع والدته وإخوته الثلاثة إلى منزل جده.
وعمل منذ سن العاشرة في بيع الموز في سوق محلي في مدينة سانتا لوتشيا.. ثم اتجه إلى صقل خبرته التجارية بدراسة إدارة الأعمال في جامعة سان كارلوس وحصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الاستراتيجية.
ولم تبدأ علاقة موراليس بالسياسة سوى عام 2011 حين رشح نفسه لمنصب عمدة بلدة مكسيكو وخسر أمام نجل الرئيس السابق أوتو بيريز مولينا.
وفي عام 2013 انضم إلى جبهة الدمج الوطني وأصبح مرشحها للرئاسية في انتخابات عام 2015.
واعتمدت حملة موراليس على مبدأ ثلاثي هو “الله والجذور والعمال” وتبنت شعارا يقول “ليس فاسداً ولا لصاً”.
لكن بعد فوزه بالانتخابات أثار الجدل بتبنيه مواقف مثل معارضة الإجهاض ودعم عقوبة الإعدام وإنكاره المذابح ضد شعب إكسيل مايا في ثمانينيات القرن العشرين.