بعد 4 سنوات من الحرب.. اليمنيون من كسر الانقلاب إلى استعادة السيادة

محرر 231 مارس 2019
بعد 4 سنوات من الحرب.. اليمنيون من كسر الانقلاب إلى استعادة السيادة

أربع سنوات كاملة منذ أن أطلَّ التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمنيين بمقاتلاته الجوية ليلة الـ26 من مارس 2015، في عملية “عاصفة الحزم” لتحقيق أهداف معلنة، في مقدمتها كسر انقلاب مليشيا الحوثي وصالح واستعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله.

تغيرات كبيرة وجوهرية طالت المشهد اليمني بكل تفاصيله؛ فمسمى “عاصفة الحزم” تحوَّل إلى “إعادة الأمل”، والحوثي فتك بحليفه صالح وأجهز على حياته، والتحالف العربي تفكك ليقتصر على السعودية والإمارات فقط، والشرعية لم تعد تناضل للعودة إلى صنعاء بل إلى عدن، واليمن الواحد بلغة الواقع أصبح مشروعاً لـ”دويلات متشظية”، والأرض التي لم تصل لها نيران الانقلابيين الحوثيين مثل سقطرى وحضرموت، وصلت لها أطماع الإمارات.

فضاء إماراتي

ولم يعد قرار الموانئ والمطارات والمنافذ بيد اليمنيين، ولم تعد قرارات تعيين المسؤولين بمعزل عن الإملاءات الإماراتية، وعزل رئيس الوزراء السابق أحمد بن دغر المثال الأبرز.

كما لم يعد الخطف والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والسجون السرية يقتصر على مليشيا الانقلاب، ولم يعد تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية التي تدعمها إيران إرادة وطنية، بل إن سماء اليمن وبرها وبحرها أصبحت جميعها خارج نطاق سيطرة القرار الوطني والسيادي، ولعل الثابت الوحيد هو المعاناة الإنسانية المتصاعدة التي يتكبدها المدنيون اليمنيون.

قبل أربع سنوات، كان اليمنيون يرصون الصفوف بمختلف الألوان لمواجهة الانقلاب الذي لم يُكسر بعد، وربما لن يُكسر، واليوم أصبحوا ينشدون استعادة السيادة، التي أصبحت فضاءً إماراتياً بلغة القرار وشواهد القوات والممارسات.

حرب بلا أفق

مؤخراً، تم في مدينة تعز إشهار الهيئة الوطنية لحماية السيادة ودحر الانقلاب، بهدف الحفاظ على وحدة اليمن وأرضه وسيادته وسلامته الإقليمية، وعلى ثرواته من الأطماع والتجاوزات الراهنة من قِبل الامارات، وإيران والأطراف الدولية الأخرى، طبقاً لوثيقتها التأسيسية.

الهيئة اعتبرت في بيانها بمناسبة ذكرى التدخل العسكري الخارجي، أن حرب التحالف أصبحت بلا أفق واضح، وابتعدت كثيراً عن أهدافها المعلنة، وولَّدتْ تحدياتٍ خطيرةً تهدد كيان اليمن ووحدته وسلامة أراضيه.

وقالت: إن “دولة في تحالف دعم الشرعية المزعوم متورطةٌ في تصدير فائض القوة الذي تحتكره وتمنع وصول جزء منه إلى الجيش الوطني، وتوظفه في خلق وقائع جيوسياسية على الأرض كما يجري في كل من محافظتي سقطرى وشبوة، وفي دعم ورعاية مخططات تفكيك الدولة اليمنية عبر ملشنتها، ودعم العناصر التخريبية، وخلق الجزر الأمنية خارج سلطة هذه الدولة على نحو ما يحدث في عدن وتعز”.

ودعت هيئة “سيادة”، اليمنيين إلى “اليقظة حيال المخططات الخطيرة التي تستهدف سيادة دولتهم على إقليم الجمهورية اليمنية، إن بالاستحواذ على الأرض أو بمحاولة طمس الهوية الجمهورية لهذه الدولة، التي يجري فرضها عبر قوى داخلية وخارجية وعبر حرب بالوكالة تجري على أرضهم وتهدد مشروعهم الوطني”.

وأكدت الهيئة حتمية خيار اليمنيين المتمثل في مواجهة هذه المخططات، في اللحظة التي يتأكدون فيها أن ثقتهم بالسلطة الانتقالية والتحالف والمجتمع الدولي قد استنفدت.

حتمية مواجهة الامارات

المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي يرى أن “مأزق اليمن تكرس بشكل قوي جداً بعد أربعة أعوام من الحرب والتدخل العسكري، لما سمي طوال الفترة الماضية تحالف الشرعية”.

وقال التميمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “خطوط التقسيم السياسي والجغرافي تُرسم تحت حراب التحالف وبتأثير الدعم المكشوف الذي يقدمه طرف أساسي في هذا التحالف، هو الإمارات، إلى التشكيلات المسلحة والهياكل السياسية التي أنشئت خارج سيادة السلطة الشرعية”.

وأشار إلى أنه “من الواضح أن التحالف لم يعد دعم الشرعية جزءاً من أولوياته، فقد تورط في ترتيبات وقحة لتجريف الشرعية وتلغيم البيئة السياسية والاجتماعية، لجعل إمكانية النسب الجغرافي والاستحواذ على الأراضي اليمنية أمراً ممكناً في ظل ضعف أو غياب أو عجز الشرعية الحالية”.

ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن “هناك تناغماً كبيراً بين مخططات إيران في الشمال مع المخططات الذي ترسمه الامارات، وكلها تصب في خانة تكريس اليمن المهيمَن عليه بالغلبة العسكرية أو بإضعاف مكوناته السياسية والاجتماعية وتقسيم الجغرافيا”.

وأوضح أن “حصيلة هذا الأداء هو الذي يدفع إلى ضرورة تكتل اليمنيين لمواجهة الخطر المحدق بحاضر دولتهم ومستقبلها، وهو الذي يحوّل مسار المواجهة في اليمن من استعادة الشرعية الى انتهاك السيادة”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق