كشف باحث فرنسي عن وجود مساع إماراتية يهدف تشكيل حزام عسكري حول خليج عدن جنوب اليمن، انطلاقا من الضفة الجنوبية للبلاد.
وقال “فريزون روش” الباحث الفرنسي في المركز الوطني للبحوث العلمية، إن النزاع اليمني يعكس تغييرا في موازين القوى وإعادة تشكيل للمشاعر الوطنية في دول المنطقة، فالسعودية تشعر أنها مهددة من إيران، والإمارات تريد إرساء نظامها الأمني في تلك المنطقة.
وأضاف روش في مقال مطول نشره موقع “يورونيوز”، أن أبوظبي بصدد تشكيل حزام عسكري حول خليج عدن، انطلاقا من الضفة الجنوبية لليمن، وكذلك في إريتريا حيث أقامت قاعدة جوية، وشرعت بتحديث ميناء في “أرض الصومال”.
ويرى روش أن هناك شعوراً بأن الإمارات تريد إرساء نظامها الأمني في تلك المنطقة، لأن عبر مضيق باب المندب تمر حوالي 40% من التجارة البحرية العالمية، وهو أمر مهم لمصر، لأن قناة السويس مرتبطة بحرية الملاحة عن طريق باب المندب، والأمر نفسه ينطبق على الأردن فيما يخص ميناء العقبة وإسرائيل فيما يخص ميناء إيلات.
وأوضح أن الأمن بصدد الانتقال في اتجاه جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، وإنه مع تدهور الوضع الإنساني والتوترات بين دول المنطقة، والحشد العسكري في جيبوتي مثلا مع وجود عدد من القواعد الجوية، بما فيها الراجعة بالنظر إلى دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، فإن الأسوأ يمكن أن يحدث.
ويعتقد “روش” أن اليمن سيبقى في السنة الخامسة للحرب، ساحة لتصفية الحسابات بين دول التحالف العربي وإيران، فيما لا شيء في الأفق يشير أو يؤكد على أن أصوات المدافع ستصمت قريباً، وفيما يطعن مجلس انتقالي في الجنوب في شرعية الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، أضحى من الصعب جدا توحيد اليمنيين من جديد، حتى وإن تم الاحتفاظ بالخيار الفدرالي، حسب رأي الباحث الفرنسي.
ودخل التدخل العسكري الذي يقوده التحالف العربي في اليمن عامله الخامس، فيما تواجه البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث هناك أكثر من 20 مليون نسمة يعانون من المجاعة والأوبئة ويتبوؤن عنف النزاعات المسلحة.
وللإمارات تواجد عسكري في اليمن، منذ مارس 2015، عقب انطلاق عاصفة الحزم العسكرية بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وبين الحين والآخر، تظهر مشاكل واتهامات متبادلة، بين الحكومة اليمنية، والإمارات، سببها خروج الأخيرة عن مسار دعمها للشرعية اليمنية، وتبني جيوش وجماعات مسلحة تدين بالولاء لها ولا تخضع للسلطات الحكومية كما أفادت بذلك تقارير غربية.
وتدعم أبوظبي الانفصال في اليمن، وتتبني قيادات انفصالية، ما تدعم إنشاء معسكرات خاصة لمناهضة السلطة الشرعية لا سيما في المحافظات الجنوبية والغربية، طمعاً كما يقول مراقبون في النفوذ حول المناطق الاستراتيجية في البحر الأحمر والبحر العربي.