بدأت حملات إعلامية تستهدف أبرز الرموز المقربة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يقودها حلفاء الإمارات في جنوب اليمن ممثلين في “المجلس الانتقالي”. وانطلقت هذه الحملة باستهداف مدير مكتب هادي، عبدالله العليمي، ووزير النقل في الحكومة الشرعية صالح الجبواني، وكلتا الشخصيتين مقربتان من هادي، وتنتميان إلى محافظة شبوة، التي تقف حجر عثرة أمام مخطط الإمارات للسيطرة عليها، فيما يرى الشارع الشبواني أن الاستهداف يطاول فقط قيادات وكوادر شبوة، دون غيرها، إذ كان قد سبق الحملة الحالية، حملات تشويه صورة شبوة بتهم الإرهاب، وفق مصدر عسكري في المنطقة.
ويأتي هذا متزامناً مع دعم أبوظبي لـ”المجلس الانتقالي” بمزيد من وسائل الإعلام، وبدأت بفتح إذاعة محلية تحت اسم “هنا عدن”، افتتحها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ونائبه الشيخ السلفي ورجل الإمارات الأول هاني بن بريك.
كما تستعد الإمارات لتمويل قناة جديدة من المقرر افتتاحها قريباً، في ما يبدو هروباً إماراتياً من المواجهة المباشرة مع الشرعية، والاعتماد على الحرب غير المباشرة.
وتشمل الحملة الاعتماد على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ويشارك فيها نشطاء وأعضاء وقادة “المجلس الانتقالي”، بمن فيهم صحافيون مدعومون من الإمارات والمجلس، فضلاً عن صحف ومواقع مموّلة من الهلال الأحمر الإماراتي.
وكان مصدر خاص في “الانتقالي” ضمن المشاركين في الحملة، قد أكد في وقت سابق لـ”العربي الجديد” أن هناك حملات ستبدأ وتم الإعداد والتخطيط وتوفير ميزانية خاصة لها منذ فترة، وكشف أن “هناك توجيهات صدرت بفتح حسابات كثيرة بأسماء متعددة في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً تويتر لهذا الشأن”.
كما أن هناك أخباراً وتقارير جارٍ إعدادها بشكل منظّم في المركز الإعلامي، التابع لـ”المجلس الانتقالي”، وتوزع هذه التقارير والأخبار عبر البريد الإلكتروني لكل الشخصيات ووسائل الإعلام وفقاً لسياسة الحملة الإعلامية الجديدة.
وعمل “المجلس الانتقالي” خلال الفترة الماضية على تدريب صحافيين وناشطين في مصر والإمارات، بتمويل من أبوظبي، على الحملات الإعلامية واستخدام الإعلام الحديث والوسائل التقنية الحديثة، كما حاول تقديم وجوه جديدة للإعلام ومنظّمات المجتمع المدني، فيما فشلت الشرعية في تقديم صورة واضحة للإعلام الرسمي، ومواجهة الحملات التي تشنّها أبوظبي وحلفاؤها.
وتهدف الحملات الجديدة لحلفاء الإمارات، وفق مصادر عدة، إلى إضعاف الحكومة، من خلال الاستفراد بكل شخص من رموزها على حدة، بدلاً من مواجهة الشرعية ككل، فيما تعرضت ثلاث محاولات انقلابية سابقة للفشل، وكانت كل منها تبدأ بحملات إعلامية بشكل مباشر من الإمارات، بينما هذه المرة يتم استهداف أشخاص مقربين من هادي، بحجة الفساد.
وقال مصدر سياسي في الحكومة، لـ”العربي الجديد”، إن الحملة تستهدف كل من تراه الإمارات وحلفاؤها معرقلاً وحجر عثرة أمام تحقيق مشاريعها، ويأتي هذا ضمن صراع كبير يجري بعيداً عن الإعلام بين الطرفين دخل مراحل متقدّمة.
ويحاول كل طرف منع نقل هذا الصراع إلى الإعلام الرسمي حتى لا يُسجل عليه أمام السعودية أنه كان مبادراً في الحملة، لذلك تحاول أبوظبي أن يكون ذلك بواسطة الإعلام الذي تموّله باسم حلفائها في “المجلس الانتقالي”. ولا يستبعد المصدر أن ينفجر هذا الصراع ويظهر إلى السطح قريباً، ويعود الاحتقان السابق من جديد.
مصدر آخر قال لـ”العربي الجديد” إن ما بات يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني”، الذي ينشط على نحو واسع في الإمارات والسعودية، دخل مرحلة جديدة في اليمن، مستنسخاً التجربة الإماراتية والسعودية، وحتى المصرية، في الأزمات التي شهدتها الدول العربية، عقب ثورات الربيع العربي، وما أفرزته من ثورات مضادة، وصولاً إلى حصار دولة قطر.
وبدأ الكثير من أعضاء “المجلس الانتقالي”، فتح حسابات عديدة في وسائل الإعلام الاجتماعي، لا سيما التركيز على “تويتر”، ويشارك فيها نشطاء من داخل اليمن، وأيضاً مغتربون في دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات.
وتشير مصادر إلى أن الحسابات الوهمية التي تحمل أسماء جنوبية، تُظهر معرفاتها أنها موجودة في الإمارات.