تلقت ميليشيا الحوثي الإيرانية خسائر كبيرة منذ مطلع العام 2018 فقدت خلاله السيطرة على مناطق واسعة من الساحل الغربي اليمني وبذلك تقلصت قدرتها على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر واستخدام المنافذ البحرية ممرات لتهريب السلاح الإيراني، وهو ما دفع الميليشيا إلى توسيع جرائمها بحق السكان في المناطق المحررة.
وبالإضافة لخسارتها للمساحات الجغرافية خسرت الميليشيا الآلاف من عناصرها ومئات القادة الميدانيين ما أدى إلى انهيارات كبيرة في صفوفها وتقدم قوات المقاومة اليمنية المشتركة المسنودة بالتحالف العربي وصولاً إلى مدينة الحديدة.
وباتت جماعة الحوثي من ميليشيا «شبه دولة» إلى عصابة مارقة مصيرها الهزيمة الحتمية، وهو تحول ستكون له أبعاد استراتيجية من حيث حرق ورقة الميليشيا ضمن الأجندة الإيرانية التوسعية.
ومنذ عملية تحرير مدينة الخوخة نهاية العام 2017 ومع حلول بداية عام 2018 تمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة وقوات التحالف العربي من تحرير مديرية حيس ثاني مديريات محافظة الحديدة وقطع خط الإمداد الرئيسي الرابط بين الحديدة وتعز لتتغير طبيعة المعركة على الأرض وتنتقل إلى مديرية التحيتا والجراحي ومفرق زبيد.
رهان خاسر
راهنت ميليشيا الحوثي كثيراً على إطالة أمد المعركة في الساحل الغربي لكسب المزيد من الوقت الذي يسمح لها بالحشد والتعبئة الطائفية والحصول على اكبر قدر من السلاح الإيراني المهرب عبر البحر الأحمر استعداداً لمعركة الحديدة التي تعتبر بالنسبة لها معركة فاصلة ستحدد مصيرها ومستقبلها في واقع اليمنيين.
إلا أن التقدم المتسارع لقوات المقاومة اليمنية المشتركة المسنودة بقوات التحالف العربي أفشل رهان الميليشيا وداعميها، فبحلول النصف الثاني من العام الحالي 2018 كان الجيش اليمني مسنوداً بقوات التحالف العربي قد تمكن من تحرير خمس مديريات ساحلية واجتاز مسافة 170 كيلومتراً حتى وصل إلى البوابة الجنوبية لمدينة الحديدة.
ساحل حجة
إلى الشمال من محافظة الحديدة وفي مديريات حرض وميدي وحيران وعبس الساحلية التابعة لمحافظة حجة يخوض الجيش الوطني معركة ضارية ضد ميليشيا الحوثي، حيث كان الجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي قد تمكن من تحرير مديرية حيران وأجزاء من مديريات عبس ومستبأ وقطع خط الإمداد الرابط بين حرض والحديدة.
وفي مطلع أبريل من العام 2018 تم تكليف اللواء الأول قوات خاصة بفتح جبهة جديدة في محور حرض بالقرب من الحدود اليمنية السعودية حيث باشرت القوات الخاصة عملياتها العسكرية ضد الميليشيا الحوثية وتمكنت من تحرير سلسلة جبال أبو النار المطلة على وادي ومدينة حرض ابتداء من وادي المعاين وجبل الذراع.
وفي تصريح لـ«البيان» تحدث قائد اللواء الأول قوات خاصة، العميد محمد الحجوري، عن انجازات اللواء وأهمية المناطق التي حررها، مشيرا إلى أن القوات الخاصة توجت انتصاراتها في حرض بقطع خط الإمداد بين صعدة وحجة، والسيطرة على جبل الشبكة، أهم المواقع العسكرية في سلسلة جبل أبو النار التي فتحت البوابة الأولى لحرض.
وأضاف الحجوري: بعد إحكام السيطرة على جبل الشبكة الإستراتيجي وتحرير الطريق الدولي الرابط بين اليمن والسعودية تمكنت القوات الخاصة من تحرير الخط الرابط بين محافظة صعدة ومحافظة حجة والذي يصل مدينة حرض بسوق المزرق في صعدة.
خطوط الإمداد
ثم واصل لواء القوات الخاصة تقدمه في عملية التفاف ناجحة واستطاع دخول وادي حرض ووادي بن عبدالله وتحرير نقطة الشرطة بين حرض والمزرق وتحرير وادي الزغلول والإلتفاف على جبل الهيجة والقرى الريفية المحاذية لمدينة حرض وأهمها بني الحدداد والشليلة والدشوش والجربية وجبل الخزان والوصول على مشارف مثلث عاهم من الجهة الشرقية وتحرير مواقع مجاورة لجبل الحصنين ومعسكر المحصام آخر ثكنات الميليشيات الحوثية في مديرية حرض.
وخلال هذه الانتصارات تم قطع الكثير من خطوط الإمداد الرملية التي تعتمد عليها الميليشيا كطرق إمداد فرعية بعد محاصرتها في مدينة حرض.
قطع الإمدادات
مثل تحرير الخط الساحلي الممتد بين مدينتي الخوخة والحديدة ضربة قاصمة للحوثيين، تبعه تحرير مديرية الدريهمي ذات الموقع الاستراتيجي الذي مكن قوات المقاومة من الانطلاق نحو كيلو 16 وقطع خط إمداد الميليشيا الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء بالإضافة إلى خط الإمداد المؤدي إلى زبيد وبيت الفقيه والجراحي.
وفي الأشهر الأخيرة من هذا العام كانت قوات المقاومة المشتركة قد أعدت خطة محكمة لتطويق المدينة والوصول إلى اقرب نقطة من ميناء الحديدة وقد تحقق منها الكثير حيث أصبحت عملية التطويق شبه مكتملة مع تحرير الأحياء الشرقية والجنوبية من المدينة ولم يعد يفصل المقاومة عن الميناء سوى خمسة كيلو مترات.