أثار القرار الأمريكي بسحب بطاريات الدفاع الجوي الصاروخي “الباتريوت” والمضادة للصواريخ الباليستية، من البحرين والكويت والأردن، التساؤلات حول أسباب هكذا قرار في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما مع إيران وحلفائها في المنطقة.
وتطرح التساؤلات، في دلالات هذا القرار الأمريكي، وأسبابه، ومدى تأثيره على الدول الثلاث والتي تعد مناطق تماس مع إيران وحلفائها، فهل تركت الولايات المتحدة، الساحة لإيران وحلفائها، أم أن لها أغراض أخرى من هذا القرار؟.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قالت في تقرير لها، الأربعاء، نقلا عن مسؤولين عسكريين أمريكيين إن الولايات المتحدة ستسحب البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ من الشرق الأوسط، خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وفي هذا الصدد، أبدى المفكر الكويتي، عبد الله النفيسي في تغريدات له على حسابه في “تويتر”، مخاوفه من القرار الأمريكي، والذي رآه بأنه قد يسبق حربا على إيران.
وقال النفيسي في تغريد له على حسابه في “تويتر”: “لا أريد أن أبدو متشائما ولكن سحب الباتريوت الأمريكي من الكويت يذكرني بمقابلة السفيرة جلاسبي مع صدام قبيل الغزو بأيام. تلك كانت رسالة لصدام وهذه لإيران؟ هل أنا مصيب في ذلك؟ أسأل الله أن أكون مخطئا، لكن الحليف الأمريكي عجول في دخول الحروب”.
وأضاف أن “دخول الحروب على عجل، تلك سيرة الحليف الأمريكي، فعلها في كوريا 1953 وخليج الخنازير 1961 وفيتنام 1975 والعراق 2003 ..إلخ وكانت العاقبة كارثية، إنه ينطلق من غطرسة القوّة ويحتمي بالمحيط الأطلسي، أما الشعوب فعليها أن تتحمل النتيجة وفق نظرية أولبرايت”.
أغراض أخرى
من جهته قال النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، ناصر دويلة، إن دلالات القرار الأمريكي، ينصب على أنه “تهديد أمريكي، وتطبيق مبدأ الرئيس دونالد ترامب، الذي قال في خطابه أمام الأمم المتحدة، أنه على دول الأوبك أن تخفض من أسعار البترول، وإلا لن نكون مستعدون لحمايتها”.
الأردن الحلقة الأضعف
وأوضح في حديثه، أن الأردن تشكل الحلقة الأضعف من القرار الأمريكي، والتي تعتمد في نظامها الدفاعي من الباتريوت التابعة للجيش الأمريكي، ولا تمتلك خيار آخر.
وأشار الدويلة، إلى أن الولايات المتحدة تريد معاقبة الأردن بسبب مواقفها الأخيرة تجاه نقل السفارة الامريكية إلى القدس المحتلة، وقضية الأونروا واللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف، أنه على الرغم من الضغط الأمريكي على الكويت والبحرين، فإن لدولة الكويت، منظومتها التي تمتلك من تلك الصواريخ الدفاعية، وتغطي المناطق الحيوية، وأما البحرين، فلوضعية الجيش الأمريكي هناك، له بعد خاص، فلا تستطيع الولايات المتحدة من تجريد جيشها من منظومة الدفاع الجوي.
وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، علقت الأربعاء إن ما يتردد عن سحب الولايات المتحدة بعض البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ الباتريوت من الكويت ودول أخرى بالمنطقة إجراء داخلي روتيني.
من جهته قال المختص في العلاقات الدولية، علي باكير، إن التفسير الأمريكي بسحب الباتريوت من تلك الدول، غير مستساغا، وغير منطقي، لا سيما وأنّه سبق لواشنطن أن استخدمت نفس الحجة المتعلقة بإجراء تعديلات وتحسينات على بطاريات الصواريخ قبل سحبها من تركيا إبان النزاع الذي نشب مع روسيا، لكن واشنطن لم تعدها إلى تركيا حتى هذه اللحظة”.
ابتزاز أمريكي
ورأى باكير، في مقال له في “عربي21“، أن أمريكا تسعى لتخفيف مسؤولياتها في المنطقة، وتلقي المزيد من الأعباء على الدول الخليجية النفطية، وابتزازها، في سعي الرئيس الأمريكي لتحميل الدول الخليجية نفقات الحماية الأمريكية، والدفع أكثر، وتقديم المزيد من الامتيازات لواشنطن.
وأضاف، أن “الدول الثلاث التي يشملها القرار الأمريكي، من أكثر الدول حساسية إزاء التهديدات الصاروخية المتزايدة من إيران وحلفائها في المنطقة، لقربها من مناطق انتشار ترساناتها الصاروخية، لذلك فإن قرار نقل واشنطن لمنظومات باتريوت من المنطقة يبدو مغايراً للتطورات على الأرض”.
وأوضح، باكير أنه بعد سحب الباتريوت الأمريكي من تلك الدول، يصبح الخطر عليها مضاعفا، فالأردن قريبة من الترسانة الصاروخية لحزب الله اللبناني، الذي تغذيه إيران بالصواريخ الباليستية، إلى جانب توسع دائرة التسليح لميليشيات إيران في مناطق أخرى في العراق واليمن”.