اتهمت وزيرة الخارجية الهندية “سوشما سواراج”، باكستان، بإيواء “إرهابيين”، رافضة اتهام الأخيرة بأن نيودلهي تقوم بعرقلة محادثات السلام مع إسلام أباد.
جاء ذلك في كلمة ألقتها “سواراج” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، أمس السبت.
ووصفت الوزيرة الهندية اتهام باكستان بأن بلادها تقوم بتخريب محادثات السلام بين البلدين بأنها “مجرد كذبة”.
إلا أن إسلام أباد سرعان ماردّت، بعد ساعات، على المزاعم الهندية، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووجهت إليها اتهاما بتمويل الإرهابيين.
وأشارت “سواراج” في كلمتها إلى أن “أسامة بن لادن” (زعيم تنظيم القاعدة السابق) كان يعيش بسلام في باكستان، قبل أن يعثر على مكانه ويقتل من قبل القوات البحرية الأمريكية.
وأضافت أن العقل المدبر لهوم مومباي في 2008 والذي قتل فيه 168 شخصا، ما يزال “يطوف في شوارع باكستان فالتا من العقاب”.
وقالت الوزيرة الهندية: “في حالتنا، الإرهاب لا يولد في أراض بعيدة عنا، لكن عبر حدودنا ونحو الغرب”، في إشارة إلى جارتها باكستان.
وأضافت: “إن مهارة جارتنا لا تقتصر على أسس تفريخ الإرهاب، لكنها أيضا خبيرة في محاولة إخفاء الحقد بالازدواجية اللفظية”.
يشار أن “سواراج” ونظيرها الباكستاني “شاه محمود قريشي” كان من المفترض أن يلتقيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع، إلا أن الهند ألغت الاجتماع، بعد يوم واحد فقط من الاتفاق على عقده.
وأرجعت وزارة الخارجية الهندية إلغاء اللقاء، إلى مقتل أفراد أمن هنود في كشمير، وصدور طوابع بريدية في باكستان، في 24 يوليو/تموز الماضي، عليها صور بعض الباكستانيين الذي قتلوا في كشمير على يد جنود الجيش الهندي.
فيما وصفت باكستان أسباب الهند بأنها “ذرائع حتى تتمكن من تجنب إجراء محادثات قبل انتخابات عامة مقررة العام المقبل”.
وقالت وزيرة الخارجية الهندية في كلمتها أمس، في السياق ذاته: “لقد قبلنا الاقتراح (لعقد اللقاء. لكن بعد مرور ساعات قليلة على قبولنا، وردتنا أنباء عن قيام إرهابيين بقتل أحد جنودنا”.
وتابعت: “هل هناك مؤشر للرغبة في الحوار”.
وزير الخارجية الباكستاني ردّ، بدوره، على تصريحات نظيرته الهندية، وقال هذه المرة الثالثة التي تلغي فيها الإدارة الهندية الحالية محادثات مقررة بيننا.
وأضاف: “في كل مرة (تلغيها) لأسباب واهية”.
وأضاف في كلمته التي ألقاها بالجمعية العامة أمس أيضا أن بلاده “تواصل محاربة الإرهاب الممول والميسر والمنسق من قبل جارتنا الشرقية”، (في إشارة للهند).
ولفت أيضا إلى الهجمات الإرهابية التي وقعت في بلاده، بما فيها تلك التي استهدفت مدرسة عسكرية، في مدينة بيشاور (شمال غرب) وراح ضحيتها أكثر من 150 طفلا، قائلا إن تلك الهجمات نفذها “إرهابيون مدعومون من الهند”، بحسب ما نقلت وكالة” أسوشييتد برس”.
وقال “قريشي” إن “نزاع جامو وكشمير الذي لم يحلّ بعد يعيق تحقيق هدف السلام الدائم بين البلدين”.
وأضاف: “على مدى أكثر من سبعين عاما ظل النزاع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، وهو وصمة عار على جبين الإنسانية”.
وتتنازع الهند وباكستان على إقليم كشمير الذي تقطنه غالبية مسلمة.
ويطالب الكشميريون بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان، منذ انتهاء الاستعمار البريطاني عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند ثلاثة حروب في أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
ومنذ 1989، قتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب جهات حقوقية، مع استمرار أعمال مسلحة من قبل جماعات إسلامية ووطنية ترفض سيطرة الهند على الإقليم.