حذر مسؤولو العمل الإنساني في الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع في اليمن ومخاطر حدوث مجاعة قد تودي بحياة أعداد هائلة من اليمنيين.
جاء ذلك في فعالية عقدها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حول اليمن عشية بدء المداولات العامة رفيعة المستوى للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة.
ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جاءت من صنعاء للمشاركة في الاجتماع والحديث عما تشهده بشكل مباشر على الأرض في بلد يحتاج ثلاثة أرباع سكانه إلى شكل من أشكال الحماية والمساعدة.
“75% من سكان اليمن يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية، لا يوجد بلد آخر في العالم تحتاج نسبة أكبر من سكانه إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة. 80% من أطفال اليمن، أي 11 مليون طفل، يحتاجون المساعدة. يموت طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق لأسباب مرتبطة بالحرب. تفيد تقديراتنا بأن 10 آلاف طفل قد لقوا حتفهم بسبب الأزمة الإنسانية. 50% من كل الأطفال في اليمن مصابون بالتقزم، يعني هذا أنهم لن يتمكنوا أبدا من الوفاء بإمكاناتهم الكاملة.”
وأضافت أن عشرة ملايين يمني آخر سيواجهون أوضاع ما قبل المجاعة بنهاية العام الحالي إذا لم يتم فعل ما يغير الوضع الراهن.
كما تحدثت المسؤولة الدولية عن تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع قيمة العملة اليمنية، وقالت إن كل مرة يقل فيها الريال اليمني ولو حتى بنسبة مئوية ضئيلة، تصبح عشرات آلاف الأسر غير قادرة على شراء احتياجاتها الأساسية اللازمة لبقائها على قيد الحياة.
وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن يبلع سعر الريال 1000/1 من الدولار، ليواجه 12 مليون يمني خطر التضور جوعا.
شارك في الفعالية هيلي ثورنينغ شميت الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة الذي تحدث عن صعوبة توصيل المساعدات الأساسية مثل الغذاء والدواء لأكثر المحتاجين، بسبب نقاط التفتيش والحواجز وتبادل إطلاق النار.
“أحيانا يزداد الوقت الذي نقضيه عند نقاط التفتيش عما نستغرقه لتوصيل المساعدات للمحتاجين. ويبدو أننا أصبحنا نتقبل أن ذلك الوضع لا يمكن أن يتغير. نتحدث عن كل هذه الأعداد من المحتاجين، ولكن يجب ألا ننسى أن هذه الأزمة من صنع البشر وأن البشر هم من يستطيعون تغيير هذا الوضع.”
وكان منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك قد حذر أمام مجلس الأمن يوم الجمعة من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح.
وأمام الصحفيين قال لوكوك:
“إننا نخسر الحرب ضد المجاعة. الوضع قد تدهور بشكل مثير للقلق خلال الأسابيع الأخيرة. قد نقترب الآن من نقطة اللاعودة، سيكون من المستحيل بعدها منع وقوع خسارة هائلة في الأرواح نتيجة انتشار المجاعة بأنحاء اليمن.”
ويعاني نحو 18 مليون شخص، من بينهم نسبة عالية من الأطفال، من انعدام الأمن الغذائي. ولا يعرف 8 ملايين يمني كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، وتشتد حاجتهم للمساعدات الغذائية الطارئة ليبقوا على قيد الحياة.
وأفاد المسؤول الدولي بأن الأوضاع في اليمن تتدهور بسبب تطورين هما الضغوط الهائلة على الاقتصاد التي ترجمت إلى انخفاض في قيمة العملة اليمنية، والثاني هو تصاعد القتال خلال الأسابيع الأخيرة حول الحديدة.