المتابع للمجلس الإنتقالي التابع للإمارات والمطلع على أدق التفاصيل يعي ان هيئة رئاسة الانتقالي قد ضمت المتناقضات والأضداد وشكل الانتقالي بخليط من المؤتمر والاصلاح والاشتراكي وغيره من المكونات التي كانت ولا زالت لاتؤمن بالقضية الجنوبية ولاتمت لها بصلة لا من بعيد او من قريب.
حيث ان كل عضو في هيئة رئاسة الانتقالي يحمل مشروع مغاير لما يتغنى به الانتقالي ويوهم به البسطاء وجمعتهم الظروف والممون والزمهم بالقبول ببعض مؤقتا كمحطة عبور مؤقتة غير ثابتة المبدأ والهدف.
ومؤخرا بدأت تظهر الى السطح الخلافات الحادة في هيئة رئاسة الانتقالي التابع للإمارات لتنذر بقرب بداية تفككه داخليا لاسيما أن الاحتكاكات والخلافات بدأت بين العنصرين الأهم والأكثر سيطرة وفاعلية في هيئة الرئاسة وهم رئيس المجلس ونائبه (الزبيدي / هاني بن بريك).
وتمثلت تلك الاحتكاكات والخلافات بأعلان اطلقه مؤخرًا فصيل هاني بن بريك الأعلامي عبر الناشط الإعلامي مختار اليافعي, رئيس تحرير صحيفة, عدن 24, التابعة لنائب رئيس المجلس الإنتقالي, الشيخ, هاني بن بريك, عن إقامة المجلس الانتقالي محاضرة بعنوان: (الجنوب: ومستقبل المنطقة. تحديات – وطموح).
ليأتي الرد سريعا من فصيل عيدروس الزبيدي الاعلامي عبر صحيفة 4 مايو ليطلقوا تحذير ودعوة من الأمانة العامة للمجلس الإنتقالي, لوسائل الإعلام لإستسقاء الأخبار من مصادرها, نافية خبر تنظيمها للمحاضرة!!
مثل هكذا أحداث فوضوية تنذر بالفشل, وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك, عمق الخلافات السياسية بين فصيلي هرمي قيادة المجلس (الزبيدي/هاني بن بريك) في إطار مشروع رئاسة المجلس الإنتقالي, ومثل هكذا احتكاكات مبكرة تثبت بما لايدع مجالا للشك ان وحدة الأضداد والخليط المشكل برئاسة الانتقالي بدأت تتفك وستتسع الفجوة لاحقا كون كل طرف من الفصيلين يحاول إدارة دفة القيادة بالمجلس ولاتجمعهم نقاط مشتركة إطلاقا سواء واحدية الممول (الإمارات) .
ويرى الكثير من السياسيون أن تفكك وتصدع رئاسة الانتقالي باتت قريبة جدا نظرا لعدم وجود رؤية حقيقية ومشروع جاد أمام القائمين عليه كمشروع وطني شامل.
ولايخفى على الجميع أن المجلس الإنتقالي, قد أنشئ من قبل الإمارات كردة فعل عقب إقالة الحكومة الشرعية عددا من المسؤولين الموالين والتابعين للإمارات وأبرزهم ( محافظ العاصمة عدن – اللواء, عيدروس قاسم الزبيدي, ووزير الدولة, هاني بن بريك) وأتى هذا المشروع التابع للامارات في وقت كان الشارع يبحث عن كيان يمثله وييدافع عن قضيته وحقوقه لذا الذي كان يعول عليه الكثير من البسطاء, كحامل سياسي جنوبي, ولكنه أصبح مع مرور الوقت مخيبا لآمالهم, نتيجة لممارسات وحماقات أتباعه الذين عملوا على التفرقة العنصرية, وإثارة الكراهية والنعرات المناطقية, بطريقة سيئة (إذ لم تكن “تبعي” فأنت إرهابي تعمل مع إيران). وكذلك التهديد والوعيد والتحريض ضد القوى السياسية كالأحزاب من ممارسة أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن.
تلك الأفعال التي كانت حاضرة في الساحة المحلية, أثرت سلبا على المجلس الانتقالي في المحافل الدولية, فقد ذكر -المجلس الإنتقالي الجنوبي- في العديد من التقارير الدولية, كطرف مسلح وعائق رئيسا لعودة عمل الحكومة الشرعية من المناطق المحررة, يعمل على إنتهاك الحقوق والحريات, وزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والإجتماعي.
وفي اللقاء الذي عقد مساء الإثنين, الثالث من شهر سبتمبر, في مقر الأمانة العامة للمجلس الإنتقالي, تحدث الشيخ, هاني بن بريك, عن مشاركة الإنتقالي في المفاوضات, موضحا, بأن المجلس وضع شروط للمشاركة في مفاوضات جنيف, وفي حال وجدتمونا مشاركين في المفاوضات فذلك يعني ان شروطنا تحققت.
مؤكدا, بأن هناك محاولات لإفشال مشاركة الإنتقالي في مفاوضات جنيف.
وقال مصدر مقرب من قيادة المجلس الإنتقالي, رفض المبعوث الأممي, السيد, مارتن جريفثس, التعامل مع أي فصيل سياسي مسلح, خارج إطار النظام والقانون.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه, أن أعضاء هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي, يعيشون اليوم, حالة من التخبط والتوتر والقلق النفسي, بسبب عدم القدرة على مواجهة التحديات التي تواجهها لتولي إدارة وتمثيل المحافظات الجنوبية -محليا ودوليا؛ كما جاء في بيان تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي.
وحمل سياسيون, المجلس الإنتقالي الجنوبي, تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية والخدمية, بسبب عدم إعطاء الفرصة للحكومة لممارسة مهامها بشكل مباشر.
وتعيش العاصمة عدن, حالة من الفوضى والإنفلات الأمني في ظل تشكيل قوات عسكرية وأمنية تابعة للتحالف وتحديدا الإمارات, لا تخضع لرقابة الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والدولة.
*الوطن العدنية