تحقق لجنة التجارة العادلة اليابانية فيما إذا كانت شركة آبل قد ضغطت بشكل غير صحيح على شركة ياهو اليابانية من أجل إغلاق منصة بث الألعاب التي تتنافس مع متجر تطبيقاتها المسمى آب ستور المخصص لتطبيقات نظامها آي أو إس iOS.
وكانت خدمة Game Plus المستندة إلى الويب والتي تم إطلاقها في شهر يوليو/تموز 2017 من قبل شركة ياهو اليابانية قد سمحت للأشخاص ببث ألعاب كاملة تم إنشاؤها لمنصات أخرى ولعب ألعاب HTML5 على الهواتف المحمولة الأمر الذي كان سيسمح لمالكي هواتف آيفون بالحصول على الألعاب دون المرور عبر متجر التطبيقات.
وأفاد تقرير صادر عن صحيفة Nikkei اليابانية أن ياهو اليابان قد خفضت ميزانية البرنامج في الخريف الماضي، وذلك بعد أشهر قليلة من إطلاقه، وتوقفت عن الترويج للخدمة، وأخبرت العديد من شركاء الأعمال بأنها لجأت إلى ذلك بسبب تعرضها لضغط وراء الكواليس من قبل شركة آبل، ويقال إنها بدأت في تقديم الشكاوى إلى لجنة التجارة العادلة اليابانية ووزارة الصناعة في نفس الوقت تقريبًا.
وتعتبر هذه الخطوة أحدث خطوة من قبل المنظمين اليابانيين للتصدي للسلوكيات المناهضة للمنافسة من جانب شركات التكنولوجيا الأمريكية، ووفرت خدمة ياهو اليابانية قيودًا أكثر مرونة بالنسبة للمطورين فيما يتعلق بالمبيعات والرسوم وتحديثات البرامج أكثر من متجر آبل للتطبيقات، ووافقت 52 شركة على المشاركة في الخدمة، بما في ذلك صانع الألعاب الشهير Square Enix.
ويمكن لشركة ياهو أن تجمع البيانات من أكثر من 60 مليون مستخدم نشط شهريًا، بما في ذلك سجلات البحث والإعلانات ومعلومات الدفع، وذلك في سبيل مساعدة ناشري الألعاب على بيع وإنشاء ألعاب جديدة، وكان من المتوقع توسيع المنصة لتشمل مجالات أخرى مثل برمجيات الأعمال، وبناء اقتصاد بيانات فريد من نوعه لليابان، لكن Square Enix سحبت في شهر أبريل/نيسان لعبة Antique Carnevale الجديدة المطورة خصيصًا لخدمة Game Plus خارج المنصة.
وتعتمد شركة ياهو اليابانية على شركة آبل الأمريكية في الحصول على جزء من أرباحها على شكل مبيعات من خلال متجر تطبيقاتها، وبلغ سوق تطبيقات اليابان 13 مليار دولار في العام الماضي، ويمثل متجر التطبيقات بالنسبة لآبل مصدر دخل كبير إلى جانب كونه طريقة لبناء نظام متكامل من مطوري البرامج والمعلنين، بحيث شكلت استراتيجية ياهو اليابانية تهديدًا مباشرًا لهذا النموذج من الأعمال.
وتقوم لجنة التجارة العادلة اليابانية بجمع المعلومات حول الوضع، وتعتقد أن ما قامت به آبل يشكل تدخلًا في أعمال ياهو، وهو أمر محظور بموجب قانون مكافحة الاحتكار، ويقال إن مجموعة سوفت بانك SoftBank قد تدخلت، وتعتبر المجموعة الاستثمارية أكبر المساهمين وحملة الأسهم في شركة ياهو، كما أنها تجمع المدفوعات التي يدفعها مشتركو الهواتف المحمولة إلى متجر آب ستور App Store وشركة آبل وتحتفظ بجزء من الإيرادات لنفسها.
وتعد قضية ياهو مثالًا واحداً فقط على التدقيق المتشدد الذي قامت به مؤخراً لجنة التجارة العادلة اليابانية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية الأربعة الكبرى جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون، وكانت شركة آبل قد تحركت خلال الشهر الماضي لتعديل الاتفاقيات مع أكبر ثلاث شركات موفرة لخدمات المحمول في اليابان بعد أن وجدت الوكالة أنها أجبرتهم على قبول شروط غير مواتية.
واستخدمت شركات آبل وفيسبوك وجوجل وأمازون الأموال، إلى جانب تأثيرهم في مجال صناعة التكنولوجيا، لإلحاق الضرر بالمنافسين قبل أن يشكلوا تهديدًا، حيث أنفقت تلك الشركات أكثر من 80 مليار دولار على عمليات الاستحواذ المتعلقة بمنافسين محتملين مثل عملية استحواذ فيسبوك على منصة إنستاجرام وخدمة التراسل واتساب، واستحواذ أمازون في عام 2009 على شركة الأحذية الناشئة Zappos.
تجدر الإشارة إلى اتخاذ سلطات مكافحة الاحتكار في جميع أنحاء العالم نمطًا أكثر صرامة ضد الأربعة الكبار، لكن لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله حيال هذا الاتجاه المتمثل في استيعاب المنافسة أو سحقها بسرعة، ويقول سكوت جالاوي Scott Galloway، أستاذ التسويق في جامعة نيويورك، إن الأربعة الكبار أصبحوا بمثابة عائق أمام المنافسة أكثر من كونهم مبدعين، مضيفًا أن التشريعات الحالية ليست كافية لمعالجة المشكلة.