نشرت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي تجعل العائلة المالكة البريطانية تكره الثوم، وخاصة رائحته.
وفي حقيقة الأمر، تم الكشف مؤخرا أن للعائلات الأرستقراطية ميولاتها الخاصة بها وأذواقها التي تختلف عن عامة الناس في ما يتعلق بعالم المطبخ والنكهات.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن العائلات الأرستقراطية، ومن بينها العائلة المالكة البريطانية، يحبون الجبن والبيض. في المقابل، لا يحبذ ملوك بريطانيا الثوم، النكهة التي يفضلها الكثيرون، خاصة الإسبان.
وبينت الصحيفة أن الثوم من المكونات الغذائية التي لا تغيب عن غالبية المطابخ. لكن، يوجد بعض الأشخاص الذين لا يحبون الرائحة التي يختص بها الثوم، على غرار الإسكندنافيين والأنجلوسكسونيين.
وقد تم الكشف عن هذه المعلومة في برنامج ماستر شيف أستراليا، الذي شهد زيارة دوقة كورنوال، كاميلا باركر باولز.
وذكرت الصحيفة أنه خلال هذه المناسبة، كشفت دوقة كورنوال عن العديد من الأسرار حول النظام الغذائي للعائلة البريطانية.
وقد أكدت كاميلا باركر باولز أنه حتى ولي العهد البريطاني، الذي يحب تذوق كل شيء، قد وضع خطا أحمر أمام الثوم، لأنه لا يحب تناول الأطعمة التي تحتوي على هذا المكون. وعلى هذا النحو، تم منع هذا الغذاء من جميع المناسبات الملكية.
وفي حديثها مع المشاركين في برنامج ماستر شيف أستراليا، قالت دوقة كورنوال إنه “لا يتم استعمال الثوم بتاتا في المطبخ الملكي”.
ولتبرير هذا النفور من هذا المنتج، أشارت الدوقة إلى أن “جميع أفراد العائلة المالكة لا يمكنهم السماح بانبعاث روائح سيئة من الفم، مثل التي يخلفها الثوم، أمام الضيوف خلال المناسبات القليلة التي يشاركون فيها”.
وأوردت الصحيفة أن زوجة الأمير تشارلز اغتنمت فرصة زيارة برنامج ماستر شيف للإشارة إلى الأطعمة التي يحبذها زوجها؛ على رأسها البيض والجبن. ونقلت أن “الأمير تشارلز يحب منتجات الحليب بشكل كبير، ويعد أيضا من عشاق الجبن”.
ولهذا السبب، يحب ولي العهد كل الأطعمة التي تحتوي على الجبن. كما أن البيض المضاف إلى أطباق الخضار، من المأكولات المفضلة بالنسبة له”.
وأوضحت الصحيفة أنه ليست هذه المناسبة الأولى التي تكشف فيها العائلة المالكة البريطانية عن نفورها من الثوم.
وقبل بضع سنوات، وبمناسبة الزيارة الرسمية التي أدتها الملكة إليزابيث إلى إسبانيا، أعد الطباخ الملكي، خوان ماري أرزاك، أشهر أطباقه للملكة البريطانية؛ ألا وهو طبق ‘ميرزا آلا فاسكا’ المعدّ من سمك النازلي والمصاحب بالصلصة الخضراء.
وعلى الرغم من أن هذه الصلصة تعتمد في مكوناتها على الثوم، إلا أنه تم استبدال البصل بهذا المكون، كي لا يثير هذا الطبق الشهير انزعاج الملكة إليزابيث الثانية.
وأوردت الصحيفة أن نفور الأرستقراطيين من الثوم أمر لم تخترعه العائلة المالكة البريطانية، إذ تعود جذوره إلى سنوات بعيدة.
وقد أشارت العديد من المؤلفات إلى هذه الظاهرة القديمة بين الملوك والنبلاء، من بينها الرواية الشهيرة، دون كيخوتي. وفي هذه الرواية، سلط الكاتب ميغيل دي ثيربانتس الضوء على هذا النفور في العبارات التي وردت على لسان العبقري النبيل، دون كيخوتي.
وأضافت الصحيفة أنه توجد العديد من الدلائل والعينات على النفور من الثوم في الحياة اليومية وفي الروايات الأدبية.
لكنّ هذا الكره تجاه الثوم يبدو جليا بشكل أكبر بين الأغنياء والعائلات الملكية. ولا يعد هذا النفور من الثوم حكرا على العائلة الملكية البريطانية. وعلى سبيل المثال، منع الملك القشتالي، ألفونسو دي كاستيا، دخول الثوم إلى قصره.
وربما، يعود هذا النفور من الثوم إلى سمعته السيئة بين الكثيرين، نظرا لأنه يخلف رائحة كريهة في الفم. ومن الأسباب الأخرى التي تفسر هذا الرفض تجاه الثوم، نذكر أنه مكون يرتبط اسمه بالأطعمة التي يتناولها الفقراء والفلاحون.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من هذا الرفض والنفور، إلا أن الثوم يعد من أشهر الأدوية الطبيعية بفضل الخصائص التي يتميز بها.
ومنذ أقدم العصور، نصح كل من هوميروس وأبقراط وأبيسيوس بتناول الثوم واستعماله لعلاج العديد من المشاكل الصحية.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الثوم له فوائد كبرى. وعلى وجه الخصوص، أن الثوم يمنع انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.
ودافعت العديد من الدراسات عن هذا المكون، وأشادت منظمة الصحة العالمية بفوائده. وفي أحد تقاريرها، أكدت المنظمة أن الثوم يحسن الدورة الدموية نظرا لأنه غني بالفيتامين ب، ويقوي جهاز المناعة، ويساعد على التخلص من السموم ويحمي البشرة ويجدد خلاياها.