أفادت وسائل إعلام أن عشرات المصانع المحلية أغلقت أبوابها وأوقفت الإنتاج في الحديدة كما أغلقت مراكز التسوق والمحلات التجارية فيما يُسجل نزوحاً لرؤوس الأموال وذلك على وقع المعارك التي تدور جنوبي المدينة الساحلية الواقعة غربي اليمن.
وقالت مصادر تجارية لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية: “إن مجموعة إخوان ثابت التي تعد ثاني أكبر مجموعة صناعية وتجارية على مستوى البلاد أغلقت مصانعها الواقعة بالقرب من الجهة الغربية للمطار حيث تدور المعارك”.
وتملك المجموعة مصانع للسمن والصابون والألبان والزيوت الطبيعية والمطاحن وصوامع للغلال والأغذية الخفيفة.
وأوضحت المصادر التجارية أن مصانع “نانا” التابعة لمجموعة “عبد الجليل ردمان” ومصانع مجموعة “إخوان ثابت” قامت بإخلاء مخازنها من المواد في شاحنات إلى أماكن بعيدة عن المعارك “خوفاً من تعرض المخازن للدمار وتحسبا لحدوث عمليات نهب”.
ويتخوف ما تبقى من القطاع الصناعي والتجاري من دمار سيلحق بالمنشآت القريبة من المطار والمصانع الواقعة في شارع 16 عند مدخل المدينة الجنوبي حيث ستحاول القوات الحكومية التقدم باتجاه ميناء الحديدة كما يتخوف من حدوث عمليات نهب للمصانع ومخازن السلع والمواد.
وأعلنت القوات الحكومية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية الإثنين الماضي سيطرتها على مطار الحديدة بعد يومين من المعارك تمكنت خلالها من طرد مليشيا الحوثي.
وانسحب ما تبقى من قوات الحوثيين إلى داخل الأحياء السكنية بمدينة الحديدة ما ينذر بحرب شوارع مدمرة.
من جانب آخر أكد الباحث والمحلل الاقتصادي حسام السعيدي للصحيفة أن “معركة الحديدة” ستلقي بتداعيات خطيرة على النشاط الصناعي والتجاري في المدينة لكنها من ناحية أخرى ستعمل على تجفيف موارد الحوثيين.
وقال: “سيعمل تحرير الحديدة على تقليل قدرة الحوثيين على تمويل الحرب حيث تمثل أهم مدينة يمنية تمدهم بالمال من خلال الضرائب على القطاع التجاري والصناعي وإيرادات الميناء وعائدات الثروة السمكية والزراعية”.
وأشار الباحث اليمني إلى أن القطاع الصناعي في الحديدة سيتأثر بالحرب الدائرة حالياً لكنه سوف ينتعش لاحقاً في أعقاب تحرير المدينة حيث “سيتخلص من ممارسات الابتزاز التي يفرضها الحوثيون من خلال الإتاوات والضرائب غير القانونية”.
وقال الموظف بالقطاع الخاص زكريا عبد الصمد للصحيفة “توقفت مظاهر الحياة في المدينة على وقع العمليات العسكرية وتعطّل النشاط التجاري والصناعي وهرب الكثير من التجار وموظفي القطاع الخاص من الحرب إلى مدن مجاورة تاركين الفقراء يواجهون مصيرهم”.
وتشير الصحيفة إلى أن أسواق المدينة تشهد حالة من الهلع وأزمة خانقة في البنزين والديزل والغاز المنزلي وكذلك طوابير من المركبات أمام محطات الوقود مع ارتفاع الأسعار.
والحديدة هي رابع أكبر المدن اليمنية من حيث الأهمية وتعتبر مركزاً تجارياً واقتصاديا للبلاد وتوجد فيها المقرات الرئيسية لكبريات شركات الملاحة البحرية والشركات الصناعية والتجارية التي تشغل آلاف الموظفين والعمال.