تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية منذ انقلابها على السلطات الشرعية قبل أكثر من ثلاثة أعوام ارتكاب سلسلة مستمرة من الانتهاكات بحق الأكاديميين بجامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية تنوعت بين القمع والإذلال والاختطافات والتجويع والملاحقات والفصل الوظيفي.
ومنذ الثلاثاء المنصرم يتواصل اختطاف ستة أكاديميين يعملون في جامعة صنعاء في سجون المليشيات التي أوقفتهم في نقطة نقيل يسلح جنوب العاصمة صنعاء بينما كانوا في طريقهم إلى عدن لاستلام مرتباتهم وقامت باختطافهم وزجهم في سجون مجهولة.
وقبل الاختطاف كان الأكاديميين المختطفين في طريقهم الى العاصمة المؤقتة عدن لاستلام مرتباتهم بعد تدهور وضعهم المعيشي نتيجة إيقاف الحوثيين لمرتباتهم وكل موظفي الدولة لما يقارب العامين.
نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء في بيان استنكرت اختطاف الأكاديميين الستة داعيةً الى سرعة الإفراج عنهم والكف عن ما وصفتها “الممارسات الخارجة عن الدستور والقانون”.
ودعا بيان النقابة منظمات المجتمع المدني وكافة الهيئات والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان الوقوف إلى جانب النقابة بغرض تحرير الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس المختطفين لدى الحوثيين مؤكدة أن بيانها بمثابة بلاغ للنائب العام وأنها “تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ كافة الطرق القانونية الكفيلة بضمان حقوق منتسبيها”.
كما يختطف الحوثيون في سجونهم بصنعاء منذ أكثر من عامين أكاديميين وكوادر بارزة بينهم أستاذ اللسانيات بجامعة صنعاء وأحد أبرز علماء اللغة في اليمن الدكتور يوسف البواب الذي يتعرض لمعاملة وحشية في سجون الحوثيين بحسب مصادر مقربة من أسرته.
معاناة أساتذة الجامعات:
يقول أكاديميون بجامعة صنعاء في تصريحات أنهم يعانوا وضعاً مزرياً وبات أطفالهم يتضورون جوعاً جراء استمرار توقف مرتباتهم لما يقارب العامين الى جانب الاعتداءات التعسفية التي تطالهم من قبل المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على جامعة صنعاء.
والحالة المعيشية الصعبة التي يعانيها الأكاديميون في جامعة صنعاء تعيد للأذهان لواقعة وفاة الأكاديمي البارز في الجامعة عمر العمودي نهاية أغسطس من العام الماضي 2017م في شقته نتيجة الجوع الشديد قبل أن يكتشف جيرانه جثته بعد مرور 12 يوما على وفاته.
الى ذلك أقدمت مليشيا الحوثي الأسبوع الماضي على إيقاف 1500 أكاديمي وإداري من جامعة صنعاء ضمن الـ (25000) موظف الذين أعلنت المليشيات في وقت سابق إقصاءهم من القطاع المدني وكان نصيب جامعة صنعاء الأكبر من هذه الإقصاءات التعسفية وغير القانونية.
فصل وإقصاء تعسفي:
واعترف القيادي الحوثي المدعو “طلال عقلان” الذي عينته جماعة الحوثي الانقلابية وزيرًا للخدمة المدنية والتأمينات (في الحكومة الانقلابية غير المعترف بها محلياً ودولياً) إن وزارته نجحت في تنظيف 25 ألف حالة من كشف رواتب موظفي الدولة في القطاع المدني خلال الفترة الماضية.
مؤكداً أن هذا الإجراء يأتي كمرحلة أولى من عملية الاستبعاد.
وأواخر ديسمبر 2017م أقدمت مليشيا الحوثي على تعيين ما يزيد عن 300 من أتباعهما في وظائف أكاديمية بدرجات مختلفة في جامعة صنعاء دون مراعاة أي شروط أو معايير أكاديمية.