دعت مجموعة من النساء في عدن إلى تحسين وتطوير الرعاية الصحية للنساء، من خلال انشاء مراكز متخصصة بتقديم خدمات الرعاية الصحية لهن، مزودة بكوادر طبية وتمريضية مؤهلة وأجهزة حديثة، توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإجراء المعاينات المجانية، وكذا تغطية النقص في المجمعات الصحية والمستشفيات الحكومية، وتذليل الصعوبات لوصول تلك الخدمات إلى النساء وأسرهن خاصةً في المناطق النائية والأرياف، كما أكدن على أهمية حملات رفع مستوى الوعي بالرعاية الصحية للنساء، وتبني الجهات الحكومية المعنية برامج وطنية لمواجهة سوء التغذية والأمراض المزمنة والأوبئة التي تهدد حياة النساء.
كما وجهن رسائل داعمة إلى نظيراتهن من النساء بأن يكن شريكًا أساسيًا بالاهتمام بصحتهن النفسية والجسدية، وألا تشغلهن مسئولياتهن عن مراجعة الأطباء المتخصصين في حال الشعور بعارض صحي معين، والمواظبة على الفحوصات الطبية الدورية، جاء ذلك في جملة التوصيات التي خرجت بها جلسة توعوية أقامتها شبكة “نسوية” للسلام والديمقراطية، بالتعاون مع مؤسسة “أنقذ حياتي” الطبية، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لتنمية صحة المرأة، بحضور ومشاركة 20 ناشطة ومتطوعة مجتمعية وربة بيت من مختلف المديريات.
وأشار منسق عام الشبكة/خديجة بن بريك في كلمة ترحيبية إلى أن صحة الأسرة والمجتمع من صحة المرأة، التي تعتمد على عدة عوامل من أجل الوقاية وتحسين نمط الحياة الاجتماعية، كما أن اهتمام المرأة بصحتها يجب ألا يكون محصور في مرحلة محددة من عمرها، فهي بحاجة إلى الوعي الكافي بما تشعر من عوارض ومشاكل صحية، نتيجة التغيرات المستمرة والمختلفة التي تؤثر مباشرةً على صحتها وقد تعرضها للأمراض، مؤكدةً أن الشبكة تسعى عبر أنشطتها إلى مشاركة النساء اهتماماتهن ومراعاة مصالحهن على كافة الأصعدة.
من جانبها أوضحت المستشار القانوني للشبكة المحامية/غادة فضل أن إحداث تنمية في مجال الرعاية الصحية للنساء يتطلب تكاتف جهود الجميع، والمطالبة بتمكين النساء من حقوقهن الصحية، وضرورة تحقيق ضمانات فعلية لممارستها على أرض الواقع، بينها القضاء على كافة أشكال التمييز وتزويج القاصرات والاستغلال في عمليات الاتجار بالبشر، وأضافت: “إن الأمر لا يقتصر على تحسين أداء المرافق الصحية والأوضاع فيها، إنما يتوسع نطاقه ليشمل المجتمع المحيط، بالحفاظ على نظافة البيئة والإصحاح البيئي، وقبل ذلك النظافة الشخصية، وبما أن المرأة عماد الأسرة، فالعناية بصحتها ينعكس إيجابًا على صحة الأسرة والمجتمع عامة”.
تخلل الجلسة التوعوية تقديم دكتور/فدوى حامد عرض مرئي عن مرض سرطان الثدي، من عوامل حدوثه، أعراضه وعلاماته، الكشف المبكر عنه، الكشف الذاتي والطبي، وطرق الوقاية، كما قدمت دكتور/فدوى حامد عرض مرئي عن الأمراض المزمنة “السكري/ضغط الدم”، من تعريف مرض السكري، أنواعه الرئيسية، الفحوصات المطلوبة، أفضل أنواع الأغذية لمرضاه، وكذا حالات نقص السكر في الدم، الأسباب والأمراض، مستويات ارتفاع ضغط الدم، الوقاية منه وأغذية يجب على مرضاه تجنبها، وأعراض انخفاض ضغط الدم.
وتضمنت الجلسة التوعوية التعريف بكيفية العناية بصحة الفم والأسنان خلال شهر رمضان الفضيل، والتخلص من رائحة الفم الكريهة، وفيما يتعلق بالصحة الإنجابية كان التعريف بالخيارات المتوفرة لوسائل منع الحمل، وتكللت فعالية احياء اليوم العالمي لتنمية صحة المرأة بتدشين العمل في غرفة طبية؛ لإجراء فحوصات صحية عامة للحاضرات، كقياس نسبة السكر في الدم وكذا ضغط الدم، بالإضافة إلى تقديم نصائح وإرشادات طبية.
وأوصت الحاضرات في ختام الفعالية أن يكون اليوم العالمي لتنمية صحة المرأة مناسبة تتعالى فيها أصوات النساء ومنظمات المجتمع المدني المعنية بها، للمطالبة باحترام وحماية الحقوق الصحية للمرأة واتخاذ مواقف فعلية للتأكيد عليها، وأن تشارك المرأة في الاهتمام بصحتها، وكذا تظافر جهود الجميع للوصول إلى أعلى معدلات الشفاء وانخفاض الوفيات في صفوف النساء، وأكدن أن المرأة تلعب دور حيوي وفعال؛ لذلك عندما تتمتع بصحة جيدة تسهم بشكل كبير في تحسين الأوضاع المعيشية لأسرتها، وبالتالي تحقيق نهضة مجتمعية.
يُذكر أن شبكة “نسوية” للسلام والديمقراطية تضم في عضويتها عدد من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني المحلية في محافظة عدن، المعنية بقضايا النساء، تترأسها مؤسسة “أكون” للحقوق والحريات، مؤسسة “رسيل” للتنمية والإعلام، ومؤسسة “يد بيد” التنموية، وكذا عدد من الناشطات والنساء الفاعلات في عدن، وكانت قد نفذت نهاية مارس الماضي مبادرة تكريمية طوعية لعدد من أمهات الشهداء في مختلف مديريات المحافظة، خصصتها الشبكة إشهارًا لها وتدشينًا لفعالياتها وأنشطتها، كما دشنت مطلع مايو الفائت حملة “لنتكافل – عدن فيها خير”؛ لتقديم السلة الغذائية إلى الأسر النازحة والأشد فقرًا في محافظة عدن.