عدن نيوز – متابعات
على مدى الأشهر الماضية، ظلّت الأمم المتحدة، تحذّر طرفي المواجهات العسكرية في اليمن، من امتداد المعارك العسكرية إلى محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وإلى مينائها الاستراتيجي، الذي تمرّ عبره 80% من واردات اليمن الغذائية، باعتباره “نقطة حيوية على البحر الأحمر” لتسليم المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وسبق أن وصلت قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية الجنوبية، المدعومة من قبل قوات التحالف العربي المشترك، في فبراير/ شباط الماضي، إلى تخوم محافظة الحديدة، آخر المساحات الشاسعة الممتدة غربًا، على ساحل البحر الأحمر، والمطلّة على طريق الملاحة الدولية، لكنها بقيت تراوح مكانها، دون تقدم، رغم تهديد الحوثيين، للملاحة الدولية، بعد أن استهدفوا سفنًا مدنية وعسكرية قرب مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وبقاء سيطرتهم على ميناء الحديدة، واستغلاله في استقبال الأسلحة المهربة إليهم “إيرانيًا”، وفق اتهامات الحكومة اليمنية.
تغير المواقف:
وتبدو المواقف على الصعيدين، المحلي والدولي، قد تغيّرت خلال الأسبوع الماضي، الذي شهد مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، على أيدي حلفائه الحوثيين، بعد إعلانه نهاية شراكته معهم، حيث يقول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في المؤتمر الصحفي المنعقد عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، إن هذه الأحداث “ستشكل تغييرًا كبيرًا في التحالفات السياسية في اليمن”.
وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية، يوم أمس الخميس، من السيطرة على الخوخة، أولى مديريات الحديدة، على بعد ما لا يقل عن 160 كيلو مترًا، عن مركز المحافظة إلى الجنوب، في تقدم مفاجئ، رغم موافقة الحكومة اليمنية على خطة الأمم المتحدة التي قدمتها، منتصف العام الجاري، لـ ”تحييد الحديدة عن أي قتال”.
ويعتقد الخبير العسكري، علي الذهب، أن التغيّرات التي يشهدها اليمن، “نابعة من المخاوف الدولية مما وصلت إليه جماعة الحوثيين، بحيث استطاعت الانقضاض على حليفها صالح، وكيف أنها قد تشكل خطرًا حقيقيًا على الجوار، ويدًا إيرانية طولى، يستعصي كبحها مستقبلًا”.
غياب صالح:
ويشير الذهب، في حديثه لـ ”إرم نيوز”، إلى أن الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، نظرًا لما يتمتع به من ولاءات داخل صفوف الجيش، خاصة ألوية الحرس الجمهوري – وهي قوات عسكرية مواليه له- وغيرها في المنطقتين العسكريتين، الرابعة والخامسة، اللتين تقعان تحت سيطرة سلطة صنعاء – الحوثيين -، كل ذلك كان عقبة أمام أي خطوة من هذا القبيل، تحقق النجاح المطلوب وبكلفة أقل.
وقال الذهب “إن خروج صالح من المشهد وبهذه الطريقة، أتاح ثغرات كبيرة للجيش الوطني، للتقدم نحو الحديدة، في ظل تخلخل صفوف هذه الجبهة في طرف الانقلاب”.
من جانبه، يرى رئيس تحرير موقع “عدن الغد” المحلي، فتحي بن لزرق، أن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، كان يؤجل عملية التقدم إلى الحديدة، في محاولة منه للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، لكن مع انهيار تحالف الحوثيين وصالح، لم يعد هناك أي خيار لدى التحالف، وكل القوى السياسية اليمنية، إلا إزاحة الحوثي، بالقوة من صنعاء.
وأشار في حديثه لـ ”إرم نيوز”، أن قوات الجيش والمقاومة ستتحرك في كل جبهات القتال في اليمن، في مختلف المناطق، بشكل فاعل وقوي خلال الفترة القادمة، وهذا يتزامن مع التقدم للقوات العسكرية نحو الحديدة.
ويقول رئيس مركز مسارات، للاستراتيجيات والإعلام، باسم الشعبي، في حديثه لـ”إرم نيوز” “إن الصراع بين قطبي الانقلاب، الذي شهدته صنعاء، سيؤدي إلى تحوّل كبير داخل المعركة، على مستوى الداخل والخارج”.
وأضاف قائلًا “لقد رُفع الغطاء السياسي عن جماعة الحوثي، وأصبحت في مواجهة الجميع”، لافتًا إلى أن التقدم صوب الحديدة، تأجّل منذ فترة بسبب حسابات كانت خاطئة، تغيّرت في الوقت الحالي، بعد استشعار خطورة الأمر وتغيّر موازين القوى.
وقال المتحدث الرسمي، باسم الجيش الوطني في اليمن، العميد، عبده عبدالله مجلي، أمس الخميس “إن الجيش سيفتح جبهات جديدة في أماكن مختلفة، لتحرير ما تبقى من المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية”.
وأكد في حديث نقله “موقع الجيش الإخباري”، أن انطلاق معركة الحديدة، هي إحدى تلك الجبهات الهادفة إلى محاصرة العاصمة اليمنية صنعاء وتحريرها، وفق توجيهات الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.