عدن نيوز – متابعات
تغيَّر واقع أطفال اليمن بشكل كلي مع اندلاع الحرب في البلاد، التي بدأت في أواخر مارس/آذار 2015.
وتحتفل الكثير من الدول باليوم العالمي لحقوق الطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، لمحاولة إيقاف الانتهاكات التي يتعرضون لها، ودعمهم ليعيشوا طفولتهم برفاهية، ويتمتعوا بكامل الحقوق، وهو ما لم تحتفل به اليمن هذا العام.
لم يكن واقع الأطفال في مختلف المحافظات اليمنية قبل الحرب أفضل حالا من بعدها، لكنه ازداد سوءا بشكل كبير، بعد أن أصبحوا في مرمى القذائف، ووقودها أيضا.
انتهكت الحرب طفولتهم ببشاعة، ولم يعد لهم من حقوقهم سوى الاسم “طفل”، فلا تضاريس وجوههم تنبئ عن فرحة، ولا ابتساماتهم تخلو من خوف.
طفولة بائسة:
وتشعر منال محمود بالحزن على الأطفال باليمن، الذين باتوا يعيشوا في ظل القلق والخوف والجوع والمرض.
وتحكي لـ”الموقع بوست” عن تجربتها مع إخوتها الصغار الذين أصبح تفكيرهم منحصرا بما نعيشه من قتل، وانعكس ذلك حتى على ألعابهم التي أصبحت عنيفة.
وتابعت “أصبح الأطفال عناديين بشكل كبير، ويخافون كثيرا، ويفكرون بالمشاركة في القتال ليصبح وضع أسرهم أفضل، خاصة حين يرون حجم معاناة أهلهم”.
وذكرت أنهم حُرموا من حقهم باللعب نتيجة لعدم وجود متنزهات وخوف الأهل عليهم، والحصول على تعليم جيد، والعيش في كنف والديهم، فضلا عن قضائهم الكثير من الوقت في محاولة الحصول على ماء أو الإغاثة، أو العمل لساعات طويلة لإعالة أسرهم.
ضحايا الحرب:
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، “يونيسيف”، أشارت في تقرير لها إلى مقتل أكثر من 200 طفل يمني جراء الحرب منذ مطلع العام 2017، فيما أُصيب نحو 337 طفلا بتشوهات.
ووفقا لمنظمة هيومن رايتس الحقوقية، فإن ثلث مسلحي مليشيا الحوثي الانقلابية هم من الأطفال الذين تم تجنيدهم.
وأكدت منظمة اليونيسيف أن الأطفال أكثر من يدفع ثمن الحرب في اليمن، إذ أن سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق.
وقالت إن 1.7 مليون طفل يمني تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط، ويعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد.
وقالت اليونيسيف إن 31% من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم، وأن تعليم 4 ملايين ونصف طفل في 13 محافظة يمنية يحتضر.
فيما رصد مركز الإعلام التربوي للدراسات ضمن تقريره الصادر منتصف أغسطس/ آب 2016، ما يزيد عن مائتي ألف طالب وطالبة، توقفوا عن التعليم في تعز وحدها، بس الحرب.
وكان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، كشف عن سقوط 300 قتيل و1804 جريح من الأطفال في محافظة تعز، جراء القصف المدفعي المتواصل على أحياء المدينة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، خلال الفترة من 11 أبريل/أيار 2015 وحتى 18 سبتمبر/أيلول 2017.
وأوضح في تقرير له بعنوان “أطفال اليمن في مرمى النيران”، بأن 48 طفلا قتلوا فيما أصيب 193 آخرين منذ مطلع العام الجاري 2017، نتيجة قذائف “الهاون” و”الهاوزر” المتساقطة فوق أحياء وشوارع مدينة تعز المكتظة بالسكان.
وطالب التحالف المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية العاملة على الساحة اليمنية، تكثيف جهودها للضغط على مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لوقف كل أعمال القصف والقنص بحق أطفال اليمن.
تفاعل واسع:
تفاعل مع هذه المناسبة عدد كبير من اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذي كان متنفسا لهم للتعبير عن غضبهم مما آل إليه وضع أطفالهم.
وعرضوا الكثير من الصور التي تُظهر معاناة الأطفال، سواء بالعمل أو حرمانهم من التعليم، أو خوفهم من أصوات القصف، وحتى تدهور وضعهم الصحي.
وغلبت مشاعر الأسى على أغلب اليمنيين، فيما أبدى البعض قلقهم على مصير أطفالهم الذي ما يزال مجهولا في ظل استمرار الحرب.
وحمَّل حقوقيون ونشطاء مختلف أطراف الصراع في اليمن، مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية المختلفة، التي يذهب ضحيتها الأطفال.