أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن المنطقة العربية تواجه تحديات هائلة، يعاني الكثير من تداعياتها، مشدداً على أن المنطقة باتت بحاجة إلى أن تركز طاقاتها على توحيد الآراء بشأن أجندة أزماتها.
وقال قرقاش – في كلمته الافتتاحية لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، الذي انطلقت أعماله اليوم الاحد :”إن اليوم بات أكثر أملاً من الأمس بشأن السذاجة التي كانت تحيط البعض حول دور إيران في المنطقة، وذلك بعد أن بدأت تتلاشى، ليفهم الجميع أن طهران كانت تعتبر الاتفاق النووي خضوعاً من الغرب لها ولسياساتها”.
وأضاف :”شاهدنا صواريخ إيران تنطلق نحو العاصمة السعودية عن طريق ميليشيات الحوثي الإرهابية، وهذا تطور وتصعيد خطيرين، ومن جانبنا فإن الإمارات لن تقف بلا حراك أمام تصاعد حدة هذه التهديدات، إذ أنها تدعم النهج الأمريكي الذي يسلكه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه إيران، وليس لدينا أدنى شك في أن المجتمع الدولي سيدرك مخاطر إيران وسلوكها الإرهابي التوسعي”.
وأشار إلى أنه لدى الدول العربية فرصة هائلة للتعاون والتعامل مع المجتمع الدولي لوقف التهديدات الإيرانية، مثلما تعاونت وتحالفت ضد داعش، عسكرياً وفكرياً، مشدداً على أن “حرب الأفكار بدأت تتفوق على الإرهاب الذي يزكّي التطرف، والمجتمع الدولي بدأ يفهم هذا الأمر، ومن ثم بدأت عزلة قطر وإيران”.
وأكد قرقاش أن التكتل الإسلامي المعتدل في المنطقة بات أكثر قوة مقابل الوهن والضعف الذي أصاب الإرهاب ورعاته ومموليه، معرباً عن اعتقاده بأن التطورات الإقليمية الراهنة تفتح الطريق أمام فرص تحقيق تقدم في اليمن وسوريا وليبيا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفاد بأن دولة الإمارات ستبقى ملتزمة بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، قائلاً :”لن يمكننا أن نبقى بلا حراك في ظل بوادر ظهور حزب الله جديد في اليمن، متمثلاً في ميليشيات الحوثي، التي استغلت بعض الموانئ في تسلم الأسلحة المهربة من طهران”.
وتحدث قرقاش عن الأوضاع الراهنة في ليبيا وسوريا والأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن الإمارات تدعم خارطة الطريق التي وضعها المبعوث الأممي بشأن ليبيا للتقريب بين الفرقاء الليبيين، وتعتبر تشكيل حكومة الوحدة في غزة أمر يعكس تقليص النفوذ الخارجي، بينما ترى أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السورية.
وأكد قرقاش أن الإمارات لديها رؤية واضحة واستراتيجية صادقة تتمثل في أن تبقى السعودية ومصر آمنتين وقويتين ومستقرتين، ما ينعكس آثاره على المنطقة برمتها،
ووضع قرقاش ورقة عمل لحل أزمات المنطقة وفق 5 مبادئ أساسية، أولها الحاجة الملحة لعدم التسامح مع المتطرفين وداعميهم من الأفراد والمؤسسات والدول، والثانية توجيه رسالة لمن وصفها بالدول الانتهازية التي تزكي التطرف، مفادها أن مواجهة التدخل في شؤون الدول العربية أمر لن تقوم به دولة بمفردها ولكن سيتم وفق منهجية وعمل جماعي.
وتمثلت ثالث المبادئ في تفعيل الرسالة المتعلقة بالمبدأ الثاني، من خلال دعم التعاون بين الدول العربية المتمتعة بالسيادة لمواجهة التطرف، فيما تضمن المبدأ الرابع دعم الحلول السياسية في مناطق الصراعات والنزاعات كسوريا واليمن وليبيا، وأخيراً الحاجة إلى تحسين السياسات والاقتصاديات عبر وضع أولويات للحكم الرشيد في المنطقة من خلال تطوير التعليم ودعم المرأة وإتاحة الفرصة أما القطاع الخاص واستثماراته، وهو ما رأيناه بدأ يتحقق في المملكة العربية السعودية، لأن الحل لمشاكل المنطقة ينبغي أن أن يأتي من داخل المنطقة، وهنالك فرصة سانحة أمام القادة العرب في رسم مستقبل أفضل لبلدانهم، والإمارات ستكون دوماً داعماً لهذا التوجه.