تشهد المدن الأمريكية تحولًا ملحوظًا مع انتشار أكثر من 1500 مركبة أجرة ذاتية القيادة في شوارع سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وأتلانتا، بينما بدأت شاحنات النقل التجاري تعمل ذاتيًا في تكساس.
هذا التطور التقني يطرح تساؤلات حول تأثيره المحتمل على قطاع تأمين السيارات، خاصة فيما يتعلق بتكاليف التغطية التأمينية.
وأظهرت بيانات شركة “وايمو” نتائج إيجابية، حيث سجلت مركباتها الذاتية انخفاضًا بنسبة 78% في الحوادث المسببة لإصابات، وتراجعًا بنسبة 79% في الحوادث التي تتطلب تشغيل الوسائد الهوائية مقارنة بالقيادة البشرية. كما توقع محللو “غولدمان ساكس” انخفاض تكاليف التأمين التجاري لسيارات الأجرة الذاتية إلى أقل من النصف بحلول عام 2040.
من جانب آخر، كشفت دراسات معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة أن أنظمة الفرملة التلقائية ساهمت في خفض حوادث الاصطدام الخلفي بنسبة 50%. لكن التقنيات شبه الذاتية مثل نظام القيادة دون استخدام اليدين لم تثبت فعاليتها بعد في تقليل الحوادث، بل أثارت مخاوف من اعتماد السائقين المفرط على هذه الأنظمة.
ويبرز تحول جذري في مسؤولية الحوادث مع تطور تقنيات القيادة الذاتية، حيث من المتوقع أن تنتقل المسؤولية القانونية تدريجيًا من السائقين إلى الشركات المصنعة ومطوري البرمجيات. هذا التحول سيتطلب تغييرًا في نمط وثائق تأمين السيارات، مع احتمالية زيادة الاعتماد على أنظمة التأمين القائمة على الاستخدام الفعلي للمركبة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة “تسلا” قدمت بالفعل نموذجًا تأمينيًا يعتمد على تقييم أداء السائق كما تسجله أنظمة السيارة الذكية. ومع ذلك، تشير توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن السيارات الذاتية بالكامل لن تشكل سوى 4% من إجمالي المبيعات بحلول عام 2035، بسبب بطء معدل تجديد أساطيل السيارات الذي قد يستغرق عقودًا لتحقيق التحول الكامل.