أثارت تصريحات مصرية حديثة حول تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة مخاوف واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، حيث وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها تهديد مباشر لأمن الدولة العبرية.
ونشر موقع “إيميس” الإخباري الإسرائيلي تقريراً تحت عنوان “يجب أن تقلق إسرائيل”، كشف فيه عن جهود مصرية لتجديد مبادرة “القوة العربية المشتركة”، التي تهدف إلى حماية الدول العربية من أي اعتداءات خارجية.
وجاءت هذه المبادرة المصرية في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، حيث حاولت قوات الاحتلال اغتيال عدد من قادة حركة حماس.
وأوضح التقرير أن هذه القوة العسكرية العربية ستكون بمثابة “ناتو عربي”، حيث من المقرر مناقشة هذا المقترح خلال قمة عربية طارئة تعقد اليوم الاثنين في الدوحة، رداً على الاعتداء الإسرائيلي الأخير.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن مصر تطرح تشكيل قوة عسكرية مشتركة تضم نحو 20 ألف جندي، حيث تجري مشاورات مكثفة بين الدول العربية حول هذا الاقتراح الذي سبق أن تقدمت به القاهرة عام 2015.
وأبدى دبلوماسيون إسرائيليون مخاوفهم من أن تتحول هذه المبادرة إلى ما وصفوه بـ”إعلان حرب عربي ضد إسرائيل”، محذرين من إمكانية استخدام بعض الدول لهذه القوة كذريعة لمواجهة عسكرية مباشرة.
من جهتها، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة حول هذه المبادرة، مؤكدة أن مصر تعمل بالتعاون مع السعودية وفرنسا على إنشاء آلية دفاعية عربية مشابهة لحلف الناتو، لحماية أي دولة عربية تتعرض لهجوم إسرائيلي.
وفي سياق متصل، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هذه المبادرة، معتبراً إياها “ضربة موجعة” لاتفاقيات السلام واتفاقيات إبراهيم، خاصة بعد التصويت الدولي الأخير الداعم لإقامة دولة فلسطينية.
وألقى لابيد باللوم على حكومة بنيامين نتانياهو، واصفاً سياساتها بأنها مزيج من “القتل واللامسؤولية والهواة والغطرسة”، معتبراً أنها تسببت في تدهور مكانة إسرائيل الدولية.
يذكر أن لابيد كان قد انتقد مراراً أداء حكومة نتانياهو، واتهمها بإضاعة دعم الحلفاء الدوليين، خاصة في ظل استمرار أزمة الأسرى في غزة، واصفاً الوضع الراهن بأنه “فشل ذريع” على المستويين الأمني والدبلوماسي.
RT