أثار الفيلم التسجيلي “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضجة غير مسبوقة في مهرجان البندقية السينمائي، حيث تلقى تصفيقاً حاراً استمر لما يقارب النصف ساعة أثناء العرض الأول للعمل.
وأفاد معتز ملحيس، البطل الرئيسي للفيلم، بأن التصفيق كان سيستمر لفترة أطول لولا تدخل إدارة القاعة التي طلبت من فريق العمل مغادرة المنصة.
وشهدت قاعة العرض لحظات مؤثرة حين انطلق الحضور في هتافات عالية تدعو لتحرير فلسطين، بينما شارك في هذه الهتافات عدد من نجوم السينما العالمية البارزين.
24 دقيقة تصفيق لفيلم “صوت هند رجب” في مهرجان فينيسيا السينمائي pic.twitter.com/Ymd85pu9nG
— العربي الجديد (@alaraby_ar) September 5, 2025
ويروي الفيلم قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، والتي سجلت صوتها المرتجف وهي تستنجد قبل أن يقتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي مع أفراد عائلتها في مدينة غزة مطلع عام 2024.
وأوضحت المخرجة كوثر بن هنية أن الفيلم يحمل بساطة في الشكل لكنه يحوي مضموناً إنسانياً صادماً، معربة عن صعوبة التعايش مع تفاصيل القصة أثناء العمل على المشروع.
ويبرز العمل صوت الطفلة الهند كشهادة حية على الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث تعرض جسدها الصغير لـ355 رصاصة وفقاً لتقارير موثوقة.
ولاقت المبادرة الفنية دعماً من نجوم عالميين مثل براد بيت وخوان فينيكس، الذين ساهموا في إنتاج العمل الذي يسلط الضوء على معاناة الأطفال في غزة.
وتأسست “مؤسسة هند رجب” في بروكسل بمبادرة من نشطاء فلسطينيين ولبنانيين، بهدف ملاحقة مجرمي الحرب الذين شاركوا في عمليات القتل بغزة عبر المحاكم الدولية.
ويأتي هذا العمل في وقت يشهد تحولاً ملحوظاً في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، حيث بدأت أصوات الحق والعدالة تعلو في المحافل الفنية والأكاديمية الدولية.
ويبقى الفيلم وثيقة إنسانية تؤرخ لواحدة من آلاف القصص المأساوية لأطفال غزة، الذين سقطوا ضحايا للعنف الذي طال أكثر من 20 ألف طفل منذ بدء العدوان الأخير.