كشفت تقارير طبية وشهادات أطباء عن تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني العاملون في المستشفيات من الجوع والجفاف، ويفتقر الأطباء إلى الإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج المرضى، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.
تأثير الجوع على القطاع الطبي
يعاني الطاقم الطبي في غزة من الجوع الشديد، حيث يصعب على مدراء المستشفيات توفير وجبات الطعام للمرضى أو الكوادر الطبية.
وقد أدى ذلك إلى حالات إغماء بين المسعفين والأطباء نتيجة الضعف والدوار. كما يواجه الأطباء نقصًا حادًا في حليب الأطفال حديثي الولادة والمحاليل الوريدية الخاصة المستخدمة لتغذية المرضى المنهكين.
ارتفاع حالات سوء التغذية
أكدت التقارير الطبية أن حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل في غزة قد ارتفعت بشكل كبير. يعاني حوالي ربع الأطفال الصغار والنساء الحوامل الذين يتلقون العلاج في العيادات التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود من سوء التغذية.
وقد أدى الجوع إلى زيادة حالات الإجهاض والولادة المبكرة، وإنجاب أطفال يعانون من ضعف في جهاز المناعة وتشوهات طبية.
شهادات من داخل غزة
وصف الأطباء المتطوعون في غزة أوضاعًا مأساوية، حيث رأوا أطفالًا يعانون من الجوع وسوء التغذية ولم يتمكنوا من إنقاذهم.
وقال الجراح البريطاني الدكتور نيك ماينارد إنه شاهد أطفالًا في حالة يرثى لها، واصفًا ما يحدث بأنه “تجويع من صنع الإنسان يُستخدم كسلاح حرب”.
تأثير الحصار الإسرائيلي على الوضع الإنساني
يعود تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى الحصار الإسرائيلي الشامل للمساعدات الغذائية بين أوائل مارس وأواخر مايو. ورغم السماح بدخول الطعام لاحقًا، إلا أن طريقة توزيعه كانت معيبة وخطيرة، مما جعل من الصعب على الفلسطينيين الحصول على الطعام بأمان أو بتكلفة معقولة.
تحديات تواجه الأسر في غزة
تعاني الأسر في غزة من صعوبات جمة في تأمين الغذاء لأبنائها. تقول حنين برغوث، والدة الرضيعة سلام، إنها ضعيفة ولا تستطيع الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات، وتعتمد على تبرعات الأقارب والأصدقاء. وقد فقدت حنين جزءًا كبيرًا من وزنها منذ بداية الحرب، مما أثر على قدرتها على إرضاع طفلتها.
في ظل هذه التحديات، يظل الوضع الإنساني في غزة حرجًا، حيث يواجه الأطباء والمرضى والأسر تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والرعاية الطبية الأساسية.
