لقي فلسطيني يبلغ من العمر 50 عامًا حتفه اليوم الأحد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، نتيجة معاناته من سوء التغذية، وفقًا لمصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى.
هذه الوفاة تأتي كجزء من المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها سكان القطاع بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية إلى 422 حالة، بينها 145 طفلًا. وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أنها سجلت خلال ال24 ساعة الماضية وفاتين جديدتين بسبب هذه الأزمة الإنسانية الحادة.
وأشارت البيانات الرسمية إلى أن الأمس وحده شهد وفاة 7 أشخاص، منهم طفلان، نتيجة التجويع المتواصل. وتؤكد هذه الأرقام تدهور الوضع الصحي والغذائي في القطاع، حيث أصبح الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للمخاطر.
من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة الأونروا فيليبي لازاريني المجاعة في غزة بأنها نتيجة مباشرة للقيود الإسرائيلية المتعمدة على دخول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن تدمير البنية التحتية الحيوية والهجمات المتكررة على العمليات الإغاثية تفاقم من الأزمة، مشيرًا إلى أنه لم يشهد من قبل مثل هذا الاستهتار الصارخ بالوضع المحمي للعاملين في المجال الإنساني بموجب القانون الدولي.
وتعاني غزة منذ الثاني من مارس الماضي من إغلاق كامل لجميع المعابر الحدودية من قبل إسرائيل، مما منع دخول أي مواد غذائية أو علاجية أو مساعدات إنسانية. وعلى الرغم من تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود، إلا أن القطاع يغرق في المجاعة بسبب منع دخول الإمدادات الضرورية.
وتسمح السلطات الإسرائيلية أحيانًا بدخول كميات محدودة جدًا من المساعدات، لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من احتياجات السكان المجوّعين، ولا تساهم في إنهاء الأزمة. وتزداد المشكلة تعقيدًا مع تعرض معظم الشاحنات التي تنجح في الدخول للسطو من قبل عصابات، تتهم حكومة غزة إسرائيل بحمايتها وتسهيل أعمالها.
الجزيرة نت