أعلنت الإدارة الأمريكية عن استمرار وقف المساعدات الغذائية الطارئة لليمن، رغم إعادة الدعم لعدد من الدول الأخرى التي تعاني من أزمات إنسانية.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن قرار الإبقاء على قطع المساعدات شمل اليمن وأفغانستان فقط، في حين تم استئناف التمويل لبرامج الغذاء في دول مثل الصومال وسوريا ولبنان والأردن والعراق والإكوادور.
وأوضح مسؤولون أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجه الإدارة الحالية لتقليص المساعدات الخارجية، واعتبار بعض أوجه الإنفاق غير ضرورية أو تخدم أهدافًا لا تتوافق مع أولوياتها.
وأشارت الوزارة إلى أن قرار وقف الدعم يعود إلى “مخاوف جدية وطويلة الأمد” من استفادة جماعات مسلحة مثل الحوثيين في اليمن من أموال المساعدات.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن القرار الأمريكي سيحرم 2.4 مليون شخص في اليمن من المساعدات الغذائية الضرورية، إضافة إلى توقف الدعم الغذائي لـ100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
وحذر البرنامج من أن تعليق المساعدات في جنوب اليمن، حيث تسيطر الحكومة المعترف بها، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية ويهدد الاستقرار السياسي والأمني.
يأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه اليمن خطر المجاعة، وفق تحذيرات خبراء في عام 2024، نتيجة الصراع الدائر منذ 2014 والذي تسبب في تدهور واسع للأوضاع المعيشية.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أوقف بالفعل عملياته في مناطق سيطرة الحوثيين بعد اعتقال العشرات من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات إغاثية.
وخلال العام الماضي، استفاد أكثر من 8.6 مليون يمني من مساعدات البرنامج، بينهم مئات الآلاف من النازحين وذوي الاحتياجات الخاصة، ونصف المستفيدين من النساء والأطفال.
وأكدت مصادر في الإدارة الأمريكية أن قرار إلغاء بعض تخفيضات المساعدات جاء بعد ضغوط مكثفة من مسؤولين أمميين على أعضاء في الكونغرس.
من جانبها، انتقدت السناتور الديمقراطية جين شاهين استمرار قطع المساعدات، معتبرة أن ذلك يضعف من مكانة الولايات المتحدة عالميًا ويهدد حياة ملايين المستفيدين.
وحذر خبراء في العمل الإنساني من أن هذه التخفيضات تمثل تهديدًا خطيرًا للتقدم المحرز خلال عقود في الحد من معاناة المتضررين من الأزمات والصراعات.
بالإضافة إلى وقف المساعدات، تم إخطار آلاف الموظفين المحليين في بعثات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) حول العالم بإنهاء خدماتهم بحلول منتصف أغسطس، ضمن خطة تقليص واسعة للبرامج الإنسانية والتنموية.