في إحدى قرى مديرية ’’حبان‘‘ ولد للأب ’’صالح عديو‘‘ ابنًا في العام 1976م ؛ كانت هدية السماء للأسرة الشبوانية التي أسمته ’’محمد‘‘ ومعها دلف خطواته المسورة بالأمل إلى المدرسة باكرًا في المديرية التي كانت يومًا عاصمة للدولة الواحدية.
أجدف الطفل منذ صباه على قارب الدراسة وسار والحلم معه مُتنقل بين المراحل الدراسية حتى المنتهى؛ وبحكم أن عتق كانت وما تزال العاصمة الإدارية لمحافظة شبوة ولى الرجل شطرها وهي مدينة الذكريات بالنسبة إليه؛ ومنها كانت باكورة البداية.
صنعت السنين شخصية الشاب ’’محمد صالح بن عديو‘‘ وشرعت الفرشاة برسم ملامح الرجل الإدارة والسياسة؛ وينحدر الرجل لقبيلة ’’لقموش‘‘ وهي إحدى قبائل محافظة شبوة؛ تلك المحافظة التي تعج بالقبائل اليمنية الأصيلة وهو متزوج واب لثلاثة أولاد وبنتان.
وكونه أحد الوجوه القبلية البارزة بمحافظة شبوة؛ ساهم في نزع فتيل الكثير من القضايا وعمل في إصلاح ذات البين وهو الحاصل على دورات تدريبية في مجال حل النزاعات؛ فيما يعد الرجل أحد أبرز قيادات حزب ’’التجمع اليمني للإصلاح‘‘ بمحافظة شبوة وهو عضو المجلس المحلي بالمحافظة عن مديريته ’’حبان‘‘ إثر فوزه في انتخابات 2006م؛ لينخرط بعدها بثورة فبراير 2011م حاله كحال اليمنيين جميعهم.
عُرف عن ’’الرجل‘‘ الحزم وبدأ ذلك جليًا عندما أطاحت لجنة الخدمات بالمجلس المجلي والذي كان يرأسها؛ بخمسة مدراء عموم بالمحافظة بتهمة الفساد في قضية أثارت الرأي العام حينها في 2012م؛ ليرمي رئيس الجمهورية ثقته في الرجل ليسند إليه منصب وكيل أول لمحافظة شبوة في 2016م وتكليفه بملف النفط والغاز لإعادة تشغيله بعد التوقف بسبب الأحداث التي شهدتها المحافظة لتتكلل بعدها جهوده بالنجاح.
في 26 نوفمبر 2018م أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارًا جمهوريًا بتعينه محافظًا لمحافظة شبوة ليبدأ معها لملمة شعث المحافظة وإعادة بناء مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والخدمية بعد أن دمرتها الحرب وجار عليها الزمن.
’’جسر السلام‘‘ لا تكاد تُخطئه العين إذا ما حملقت إليه والذي يؤدي إلى شبوة العاصمة – عتق- وهو سالكًا أمام حركة السير بعد خمس سنوات من تدميره؛ ذلك الشريان أعاد الحياة لليمنيين عامة كما لو كان ترياقًا كونه –أي- الجسر أوصل ضفتي الطريق الدولي ببعضها؛ ويأتي هذا ضمن إنجاز مماثل على صعيد الجسور إلى جانب جسري: ’’غرير‘‘ و’’النقبة‘‘ بالإضافة إلى جسرين أرضيين: ’’خمر‘‘ و ’’ وادي عتق‘‘.
وإضافة إلى مشاريع البنية التحتية خلال الثلاث الأعوام الماضية من حكم ’’محمد صالح بن عديو‘‘ لمحافظة شبوة؛ فقد بلغت الطرق التي تم سفلتتها بطول ’’313‘‘كم وهو رقم قياسي مقارنة بما تم سفلتته من طرق بالمحافظة خلال ’’28‘‘ عامًا منذ قيام الوحدة اليمنية (1990-2018)م والتي لم تتجاوز ’’201‘‘ كم فقط؛ وتمول هذه المشاريع من حصة المحافظة 20% من نفط العقلة ’’S2‘‘ وفق توجيهات رئيس الجمهورية.
وعلى صعيد الطرق؛ وقعت السلطة المحلية بالمحافظة على مدى الثلاث السنوات الماضية على تنفيذ ’’105‘‘ مشروع ’’47‘‘ منها (شق وردم وسفلتة) بطول إجمالي ’’562‘‘كم وبعرض ’’7‘‘ أمتار؛ فيما تم سفلتة ما مقداره ’’183‘‘كم أنجز منه ما نسبته 33% فيما يجري العمل على تتميته على قدم وساق.
وبلغت عدد المشاريع الموقعة للطرق ’’الشق والردم والسفلتة‘‘ – درجة ثانية- (بعرض 6 أمتار)؛ عشرين مشروعًا بطول إجمالي ’’137‘‘ كم بلغت ’’94%‘‘ أي أن إجمالي طول المشاريع المسفلتة في ’’الدرجة الثانية‘‘ بلغت ’’313‘‘كم.
بات بمقدور الناس بمديرية مرخة العليا –محاذية لمحافظة البيضاء- رؤية خطوط الضغط العالي وأعمدة الكهرباء وهي تشق عباب المديرية؛ تلك الخدمة التي طالما حلموا بها؛ حيث استطاع ’’بن عديو‘‘ إيصالها إلى تلك المناطق التي لم تصلها منذ قيام الجمهورية اليمنية حيث يجري العمل على استيفاء المشروع تسنيًا لتشغيل الكهرباء.
كانت الكهرباء أبرز أولويات الرجل؛ فخيطت أعمدة الكهرباء مساحات واسعة حيث أبرم ما يزيد عن ’’48‘‘ مشروع في مجال الكهرباء بمختلف المديريات؛ فيما أعاد الرجل لمستشفى شبوة الحياة ودب فيها الروح من جديد بعد تدميرها في الحرب؛ ليقوم الرجل بإعادة بنائها كما قام باستخراج قرارً جمهوريًا باعتمادها كهيئة مستشفى شبوة.
أضحى بمقدور الطالب الجامعي الدراسة في شبوة ضمن كليات جامعة شبوة التي استطاع ’’بن عديو‘‘ استخراج قرارًا جمهورًا بإنشاء وتسمية رئاسة الجامعة و بات متاحًا على طالب كلية الطب من إيجاد مقعدًا لنفسه كما هو الحال للأخرين ضمن كليات الجامعة التي كانت بالنسبة لأبناء شبوة حلم طال انتظاره؛ فيما أصبحت الجامعة بكلياتها المختلفة كما لو كانت تكية صوفية يقصدها الطلاب من محافظات يمنية عدة.
عمد الرجل ذائع الصيت على بناء مؤسسات الدولة التي دمرتها الحرب؛ فيما دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية في المحافظة حتى أصبحت قوة مدربة ومؤهلة؛ فيما دعم التعليم بأكثر من ’’1000‘‘ وظيفة تعاقدية على حساب السلطة المحلية.
استطاع الرجل من تدشين منتجع ’’قناة‘‘ السياحي والذي يعد أكبر مشروع سياحي على مستوى اليمن؛ وهذا المشروع الاستراتيجي من شأنه جذب السياحة إلى المحافظة التي ارتدت الاستقرار معطفًا؛ وسار الناس إلى شبوة أفواجا كونها أصبحت ’’حبشة‘‘ أخرى تقي الفارين إليها من صلف المليشيات.
وعلى غمار التجاذبات وعتمة المرحلة الماثلة للعيان؛ انحازت شبوة بقيادة الرجل إلى مشروع الدولة اليمنية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورفضت كافة المشاريع المناطقة أو السلالية؛ في محافظة تستطيع أن ترى فيها مقومات الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية والخدمية من مستشفى ومدرسة وجسر وإنارة وشوارع فاحمة وأشجار مبثوثة على خدود الأرصفة كـ’’مشاقر‘‘ تزين الجنبات.