“الزايدي” أول خاطف أجانب في اليمن عضو في المجلس السياسي للحوثيين

محرر 210 أغسطس 2021
“الزايدي” أول خاطف أجانب في اليمن عضو في المجلس السياسي للحوثيين
  • في صعدة ارتكبت الجريمة الأكثر وحشية بحق الأجانب عام 2009.
  • منذ سبتمبر 2014 اختطف الحوثيون وأفرجوا عن 22 أجنبيا على الأقل.
  • لم تسجل أي حالة اختطاف أجانب في محافظات الحكومة الشرعية.  
  • استخدم الحوثيون أساليب القاعدة مع مختطفة فرنسية لمدة 10 أشهر.
  • اختطاف الأجانب سلوك إيراني استخدمته لابتزاز المجتمع الدولي.
  • أشرفت إيران على اختطاف عشرات الأجانب في لبنان خلال الثمانينات.

في ذروة الأعمال الإرهابية التي نسبت لتنظيم القاعدة الإرهابي ضد الأجانب في اليمن، ثمة حادثة مروعة – صمت العالم تجاهها – وسجلت ضد مجهول حتى اليوم، راح ضحيتها 7 أجانب من تسعة أجانب ألمانيين وبريطانيين وكوريين.
الزمان 14 يونيو 2009، والمكان محافظة صعدة ، وتحديدا شعب مدار بمنطقة نشور شرق مدينة صعدة التي سقطت بيد الحوثيين منذ الحرب الثانية عام 2005م.. أما تفاصيل فترويها دويتش فيلة الألمانية عن وكالتي رويترز وفرانس برس.
تقول دويتش فيلة في تقرير لها نشرته في 15 يونيو 2009 – بعد يوم من الاختطاف – إنه في الوقت الذي “نقلت فيه وكالة رويترز عن مصادر حكومية وأخرى قبلية في اليمن خبر العثور على جثث ثلاث ألمانيات، كن من ضمن الأجانب التسعة المُختطفين، أفادت وكالة فرنس برس، نقلاً عن مصدر رسمي محلّي في محافظة صعدة، أنّه تم العثور على جثث سبعة من الأجانب المختطفين وطفلين على قيد الحياة”.
وتابعت: المصدر نفسه أورد “أنّه تم العثور على الجثث السّبعة في محلّة شعب مدار بمنطقة نشور التي تبعد 12 كلم شرق مدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة، التي ينشط فيها متمرّدون من الزيديين الحوثيين.”
مرت الجريمة الإرهابية الأكثر وحشية في تاريخ اختطاف الأجانب في اليمن دون ضجيج ، بخلاف عشرات الحوادث لاختطاف الأجانب التي كانت تحصل في محافظات أخرى قبل 2010، والتي كانت تنتهي غالبيتها بالإفراج عن المخطوفين ، مقابل تنفيذ بعض المطالب للخاطفين ، إما لتنظيم القاعدة أو لمسلحين قبليين.
وفق وكالة رويترز في تقرير بتاريخ 29 مايو 2010 فإن أغلب عمليات الخطف في اليمن كانت تنتهي “خلال ايام دون ان يلحق اذى بالرهائن لكن نهاية بعضها كانت عنيفة”.
رويترز استشهدت في حديثها عن النهايات العنيفة لاختطاف الأجانب بحادثة قتل الأجانب في صعدة التي اعتبرتها نموذجاً للنهاية السيئة التي انتهت بها حادثة اختطافهم.. مؤكدة أن تلك الحادثة لم تتضح دوافعها بعد رغم مرور عام على وقوعها.

قبل وبعد الانقلاب

وظلت ظاهرة اختطاف الأجانب قبل انقلاب مليشيا الحوثي تهمة يتم توزيعها على القبائل وأطراف مجهولة تارة ، أو على تنظيم القاعدة تارة أخرى؛ إلا أنه ومع انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر 2014 بدى المشهد مغايراً لما كان معهوداً وسائدا عن عمليات اختطاف الأجانب.
ففي منتصف أكتوبر 2020 كشفت الخارجية الأمريكية عن نجاح وساطة عمانية في الإفراج عن ثلاثة مواطنين أمريكيين أحدهم عاد جثة هامدة ، بعد أن قتلته المليشيا تحت التعذيب في معتقلاتها، مقابل سماح التحالف بإعادة 200 من عناصر مليشيا الحوثي العالقين في سلطنة عمان.
كان الاعتقاد أن الأمريكيين المفرج عنهم في الصفقة الأخيرة هم الأخيرين، إلا أنه وقبل نحو أربعة أشهر من الآن، لجأت الولايات المتحدة الأمريكية لإعلان مكافأة مالية بخمسة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مواطن أمريكي مختطف في صنعاء منذ أغسطس 2018.
الإعلان الأمريكي عن اختطاف أحد مواطنيها في صنعاء هو الأول من نوعه، مع أنه سبق لها وأن نجحت في الإفراج عن 12 أمريكياً حتى اكتوبر 2020 ، كانوا مختطفين لدى مليشيا الحوثي، وهذا الأسلوب في الإعلان استخدمته الولايات المتحدة مع مختطفين مماثلين من قبل منظمات إرهابية، بحسب متابعين.
ووفق رصد أعده موقع “الثورة نت” فإن عدد الأجانب الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي منذ انقلابها في سبتمبر 2014 ، وحتى نهاية العام 2020 بلغ 22 أجنبيا أفرجت عنهم تباعا ، بينهم 3 أجانب أعادتهم المليشيا جثثا هامدة ، بعد أن قتلوا تحت التعذيب ؛ هم أمريكيين وأوزبكي.
وبحسب الرصد فإن غالبية المختطفين الأجانب الذين اختطفوا، تم الإفراج عنهم بناء على وساطات عمانية، حيث نجحت الوساطات العمانية في الافراج عن (12) أمريكي، و (5) فرنسيين، و (5) من جنسيات ألمانية وبريطانية ومجرية وأوزبكية.
ومنذ مطلع العام 2015 لم تسجل المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي أية جرائم اختطاف أو اعتداء على الأجانب، بخلاف ماكان سائداً عنها قبيل الانقلاب، واقتصرت جرائم اختطاف الأجانب خلال السنوات الماضية على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين فقط.
المبتكر قيادي حوثي رفيع

وبالعودة إلى تاريخ حوادث اختطاف الأجانب في اليمن ، يتضح أن اختطاف الأجانب في اليمن كان ابتكاراً حوثياً صرفاً، سبق بسنوات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تورط في عمليات اختطاف أجانب في اليمن.
فقبل ثلاثة عقود ، وتحديداً عام 1992 قام مبارك المشن الزايدي الذي استقطبته إيران في وقت مبكر على يد شيعة عراقيين، بارتكاب أول عملية اختطاف أجانب في اليمن، طالت الملحق الثقافي الأمريكي، وكان مبرره الضغط على الدولة للمطالبة بمشاريع لمنطقته في صرواح بمحافظة مأرب.
ارتكب المشن العديد من جرائم اختطاف الأجانب في مأرب، وكان الهدف الظاهري والمرفوع من قبله هو الضغط على الدولة للحصول على مشاريع، أما الهدف الخفي، فكان في إطار المشروع الحوثي الإيراني لإظهار مأرب بأنها بؤرة للفوضى، وأن بيئتها القبلية غير قابلة بالتحول إلى وجهة سياحية عالمية.
لكن الجديد بعد مرور عام ونيف من انقلاب مليشيا الحوثي كان تعيين أول خاطف أجانب في اليمن – مبارك المشن الزائدي – ضمن أرفع خمسة أسماء حوثية قدمتها تمثلهم في المجلس السياسي الأعلى لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا والذي شكل بالمناصفة بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام في 28 يوليو 2016.
ولايزال أول خاطف أجانب في اليمن محتفظا بمنصبه في المجلس السياسي الأعلى لمليشيا الحوثي برغم تعاقب صالح الصماد، ومهدي المشاط على رئاسته، وإدخال أسماء جديدة واستبدال أخرى، وأضافت له المليشيا منصبا عسكريا رفيعا برتبة لواء.
انكشاف ورقة القاعدة
ورغم هذا الارتباط الوثيق للحوثيين باختطاف الأجانب في اليمن، إلا أن مليشيا الحوثي واصلت محاولات التنصل من هذه التهمة التي كانت سببا في خسارة اليمن لقرابة 900 مليون سنويا كانت تجنيها من عائدات السياحة.
وتكشف جريمة اختطاف الفرنسية نوران حواس الموظفة لدى الصليب الأحمر كيف استخدمت ورقة القاعدة، وذهبت لمحاولة تسويق وقوف تنظيم القاعدة الإرهابي خلف الاختطاف، من خلال استخدامها لذات الأساليب التي مارستها القاعدة مع مختطفين أجانب قبل العام 2010.
ونوران حواس مواطنة فرنسية من أصل تونسي كانت تعمل مسؤولة الحماية بمنظمة الصليب الأحمر الدولي، واختطفت من وسط العاصمة صنعاء أثناء ماكانت في طريقها لعملها في مطلع ديسمبر 2015 على يد مليشيا الحوثي.
وعلى مدى عشرة أشهر من الاختطاف استغلت مليشيا الحوثي الضغوط الفرنسية لابتزازها ماليا، من خلال القيام بتسريب مقاطع فيديو للمختطفة على طريقة تنظيم القاعدة، تظهر فيه المختطفة وهي تناشد بلادها بإنقاذ حياتها بعد أن قرر الخاطفون إعدامها.
وفي 3 أكتوبر 2016 نجحت وساطة عمانية في التدخل لدى مليشيا الحوثي والإفراج عن الفرنسية نوران – وفق تأكيدات الخارجية الفرنسية – التي قالت إن الوساطة العمانية جاءت بناء على التماس تقدمت به الحكومة الفرنسية لدى عمان بالتدخل لقيادة الوساطة.

وتأتي عمليات اختطاف الأجانب من قبل مليشيا الحوثي اتباعا لنهج إيراني سلكته منذ ثمانينات القرن الماضي بدأت به في لبنان، ومن ثم نقلته إلى العراق وأفغانستان وإلى اليمن.
ووفق الكاتب السوري المقيم في فرنسا فارس الذهبي فإن إيران أشرفت في ثمانينات القرن الماضي على اختطاف عشرات الأجانب على أراضي لبنان، ونقلهم أو إخفائهم في مناطق تابعة لحركة أمل تارة أو لحزب الله لاحقاً، أو حتى إلى سوريا.
وبحسب الكاتب الذهبي فإن طهران هي من كانت تتولى عملية التفاوض على فك أسرهم وذلك لقاء ملفات تتعلق بها حصراً، أي لقاء سياسات تدعم نظامها وأمنه، وليس لقاء ملفات تتعلق بأمن ومصلحة الدول التي تم الخطف فيها.
وقال الذهبي إن سياسة خطف الأجانب من قبل إيران استمرت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، فالتفت إيران إلى باكستان وأفغانستان لتطبيق ذات السياسة، فانتشر عملاء طهران من أجل خطف الأجانب ومن ثم مبادلتهم على ملفات أخرى.
وأكد أن إيران كانت دائما ما تنكر علاقتها بتلك الاختطافات، واستمرت في سياسة الإنكار حتى خطفت إيران العديد من الدبلوماسيين الأجانب على أرضها ومن ثم تقديمهم لمحاكمات صورية بتهم الجاسوسية والعمالة.
رصد تنازلي منذ 2015:
–    في 12 إبريل 2021 أعلن برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع للخارجية الأمريكية، عن مكافأة تصل لخمسة ملايين دولار أمريكي، لمن يدلى بمعلومات عن مكان اختطاف مواطن أمريكي باليمن يدعى عبدالباري الكتف اختطف من صنعاء في أغسطس 2018م.
–    في 14 يونيو 2020 نجحت وساطة عمانية في الإفراج عن مختطفين أمريكيين لدى مليشيا الحوثي وجثة أمريكي ثالث في صفقة تبادل يتم بموجبها السماح بعودة العالقين من الحوثيين إلى صنعاء.
–    في 11 مارس 2019 نجحت وساطة عمانية في الإفراج عن مواطن إندونيسي وآخر ماليزي كانت مليشيا الحوثي تختطفهم، وتدخلت عمان تلبية لالتماس من الحكومتين الإندونيسية والماليزية، حيث تم التوصل إلى اتفاق مع المليشيا الحوثية في صنعاء لعودة مواطن إندونيسي وآخر ماليزي من اليمن.
–    في 20 فبراير 2019 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادة المواطن الأمريكي داني بورتش الذي كان محتجزاً في اليمن لـ 18 شهراً، بناء على وساطة إماراتية، وذكرت وكالة الأنباء رويترز أن المواطن الأمريكي كان مختطفا لدى ”المتمردين الحوثيين الذين أفرجوا عنه وتم نقله إلى سلطنة عمان“.
–    في 16 فبراير 2019 أفرجت مليشيا الحوثي عن البريطانية أوفى النعامي مديرة شؤون اليمن بالإنابة في منظمة سيفر وورلد، بعد اسبوعين على اختطافها من مكتبيها بصنعاء.
–    في 2 يناير 2019 اختطفت مليشيا الحوثي مقيما أوزبكيا في إب يعمل طبيبا للعظام، وأخضعته لتعذيب مكثف تسببت في وفاته بعد أربعة ايام من اختطافه.
–    في 16 أكتوبر 2018 أعلن مكتب الرئيس الفرنسي أن الحوثيين  أفرجوا عن المواطن الفرنسي آلان جوما الذي اختطفه الحوثيون منتصف يونيو 2018، مشيدا بالمساعدة التي قدمتها السلطات السعودية والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، من أجل إطلاق سراح جوما.
–    في 12 يوليو 2018 أفرج مليشيا عن المواطن الفرنسي ماروك عبدالقادر بعد عامين ونصف من الإختطاف عقب وصوله إلى مطار صنعاء الدولي.
–    في 14 أكتوبر 2016 أعلنت عمان عن نجاح وساطة قادتها في الإفراج عن أمريكيين كانا محتجزين في وأنه تم نقلهم على متن طائرة عمانية إلى مسقط.
–    في 3 أكتوبر 2016 صرحت الخارجية العمانية أن الجهات المعنية في السلطنة تمكنت وبالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية من العثور على المواطنة الفرنسية نوران حواس التي كانت مختطفة في اليمن.
–     في 21 يونيو 2016 أعلنت سلطنة عمان عبر وزارة خارجيتها عن نقل مواطن ألماني كان قيد الاحتجاز في اليمن، وأنه تم نقل المواطن الألماني جوا من العاصمة اليمنية صنعاء على رحلة تابعة لسلاح الجو العماني.
–    في 8 إبريل 2016 أعلنت سلطنة عمان أنها قامت بالمساعدة في الافراج عن مواطن امريكي، بناء على توجيهات من السلطان قابوس بن سعيد، تلبية لطلب الحكومة الأمريكية. وذكرت الوكالة ان الجهات المعنية العمانية بالتنسيق مع سلطات الحوثيين، قامت بالافراج عن الأمريكي.
–    في 21 نوفمبر 2015 أعلنت سلطنة عمان أنها استقبلت ثلاثة أمريكيين كانوا محتجزين لدى ميليشيا الحوثي وصالح ونقلوا جوا من العاصمة اليمنية صنعاء بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الانباء العمانية (أونا) نقلا عن وزارة الخارجية العمانية.
–    في 11 نوفمبر 2015 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المواطن الأمريكي جون هامين، الذي اختطفته مليشيا في الحوثي في 20 اكتوبر 2015 إلى جانب أمريكي آخر فور وصولهما مطار صنعاء قد توفي.
–    في 21 سبتمبر 2015  أفرجت جماعة الحوثي عن ثلاثة أجانب هم أمريكيين وبريطاني كانوا مختطفين لدى الجماعة، كثمرة وساطة من جانب مسؤولين عمانيين وفق واشنطن بوست.
–    في 3 يونيو 2015 نجحت وساطة عمانية في الإفراج عن الصحفي الأمريكي كيسي كومبز بعد اختطافه لأشهر.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept