كشف عنصر الاستطلاع الحوثي المتقدم الذي قبضت عليه القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، بعد محاولة اختراق عبر البحر، تفاصيل العملية المُحبطة والتي كانت تستعد عبرها الميليشيات الحوثية لتنفذ هجوم بحري – بري واسع النطاق باتجاه حي منظر السكني ذي الموقع الحيوي بمدينة الحديدة.
وزعم المدعو عبدالسلام محمد صالح مهدي شوشة (32 عاماً)، وهو من قرية “مسيب” في مديرية بني مطر في صنعاء، أن التحاقه بالميليشيات الحوثية كان قبل ثلاثة أشهر عن طريق ارتباطه بمشرف حوثي رفيع يدعى “أبو جهاد”.
وقال شوشة في سياق اعترافات مصورة نشرها الإعلام العسكري للقوات المشتركة، مساء الأربعاء، إن المدعو أبو جهاد أخذه بعد استقطابه في صنعاء إلى محافظة الجوف شمال شرقي البلاد، إذ تم إلحاقه في الجوف بما يعرف بـ”جهاز الأمن الوقائي”؛ لكن بعد فترة وجيزة قرر إرساله إلى مهمة أخرى كانت هذه المرة في محافظة الحديدة.
ويروي عنصر الاستطلاع الحوثي المتقدم أنه أفصح للمدعو ابو جهاد عن قدرته على السباحة لمسافات طويلة ما حدا بالمشرف الحوثي إلى التخطيط لإرساله إلى الحديدة للقيام بمهمة خاصة؛ لكنه فضل في البداية إعطاءه فترة راحة ومبلغا ماليا قدره 60 ألف ريال يمني (لا يتعدى 100 دولار أميركي).
بعد وقت وجيز من عودة عبدالسلام شوشة إلى صنعاء طلبه القيادي الحوثي المكنى “أبو جهاد” للقاء عاجل جرى في منطقة عصر غرب صنعاء، ثم على إثره سافر الاثنان معا إلى محافظة الحديدة، وسلَّم أبو جهاد عبدالسلام لمشرف آخر في الحديدة لمتابعة المهمة معه.
وطلبت الميليشيات الحوثية من المدعو عبدالسلام تجهيز نفسه للبدء بالمهمة التي ستكون تحت جنح الظلام خلال عيد الفطر، إذ تم أخذه إلى شاطئ البحر ومنحه جهاز ليزر، وطلب منه الركوب على متن قارب صيد والاتجاه إلى مقربة من حي منظر المحرر من القوات المشتركة ثم السباحة للوصول إلى شاطئ الحي.
وكان اختيار الميليشيات الحوثية إجازة عيد الفطر للشروع في تنفيذ الهجوم الذي تخطط له منذ وقت طويل، إلا أن تقديرات الميليشيات الحوثية كانت تقودها إلى فخ محكم.
ويفيد عنصر الاستطلاع الحوثي المتقدم، أنه استقل القارب الذي وقف بعد إبحاره في الماء على مسافة بعيدة من شاطئ الحي، ليبدأ السباحة بعد ذلك، على أن يصل إلى شاطئ منظر ويراقب الوضع فيه وانتشار وتحرك القوات المشتركة.
وكان تزويد الميليشيات الحوثية لعنصر استطلاعها المتقدم بجهاز “الليزر” ليستخدمه في إرسال إشارة لربان القارب بعد أن يستطلع الوضع في الحي، على أن تقوم مجاميع برية وبحرية من ميليشيات الحوثي بتنفيذ هجوم متزامن باتجاه الحي لعزل المناطق المحررة جنوب مدينة الحديدة.
ووقع عنصر الاستطلاع الحوثي لدى وصوله الحي في فخ نصبته القوات المشتركة التي كانت تراقب كل التحركات، حيث تم الإيقاع به والقبض عليه قبل أن يعطي الإشارة بالهجوم، ليتم بذلك إحباط المخطط الحوثي.