قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في كلمة له بمناسبة العيد الوطني الـ 31 لقيام الجمهورية اليمنية 22 مايو “إن ما لحق بالوحدة اليمنية من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة، لا يعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل يعني أولئك الذين اختاروا طريق الاساءة لتطلعات الشعوب ووقفت ممارساتهم حائلا دون التقدم نحو المستقبل.. فالوحدة ليست مجرد شعارات، بل ممارسات وحقوق والتزامات أمام كل أطياف الشعب دون اقصاء او تهميش”.
وأضاف الرئيس “ان الوحدة اليمنية مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل ولذلك استقبلها شعبنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته”.
وأكد “ان مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد وضعت الأسس الصحيحة والسليمة لمسار قويم وراشد يكفل الحقوق والشراكة ويعيد الاعتبارات ويضمد الجروح ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا وأمناً”.
نص الكلمة:
أبناء شعبنا اليمني العظيم ..
تحتفل بلادنا اليوم بذكرى العيد الوطني الواحد والثلاثين للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وفي هذه الذكرى يسعدني أن أرفع إليكم أصدق التهاني واطيب التبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي جاءت كخطوة مكملة وتتويجاً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر والتي كانت جميعها تتوق ليمن الجمهورية والوحدة والحرية والعدالة والمساواة التي يتطلع اليها ابناء شعبنا اليمني قاطبه.
لقد مثلت الوحدة اليمنية تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل، ولذلك استقبلها شعبنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته.
إن ما لحق بالوحدة اليمنية من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة، لا يعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل يعني أولئك الذين اختاروا طريق الاساءة لتطلعات الشعوب ووقفت ممارساتهم حائلا دون التقدم نحو المستقبل.. فالوحدة ليست مجرد شعارات، بل ممارسات وحقوق والتزامات أمام كل أطياف الشعب دون اقصاء او تهميش.
واليوم تتكرر مأساة الأمس، يكرر البعض الاساءة للقضية الوطنية والوحدة الوطنية، فالانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحيازات المذهبية والمشاريع الايرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم ويعيد انتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية التي ثار شعبنا ضدها، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيدا عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق.
وتتكرر كذلك عبر أولئك الذين اختاروا طريق التشرذم والتمترس وراء المناطقية والشحن المناطقي ونشر الكراهية.
إننا نعتقد أن الوحدة اليمنية غاية نبيلة، تعرضت للنهش والتهشيم، وان مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد وضعت الأسس الصحيحة والسليمة لمسار قويم وراشد يكفل الحقوق والشراكة ويعيد الاعتبارات ويضمد الجروح ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا وأمناً، وإن على شعبنا اليمني العظيم أن يقف بكل ثبات مع هذا المشروع الذي يمثل ارقى حالات الاجماع الوطني التي تجسدت في ذلك المؤتمر الوطني التاريخي الذي أنجز هذا المشروع الكبير، مشروع الدولة الاتحادية الألْيَق بتطلعات اليمنيين والأجدر بتمثيل أحلامهم واعتبار تضحياتهم واستيعاب تنوعاتهم ليضعها جميعا في طريق مستقبل آمن ومستقر بعيداً عن دوامة الصراعات والانقسامات والتهميش.
ابناء شعبنا اليمني المعطاء الكريم..
الإخوة والأخوات.. ابنائي وبناتي..
إننا نحتفل في هذا العام ومنذ سنين مضت بهذه المناسبة الوطنية الغالية في ظل ظروفٍ معقدة وتحدياتٍ كبيرة على مختلف الصعد وفي مقدمتها الانقلاب على الدولة والحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية المدعومة ايرانيا على شعبنا وتبعاتها المتراكمة على حاضر الوطن ومستقبله بما تحمله من فكر ضال ومشاريع هدامه واجندة دخيله عنوانها ومضمونها نقل التجربة الايرانية الى اليمن والتي لا يمكن القبول بها مطلقًا من كافة ابناء شعبنا اليمني الذي قدم ويقدم التضحيات في سبيل دحر ذلك المشروع السلالي والذي مصيره الى الزوال والهزيمة.
إن الهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية على محافظة مارب منذ أكثر من عام يعكس هذه النفسية المريضة التي تتعالى على شعبنا وتحاول فرض خياراتها واهدافها وافكارها المزيفة بالقوة القاهرة والدماء والدمار.
وبهذه المناسبة أحيي بإجلال واكبار جيشنا الوطني البطل وهو يخوض معركة الدفاع عن الوحدة والجمهورية والحرية والديموقراطية في وجه الكهنوت والثيوقراطية الدينية، وأحيي كل أبنائنا في مارب بكل قبائلها ورجالها وقياداتها ورجال أمنها الذين يتقدمون الصفوف لحماية مشروعنا الوطني والوقوف أمام عدوان هذه المليشيات الطائفية.
كما أحيي كل ابطال جيشنا الوطني في الجوف وصنعاء وتعز والحديدة وصعده وحجة والضالع والبيضاء وعلى امتداد جبهات الشرف والبطولة، وأقول لهم إن ما تقدمونه من بطولات هو ثمن لائق بحياة الكرامة والحرية، وإن النصر قريب إن شاء الله كلما اقترب من الحق والعدالة والحقوق والحريات.
ابناء شعبنا اليمني الأبي..
حري بنا في هذه المناسبة ان تكون فرصة للتوحد حول القضية الوطنية وإني أدعو مختلف اطياف المجتمع ومكوناته الحزبية والاجتماعية وشرائحه المختلفة شيوخا وشبابا، رجالا ونساء، وكل المؤسسات السياسية والاجتماعية والاعلامية والثقافية الى توحيد الطاقات والصفوف والتواصي على كلمة سواء، جوهرها ومضمونها الحفاظ على الثوابت الوطنية ومواجهة المشروع الايراني ودعاة الفتنة والحروب وحاملي مشاريع الظلام لننتصر لهويتنا ومجدنا وتاريخنا ويمننا العظيم والكبير، اليمن الأرض والإنسان.
ابناء شعبنا اليمني الابي..
تعلمون جميعا أنني وجهت حكومة الكفاءات السياسية في أول اجتماع لها بالعمل بشكل استثنائي لتطبيع الاوضاع الامنية والخدمية ووضع الأولوية القصوى لخدمة المواطن بعيدا عن اي اولويات اخرى، لإدراكنا لما يعانيه المواطن وحاجته الملحة لاستتباب الأمن وتوحيد اجهزته وتفعيل مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات كالكهرباء والصحة والمياه والتعليم وايلاء الملف الاقتصادي اهمية بالغة.
ورغم ما تعرضت له الحكومة من تحديات وعراقيل ليس آخرها التحريض المتعمد والتعطيل الممنهج لأعمالها إلا اننا نؤكد مجددا بضرورة القيام بمسؤولياتها وبتكامل مع السلطات المحلية وتجاوز كل العراقيل التي تقف في طريق تطبيع الأوضاع، وادعو كافة المكونات السياسية الى النأي بالملف الخدمي والأمني عن اي مماحكات والتحلي بروح المسؤولية واستشعار حاجة ابناء شعبنا في الاستقرار فالوضع لم يعد يحتمل اي تصرفات غير مسؤولة.
اننا نعلم حجم التحديات والصعاب والمعاناة التي تثقل كاهلكم من اوضاع معيشيه صعبة والمترتبة على تداعيات الحرب التي اشعلتها المليشيا الحوثية الايرانية واثارها المدمرة على اقتصادنا ومواردنا الشحيحة الا اننا مع ذلك لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاهكم ونعمل بجهود مضاعفه ونوايا صادقه في سبيل تجاوز ذلك جنبا الى جنب مع الاشقاء والاصدقاء وفي المقدمة اشقاءنا الكرام في المملكة العربية السعودية بقيادة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
الإخوة والاخوات
ابناء شعبنا اليمني وأمتنا العربية قاطبه..
نؤكد دومًا وأبداً وقوفنا مع وحدة الموقف العربي الاخوي مع قضايا شعوبنا وامتنا العربية ولن يثنينا عن ذلك ما تعانيه اليمن من تحديات عن اعلان موقفنا الواضح والصريح مع قضايانا العربية والاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ووقوفنا المطلق الى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ووقف كل مظاهر الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية.
ونؤكد استمرار دعمنا لكافة الجهود المبذولة في هذا الاطار وعلى رأسها الجهود المعتبرة التي بذلتها وتبذلها جمهورية مصر العربية بقيادة أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لوقف الهجوم على الاراضي الفلسطينية وكل الجهود الدولية الاخرى وإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه وبدأ تنفيذه صباح اليوم.
وختاما نجدد تهانينا لكم جميعاً بهذه المناسبة الوطنية الغالية.. سائلاً الله العلي القدير أن يتغمـد شهـداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران وان يسكنهم فسيح جناته وان يمن بالشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين والمختطفين.
وكل عام وانتم بخير.