تشهد عدد من المناطق اللبنانية سلسلة من التحركات الاحتجاجية المفاجئة على وقع الانهيار المتسارع في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وتفاقم الأزمات الاقتصادية والغلاء المعيشي والانقطاع الممتد للكهرباء في عموم البلاد والذي يشمل معظم ساعات اليوم.
وقام المحتجون في العاصمة اللبنانية بيروت وعدد كبير من المناطق اللبنانية في مختلف المحافظات، بقطع شوارع وطرق رئيسية واوتوسترادات حيوية، وبلغ الأمر في بعض المناطق حد إغلاق محال الصرافة بالقوة بعد التجمهر أمامها، وذلك بعدما لامس سعر صرف الدولار الأمريكي ظهر اليوم 10 آلاف ليرة في السوق الموازية (سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة – وسعر المنصة التي أنشأها البنك المركزي 3900 ليرة).
واستخدم المحتجون صناديق القمامة في قطع حركة السير أمام المركبات، كما أضرموا النيران في الإطارات المطاطية بعدما وضعوها في منتصف الشوارع في مناطق أخرى، وقاموا بالتجمع في وسط شوارع رئيسية وترديد هتافات منددة بالتدهور الاقتصادي والمعيشي والارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات الأساسية، مؤكدين أنه يفوق قدرتهم على التحمل.
وأعرب المحتجون عن غضبهم الشديد إزاء الارتفاع الأسبوع المستمر منذ فترة في أسعار الوقود وأسعار التنقلات من خلال المواصلات العامة وتداعيات تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار بشكل يومي على نحو يؤدي إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد الأساسية والحيوية، إلى جانب ارتفاع أسعار فاتورة المولدات الكهربائية بصورة كبيرة جراء انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم.
وقالوا إن التدهور الشديد في سعر صرف العملة الوطنية يجعلهم عاجزين عن الاستمرار في توفير مستلزمات الحياة والمعيشة الأساسية لأسرهم، وأنهم أصبحوا مهددين بـ “الجوع الحقيقي”.
ويمر لبنان بأسوأ أزمة مالية – اقتصادية – نقدية وانهيارا في الخدمات الأساسية، بالتزامن مع أزمة سياسية وفراغ حكومي في ظل خلافات عميقة تتعلق بعملية تشكيل الحكومة الجديدة بين الرئيس اللبناني ميشال عون ومن خلفه فريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.